عن ورق التواليت والعملية قيصر وخيانة البطاريق!

10 يوليو 2018
+ الخط -
ـ حماية لوجه الديكتاتور من أن تلوثه مؤخرات مواطنيه، قامت أجهزة الأمن في دولة تركمانستان بإصدار تحذيرات شديدة اللهجة لمواطني البلاد، من عدم الإبلاغ عن أي صور صحافية لرئيس البلاد جوربانجلي بيرديمو هاميدوف يتم استخدامها في الحمامات كورق تواليت، ومن أجل مكافحة هذا الاستخدام المهين لفخامته، تقوم الشرطة بشن حملات تفتيش منتظمة على دورات المياه العمومية، لضبط كل من يقوم باستخدام صورة الرئيس لتنظيف نفسه.

وطبقاً لما نشرته مجلة (ذي ويك) نقلاً عن أحد مواقع المعارضة التركمانية، فإن الشرطة أصبحت عاجزة عن ملاحقة حالات استخدام صور الرئيس في الحمام، لأن سياسة حكومته اللصوصية أفقرت المواطنين، ولم تدع لهم ما يشترون به ورق التواليت، ولذلك لجأوا لاستخدام الصحف الحكومية التي يجبر المواطنون على الاشتراك فيها، والتي من الصعب أن تستخدمها في مسح المسائل بدون أن تمر على صورة الرئيس، الذي لا تخلو أي صفحة في الصحف من صورة طلعته البهية، ولعلك الآن تعرف لماذا حرصت الحكومات العربية منذ سنوات بعيدة على تعميم الشطاف في جميع حمامات المواطنين.

ـ في عام 2013 قام مصور مجهول الهوية كان يعمل في الجيش السوري، بتهريب عدد ضخم من الصور كان قد قام بالتقاطها خلال الفترة من 2011 إلى 2013، تتضمن وقائع قتل وتعذيب لأكثر من 28 ألف و707 رجلاً على أيدي القوات التابعة لنظام بشار الأسد، تم فرز وتصنيف هذه الصور التي التقطها المصور الذي أطلق عليه اسم رمزي هو (قيصر)، وتم نشرها بالفرنسية عام 2015 في كتاب يحمل عنوان (العملية قيصر: في قلب ماكينة الموت السورية) كتبته الصحافية الفرنسية جارانس لي كازين، لكن نشره بالإنكليزية تأخر، ليصدر أخيراً عن دار بوليتي التي قرأت على موقع (أمازون) أنها ستطرحه للبيع يوم 11 سبتمبر/أيلول القادم.

لم أقرأ الكتاب بالإنكليزية بعد، لكنني أضع بين يديك حتى أقرأه، سجل العناوين التي تم فرز وتصنيف الصور تحتها لكي يسهل توثيقها: "بالغون ـ أطفال ـ كبار في السن ـ تعذيب خفيف ـ تعذيب شديد ـ جروح ـ أطراف مكسورة ـ خنق ـ أمراض جلدية ـ نحول ـ آثار حديثة لدماء ـ جروح قطعية في البطن ـ صدمات كهربائية ـ تهتك في الأمعاء ـ استخدام لمواد كيميائية ـ علامات جلد بالسياط ـ ثقوب في الجسد ـ عيون تم قلعها ـ أصابع سبابة".


ـ هدية في غاية الأهمية والتذكير بالمستقبل المشرق سيتلقاها طلبة الصف الثامن الذين سيتخرجون من مدرسة القديس كورنيليوس الثانوية في ولاية بنسلفانيا الأميركية، هي درع واقٍ من الرصاص يتم وضعه على حقائب الظهر، لاستخدامه في حالة التعرض لإطلاق نار جماعي، الهدية تبرعت بها شركة للتكنولوجيا قامت بتصميم وتصنيع الدرع بالتعاون مع شركة للملابس الرياضية، بهدف مساعدة الطلبة على إكمال رحلتهم الدراسية في التعليم الثانوي، ولا أظن أن شركات الأسلحة التي تجني المليارات يمكن أن تمانع في نشر وتعميم هدية مثل هذه للإفلات من الضغوط التي تتعرض لها بعد كم جرائم القتل التي ارتكبت في الفترة الماضية، بل ربما ساهمت في تصنيعها لزيادة أرباحها، وربما لن تعدم وجود سياسيين ونواب أميركيين يطالبون الحكومة بشراء مثل هذه الدروع وتوزيعها على الطلبة في كافة مدارس أميركا، في الوقت نفسه تستمر حملات الكراهية التي يشنها المحافظون ضد الناشطين الداعين للتحكم في حمل السلاح وشرائه، بمن فيهم طلاب إحدى مدارس منطقة باركلاند بولاية فلوريدا، الذين نجوا قبل أشهر من حادثة إطلاق نار إجرامية تسببت في قتل وإصابة العديد من زملائهم، وكان لحملاتهم الداعية لوضع قيود على شراء وحمل السلاح أثر إعلامي وسياسي بالغين، وكان آخر شكل لاستهداف هؤلاء، هو قيام حملة من رجال البوليس باقتحام منزل الطالب ديفيد هوج أحد أبرز ناشطي الحملة والذي تخرج من المدرسة هذا العام، بعد تلقي بلاغ بوجود شخص يحمل سلاحاً في المنزل، لحسن حظ ديفيد أنه لم يكن هو وأي من أسرته في المنزل، لأن حملة مماثلة كانت قد تسببت قبل أشهر في قتل رجل غير مسلح عمره 28 عاماً داخل بيته في مدينة واتشيتا، ليتضح أن المكالمة التي ادعت وجود مسلح في منزله كانت مفبركة، هوج الذي كان وقت اقتحام منزله موجوداً في واشنطن مع والدته لاستلام جائزة من إحدى منظمات حقوق الإنسان، يخطط مع مع زملائه في حركة (مسيرة من أجل حياتنا) لعمل جولة في عشرين ولاية للدعوة لتعديل قوانين حمل السلاح، وحث الشباب ممن لهم الحق في التصويت على تسجيل أنفسهم، لخوض المعارك الانتخابية القادمة التي بمقدورها أن تحدث تغييراً حقيقياً في أميركا.

