10 مايو 2019
عن عائشة وموتها
أشرف أبوخصيوان (فلسطين)
فارقت الحياة. ماتت عائشة. لم يكن لها من اسمها نصيب، غفت الجفون إلى الأبد، وتركت خلفها مرارة العيش في عيون أشقائها الصغار، يتبادلون ألعابها وعرائسها وملابسها، يُبقون على سريرها مرتبا ونظيفا، إلا أن الأم لم تحتمل تلك المشاهد اليومية في غرفة نوم عائشة، جمعت ما تبقى من ملابسها، ووضّبت الدولاب ورتبته، واختفت معالم عائشة من الغرفة، بعد أن أطاح بها المرض اللعين، طريحة في أسرة المستشفيات في غزة والقدس المحتلة.
تبدأ القصة في أوائل إبريل/ نيسان 2019، عندما دخلت الطفلة عائشة لولو (5 سنوات) من مخيم البريج وسط قطاع غزة، في نوبة مرضية، وموجة من التحليلات الطبية، والتصوير المقطعي، انتهت بإعلان الأطباء في مستشفيات قطاع غزة إصابة الطفلة بمرض السرطان في "المخيخ".
تدهورت كثيراً الحالة الصحية للطفلة، وبدأت تدخل في غيبوبة وحالات تشنج، لم تحتمل العائلة هذا المُصاب، وقررت العمل على إخراجها من مستشفيات قطاع غزة، لمستشفيات الضفة الغربية أو القدس المحتلة، للبحث عن علاج لهذا السرطان القاتل.
نجحت العائلة في الحصول على نموذج طبي لتحويلها لمستشفى المقاصد، ولكنها فشلت في إقناع الاحتلال الإسرائيلي بمرافقة أحد والديها معها إلى المستشفى، فبدأت العائلة تبحث عن أحد الأقارب أو الأعمام من أجل مرافقة الطفلة، إلا أنها لم تجد سوى إحدى الجارات التي تطوّعت من أجل مرافقة الطفلة المريضة إلى مستشفى المقاصد في القدس المحتلة، فحاولت العائلة أن تتقدم بأكثر من طلب للسماح لأمها بالسفر ومرافقة ابنتها واللحاق بها، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي رفض مجدداً طلبات الأم ومناشداتها، ومناشدات وتدخلات مؤسسات حقوق الإنسان، في إقناع الاحتلال الإسرائيلي بإعطاء تصريح للأم التي تراقب موت ابنتها عبر شاشات الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي.
عائشة، على سرير المرض في مستشفى القدس، تتطلع إلى الشفاء وإلى رؤية والديها إلى جوارها، تستعد الآن لإجراء عملية جراحية هي الأصعب والأخطر، هي تراقب الدقائق التي تسبق دخولها في غيبوبة البنج، تحدثت مع أمها عبر تطبيق فيسبوك ونظرت إليها نظرات الحنان ثم سقطت دموع عائشة، فهذه المرة الأولى التي تبتعد فيها عن حضن والدتها، الأم في غزة تراقب عبر "فيسبوك" عملية جراحية لابنتها في مستشفى المقاصد في القدس المحتلة، والسبب الاحتلال الإسرائيلي.
تم إجراء العملية وتم استئصال الورم من المخيخ، وباتت الطفلة أقرب إلى الشفاء، ولكنها وقعت تحت تأثير صدمة البُعد عن والديها. وتدهورت حالتها الصحية، فكلما سمعت صوت أمها وأبيها وإخوتها عبر الهاتف أو شاهدتهم عبر "فيسبوك"، ازدادت في البكاء، حتى توقفت عن الكلام والطعام، وتقلصت الرؤية شيئاً فشيئاً حتى غابت عن الوعي ودخلت في غيبوبة جديدة.
تم نقل الطفلة ذات الأعوام الخمسة إلى مستشفى المطلع في مدينة القدس، ومن ثم تم نقلها إلى غزة في سيارة أجرة إلى معبر بيت حانون إيرز، لعدم وجود تنسيق لسيارة إسعاف تنقلها من المستشفى إلى غزة، في المعبر تم نقل الطفلة عائشة عبر "تكتك" وهو مخصص لنقل الحقائب والمسافرين، لتصل إلى بيت أبيها في مخيم البريج وسط قطاع غزة، جثة هامدة لا يخرج منها إلا النفس.
سعت العائلة من جديد إلى نقلها إلى المستشفى في غزة، تم وضع الأجهزة الطبية لها، ولكنها دخلت في غيبوبة جديدة ثم فارقت الحياة، حيث أعلنت "الضمائر" الإسرائيلية والفلسطينية وفاة الطفلة عائشة لولو.
