صعّد مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب، من حملته على المهاجرين غير الشرعيين المقيمين في الولايات المتحدة، بعد ساعات من اجتماع مع الرئيس المكسيكي إنريكه بينيا نييتو، أثار لغطاً حول دعوة ترامب إلى بناء جدار بين البلدين.
وقدّم ترامب خطته لحل الهجرة غير الشرعية، في خطاب ناري وصف بالأعنف منذ إطلاق حملته الانتخابية.
وفوجئ مراقبون بعودة ترامب إلى الخطاب الذي يؤجج مشاعر العنصرية، في أوساط الأميركيين من أصول أوروبية، بعد إشارات أعطاها خلال الأسبوعين الماضيين إلى احتمال تعديل خطابه، لتحسين حظوظه الانتخابية في أوساط ذوي الأصول اللاتينية.
واستعاد في خطابه أمس الأربعاء في ولاية أريزونا، بعيد عودته من المكسيك، ما قاله قبل نحو عام في الولاية نفسها عن بناء جدار "عظيم" مزود بأحدث تكنولوجيات المراقبة الأرضية والجوية، لمنع دخول المهاجرين غير الشرعيين والمجرمين وتجار المخدرات من المكسيك إلى الولايات المتحدة.
كما كرّر في خطابه القول إنّه "سيرغم الحكومة المكسيكية على دفع تكاليف بناء الجدار"، من دون أن يوضح في تصريحه للصحافيين بعد اجتماعه بالرئيس المكسيكي ما إذا كانا قد تناولا خلال محادثاتهما مسألة من سيدفع تكاليف الجدار، مكتفياً بالإشارة إلى أنّهما اتفقا على التعاون من أجل إيجاد حل نهائي لقضية الهجرة غير الشرعية عبر الحدود بين البلدين، ووضع حد لنشاط كارتل المخدرات.
لكنّ تغريدة على "تويتر" للرئيس المكسيكي، أوضح فيها أنه أبلغ ترامب في بداية محادثاتهما أن الحكومة المكسيكية "لن تدفع تكاليف بناء الجدار"، شكّكت بمصداقية ترامب والصورة الوردية عن لقائه "الرئاسي" مع بينيا نييتو.
— Enrique Peña Nieto (@EPN) August 31, 2016
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ويرجّح أن تجهض التغريدة آمال المرشح الجمهوري، بالاستفادة من التغطية الإعلامية لزيارته، واستثمارها انتخابياً ضد المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون التي لم تلبّ دعوة مماثلة تلقتها لزيارة المكسيك.
ومن القضايا التي بقيت مبهمة في تفاصيل خطة ترامب لحل الهجرة غير الشرعية، مسألة ترحيل ملايين المقيمين في الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية، وهي مسألة كانت حاضرة دوماً في خطابه الانتخابي الذي جذب إليه جمهور اليمين الأميركي المتطرف عنصرياً ضد الأقليات.
وتركز خطة المرشح الجمهوري على "الترحيل الفوري" لجميع من يصفهم بـ "المجرمين" الذين لا يملكون أوراق إقامة شرعية في الولايات المتحدة، والذين يقدر ترامب عددهم بنحو مليوني مهاجر.
كما تتضمن الخطة، قوانين صارمة حول إعطاء تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة، وفرض تحقيقات أمنية معمقة عن الأشخاص الراغبين في الدخول إلى البلاد.
وتطالب خطة ترامب بإجراء فحص "ايديولوجي" للأشخاص الراغبين بالدخول إلى الولايات المتحدة إذا ما كانوا مسلمين، وذلك للتأكد، وفق ما يقول، من قدرتهم على التأقلم مع ثقافة البلاد، وحبهم للشعب الأميركي.
وشنّ ترامب هجوماً عنيفاً في خطابه، على الرئيس باراك أوباما، ووزيرة خارجيته السابقة هيلاري كلينتون، واتهمهما باعتماد سياسة "الحدود المفتوحة" أمام المهاجرين واللاجئين.
واعتبر أنّ هذه السياسة ستؤدي إلى "تدمير الولايات المتحدة"، محذراً من "خطر استقبال آلاف اللاجئين السوريين البلاد هذا العام"، ومنتقداً خطط كلينتون المستقبلية لاستقبال نحو ستمائة ألف لاجئ من سورية وبلدان أخرى في الشرق الأوسط، في حال وصولها إلى البيت الأبيض.