ـ ستغير فكرتك عن البطاريق وأخلاقها، حين تقرأ مقتطفاً من كتاب جديد نشرته مجلة (ذي أتلانتيك) الأميركية يحمل عنوان (الحقيقة عن الحيوانات) حيث تكشف مؤلفته لوسي كووك أن طيور البطاريق لا تستحق سمعتها السابقة بوصفها نموذجاً لممارسة القيم العائلية المسيحية التقليدية، لأن بعض أنشطتها الجنسية يذهب أبعد من أي تصور عن التحرر الجنسي، فما يقرب من ثلث إناث البطريق من نوع هامبولدت تقمن بخيانة شركائهن الذكور، وفي حالات عديدة يفعلن ذلك مع بطريقات من نفس جنسهن، في حين تصل نسبة "الخيانة" بين البطريقات من نوع أديلي إلى واحدة من كل عشرة.

ينقل الكتاب عن لويد سبنسر ديفيس العالم المتخصص في دراسة البطاريق من جامعة أوتاجو في نيوزيلندا أن طيور البطريق هي الوحيدة من بين حيوانات الكواكب التي تمارس الدعارة ـ إضافة إلى الإنسان طبعاً ـ وهي لا تفعل ذلك إرضاءاً لرغباتها العارمة، بل للبقاء على قيد الحياة، لأنها قبل نهاية موسم الصيف القصير في شبه جزيرة أنتاركتيكا، ومع ارتفاع درجة حرارة الطقس، تواجه خطر الفيضان الذي يمكن أن يغرق أعشاشها البسيطة المكونة من الأحجار الصغيرة والحصى، ولذلك تذهب الإناث تحديداً لجلب الحصى لتدعيم منازلهن قبل الفيضان، وفي ظل ظروف كهذه تنتشر فيها سرقات الحصى، وتشيع الاشتباكات حولها، تعلمت بعض الإناث اللئيمات بالتجربة كيف يتجنبن التعرض للضرب من بعض ملاك الحصى الذكور لو حاولن أخذ ما يملكونه من حصى، لذلك يقمن باستهداف بعض الذكور "العزاب" الذين يقيمون على أطراف مستعمرة البطاريق، والذين لا يقومون بأي واجبات عائلية، لذلك يقضون أوقات فراغهم في جمع الحصى وبناء أعشاش تشبه القلاع الحجرية، لكن ذلك لا ينهي رغبتهم الحثيثة في تفريغ شهواتهم المكبوتة.


للأسف يصبح هؤلاء البطاريق العزاب من ملاك الحصى، هدفاً سهلاً لأنثى البطريق اللئيمة التي تعرف كيف توقع هدفها بانحناءة عميقة ونظرة خاطفة جانبية تدعو إلى الوصال، يعقب ذلك جنس خاطف، يحدث فيه أن يخطئ كثير من الذكور غير المدربين في إصابة أهدافهم، لكن الأنثى تعود إلى عشها وقد سرقت حصاة في منقارها في غفلة من الذكر الهائج، بعض البطريقات الأكثر خبرة وقدرة على الإغواء تعدن إلى أعشاشهن بالحصى دون ممارسة الجنس أصلاً، وفي هذا المضمار سجلت إحدى المغويات الخطيرات رقماً قياسياً حين قامت بالسطو على 62 حصاة خلال ساعة فقط، ولك أن تتخيل كم تطلب ذلك من جهد اشتركت فيه جميع الأطراف.

ـ أرقام للتأمل:
ـ أعلى غرامة سيتم فرضها على التحرش الجنسي في العلن طبقاً لمشروع قانون فرنسي تصل إلى حوالي 3681 دولار أميركي.

