أعلنت حكومة غينيا، أمس الخميس، ثبوت إصابة شخصين بالإيبولا في البلاد، بعد ساعات فقط من إعلان منظمة الصحة العالمية انتهاء أحدث تفش للوباء في سيراليون المجاورة.
وقال متحدث حكومي، إنه جرى فحص أربعة أشخاص، وتأكدت إصابة اثنين منهم بالمرض، والأربعة من منطقة كوروكبارا، وهي قرية توفي بها ثلاثة أشخاص من نفس العائلة خلال الأسابيع الأخيرة جراء الإسهال والقيء.
وقال فوديه تاس سيلا، المنسق القومي لمكافحة الإيبولا في غينيا "نقل جميع المرضى إلى مركز نزيريكور العلاجي".
ويُعتقد أن أسوأ وباء مسجل للايبولا، قد بدأ في غينيا وقتل نحو 2500 شخص بها بحلول ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، وأعلنت منظمة الصحة آنئذ أن الفيروس لم يعد يتفشى بسرعة.
وتوفي أكثر من 11300 شخص، منذ بدء تفشي العدوى عام 2013 والتي تركزت في غينيا وليبيريا وسيراليون.
وحذرت منظمة الصحة أمس، من أن الإيبولا قد تعاود الظهور في أي وقت، لأن العدوى تبقى في العين والجهاز العصبي المركزي، وسوائل الجسم لدى بعض الناجين.
ولم يتضح على الفور، كيفية إصابة الشخصين بقرية كوروكبارا، لكن المنطقة كانت قد سبق أن امتنعت عن مكافحة الوباء في بدايته.
وقال دامانتانج ألبرت كامارا، المتحدث باسم الحكومة "نقلت اللقاحات إلى المنطقة لتفادي ظهور حالات جديدة وأغلقت المنطقة".
ويقول الخبراء، إن السكان والسلطات يتوخون اليقظة التامة، في شتى أرجاء غرب أفريقيا، على الرغم من تراخي إجراءات مكافحة الوباء في مناطق كثيرة.
وقالت منظمة الصحة العالمية، في بيان أمس "يتعين الإبقاء على درجة عالية من الترصد الوبائي وإمكانات الطوارئ، علاوة على مراعاة الممارسات الصحية الفعالة في البيوت، وفي المنشآت الصحية مع المشاركة المجتمعية".
وأعلنت منظمة الصحة العالمية خلو سيراليون من حالات الإيبولا لمدة 42 يوما وهي ضعف الفترة الزمنية لحضانة الفيروس، أي الفترة بين انتقال المرض للشخص وظهور الأعراض عليه.
وأعلن خلو سيراليون من الإيبولا لأول مرة، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي قبل أن تؤكد الاختبارات وفاة امرأة بالمرض في يناير/ كانون الثاني الماضي، وأعلنت المنظمة في ذاك الأسبوع، خلو المنطقة من حالات جديدة بالمرض.
وأوضحت وفاة مارياتو جولاه كيف يمكن أن يعاود المرض الظهور بسهولة في حالة عدم مراعاة الخطوات الاحترازية، وعدم لجوء المرضى إلى منشآت الرعاية الصحية.
ويعلن خلو دولة من الإيبولا بعد 42 يوما من شفاءـ أو وفاة آخر مريض إذا لم تكن هناك حالات إصابة جديدة.
ويقول الباحثون، إن الاتصال الجنسي هو التفسير المرجح لعودة ظهور الوباء في المنطقة، لأن الفيروس يبقى في الأنسجة الملساء بالجسم وفي السائل المنوي فترة تتجاوز فترة الحضانة البالغة 21 يوما لتصل إلى 90 يوما
وظهر الوباء في ديسمبر/ كانون الأول 2013 في غرب أفريقيا، وكان الأخطر منذ رصد الفيروس قبل أربعين عاما. وقد تسبب في وفاة أكثر من أحد عشر ألف شخص.
وقالت منظمة الصحة العالمية، إن خطر انتشار المرض مجددا في سيراليون وليبيريا وغينيا، ما زال قائما "إلى حد كبير بسبب وجود الفيروس لدى الناجين".