ـ بلغ متوسط عدد المشاهدات للفيديو في موقع يوتيوب في 2006 حوالي عشرة آلاف و262 مشاهدة، أما في عام 2016 فقد انخفض متوسط عدد المشاهدات إلى 89 بسبب الأرقام الفلكية للفيديوهات المعروضة على يوتيوب.

ـ 65 في المائة نسبة الألمان الذين يعتقدون أن حياتهم اليوم أفضل مما كانت عليه قبل خمسين عاماً، بينما تبلغ نفس النسبة وسط الإيطاليين 23 في المائة فقط.

ـ 200 ألف هو العدد التقريبي للبريطانيين الذين يزيد عمرهم عن الخامسة والستين عاما والذين لم يتحدثوا مع أحد من أقاربهم لمدة تزيد على شهر.

ـ 15 ألف و432 شخص عدد اليابانيين الذين يعانون من المرض العقلي والذين أعلن عن اختفائهم، وهي ظاهرة تم من أجل مواجهتها، تدريب 3 آلاف شخص في مدينة ماتسادو في اليابان على كيفية إيجاد التائهين الذين يعانون من أمراض عقلية.

ـ عدد القضايا التي رفعتها ولايات أميركية على إدارة جورج دبليو بوش الفيدرالية في الثماني سنين التي حكم فيها بلغت 44 قضية، أما عدد القضايا التي رفعتها الولايات على إدارة دونالد ترامب في سنته الأولى بلغت 35 قضية.

ـ في اتفاق الديكتاتور روبرت موجابي مع حكومة زيمبابوي للتنحي عن كرسي الرئاسة الذي ظل عليه لعشرات السنين، تم تخصيص 25 موظفاً لمرافقته وتلبية طلباته تتكفل الدولة بدفع نفقاتهم، وتم الاتفاق على تخصيص ثلاث سيارات من أحدث طراز له كل خمسة أعوام، بالإضافة إلى حزمة من المخصصات المالية والاحتفاظ بما سبق له ولزوجته ولعائلته نهبه من ثروات البلاد.

ـ 29 في المائة هي نسبة الناخبين المسجلين في الولايات المتحدة الذين قالوا أن دونالد ترامب يعتبر قدوة حسنة للناشئين، بينما كانت نسبة الذين قالوا عام 1998 أن بيل كلينتون يعتبر قدوة حسنة تبلغ 18 في المائة.

ـ يبلغ عدد البليونيرات في مجلس الشعب الصيني 45 بليونير.

ـ بلغت نسبة المدرسين الأمريكيين الذين تعرضوا للاعتداء الجسدي من طلابهم خلال العام الدراسي 2015 ـ 2016 اثنين في المائة، بينما بلغت النسبة نفسها في المرحلة الإعدادية تسعة في المائة.

ـ نسبة المراهقين في الولايات المتحدة الذين تلقوا رسائل جنسية تبلغ 27 في المائة، بينما تبلغ نسبة المراهقين الذين أرسلوا رسائل جنسية 15 في المائة.

ـ نسبة البريطانيين الذين تبلغ أعمارهم ما بين 18 إلى 25 عاماً والذين يجدون أنه من الأسهل التعبير عن مشاعرهم بلغة الإيموجي أكثر من الكلمات هي 72 في المائة.

ـ ثلث سكان العالم لا يستطيعون رؤية درب اللبانة في السماء بسبب التلوث الخفيف.

ـ في تايلاند بلغت نسبة البلاغات التي تلقاها الدفاع المدني، والتي تطلب إزالة ثعبان إلى البلاغات التي تطلب إطفاء حريق في العام الماضي: تسعة إلى واحد.

ـ 13 علامة تجارية تحمل اسم إيفانكا ترامب ابنة الرئيس الأميركي سمحت بها الصين خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وهناك ثمانية علامات تجارية قادمة في الطريق، العلامات التجارية ستدر الملايين على شركات ابنة الرئيس، من خلال بيع منتجات تحمل اسمها تشمل العطور وأدوات الماكياج وبطانيات الأطفال والأثاث، في الوقت نفسه الذي يواصل أنصار ترامب إظهار هوسهم بتأييده لأنه سيقوم بهزيمة الصين وسيجعل "أميركا عظيمة من جديد"، حتى أن أحدث استطلاع للرأي أظهر أن 50 في المائة من الناخبين الجمهوريين يعتقدون أن ترامب من حقه أن يترشح للرئاسة في انتخابات 2020 دون أن يكون هناك من ينافسه داخل الحزب الجمهوري في انتخابات تمهيدية، في حين يعتقد 36 في المائة من الناخبين في أحدث استطلاع أن ترامب يجب أن يفوز في الانتخابات القادمة. وصدق من قال إن "رزق الهبل على المجانين".
605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.