أيها الفلسطيني المُعذب في الأرض، إن الكائنات الكونية تتآمر عليك وعلى مستقبل أبنائك وعلى حياتهم، وقعت هذه الطفلة ضحية الظلم الإسرائيلي بأن منع والديها من مرافقتها إلى المستشفى، والمكوث بالقرب منها ومواساتها في مرضها، وتعرّضت للظلم الفلسطيني بالسماح لها بالوصول إلى معبر إيرز من خلال نقلها بسيارة أجرة، وعدم توفير سيارة إسعاف لها، وتعرضت للخذلان من مؤسسات حقوق الإنسان الإسرائيلية والفلسطينية والدولية التي لا تمتلك القوة في قول كلمة الحق وتوجيه اللوم للاحتلال الإسرائيلي بأنه المسؤول عن قتل الطفلة عائشة لولو.
تدهورت كثيراً الحالة الصحية للطفلة، وبدأت تدخل في غيبوبة وحالات تشنج، لم تحتمل العائلة هذا المُصاب، وقررت العمل على إخراجها من مستشفيات قطاع غزة، لمستشفيات الضفة الغربية أو القدس المحتلة، للبحث عن علاج لهذا السرطان القاتل.
نجحت العائلة في الحصول على نموذج طبي لتحويلها لمستشفى المقاصد، ولكنها فشلت في إقناع الاحتلال الإسرائيلي بمرافقة أحد والديها معها إلى المستشفى، فبدأت العائلة تبحث عن أحد الأقارب أو الأعمام من أجل مرافقة الطفلة، إلا أنها لم تجد سوى إحدى الجارات التي تطوّعت من أجل مرافقة الطفلة المريضة إلى مستشفى المقاصد في القدس المحتلة، فحاولت العائلة أن تتقدم بأكثر من طلب للسماح لأمها بالسفر ومرافقة ابنتها واللحاق بها، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي رفض مجدداً طلبات الأم ومناشداتها، ومناشدات وتدخلات مؤسسات حقوق الإنسان، في إقناع الاحتلال الإسرائيلي بإعطاء تصريح للأم التي تراقب موت ابنتها عبر شاشات الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي.
عائشة، على سرير المرض في مستشفى القدس، تتطلع إلى الشفاء وإلى رؤية والديها إلى جوارها، تستعد الآن لإجراء عملية جراحية هي الأصعب والأخطر، هي تراقب الدقائق التي تسبق دخولها في غيبوبة البنج، تحدثت مع أمها عبر تطبيق فيسبوك ونظرت إليها نظرات الحنان ثم سقطت دموع عائشة، فهذه المرة الأولى التي تبتعد فيها عن حضن والدتها، الأم في غزة تراقب عبر "فيسبوك" عملية جراحية لابنتها في مستشفى المقاصد في القدس المحتلة، والسبب الاحتلال الإسرائيلي.
تم إجراء العملية وتم استئصال الورم من المخيخ، وباتت الطفلة أقرب إلى الشفاء، ولكنها وقعت تحت تأثير صدمة البُعد عن والديها. وتدهورت حالتها الصحية، فكلما سمعت صوت أمها وأبيها وإخوتها عبر الهاتف أو شاهدتهم عبر "فيسبوك"، ازدادت في البكاء، حتى توقفت عن الكلام والطعام، وتقلصت الرؤية شيئاً فشيئاً حتى غابت عن الوعي ودخلت في غيبوبة جديدة.
تم نقل الطفلة ذات الأعوام الخمسة إلى مستشفى المطلع في مدينة القدس، ومن ثم تم نقلها إلى غزة في سيارة أجرة إلى معبر بيت حانون إيرز، لعدم وجود تنسيق لسيارة إسعاف تنقلها من المستشفى إلى غزة، في المعبر تم نقل الطفلة عائشة عبر "تكتك" وهو مخصص لنقل الحقائب والمسافرين، لتصل إلى بيت أبيها في مخيم البريج وسط قطاع غزة، جثة هامدة لا يخرج منها إلا النفس.
سعت العائلة من جديد إلى نقلها إلى المستشفى في غزة، تم وضع الأجهزة الطبية لها، ولكنها دخلت في غيبوبة جديدة ثم فارقت الحياة، حيث أعلنت "الضمائر" الإسرائيلية والفلسطينية وفاة الطفلة عائشة لولو.
أيها الفلسطيني المُعذب في الأرض، إن الكائنات الكونية تتآمر عليك وعلى مستقبل أبنائك وعلى حياتهم، وقعت هذه الطفلة ضحية الظلم الإسرائيلي بأن منع والديها من مرافقتها إلى المستشفى، والمكوث بالقرب منها ومواساتها في مرضها، وتعرّضت للظلم الفلسطيني بالسماح لها بالوصول إلى معبر إيرز من خلال نقلها بسيارة أجرة، وعدم توفير سيارة إسعاف لها، وتعرضت للخذلان من مؤسسات حقوق الإنسان الإسرائيلية والفلسطينية والدولية التي لا تمتلك القوة في قول كلمة الحق وتوجيه اللوم للاحتلال الإسرائيلي بأنه المسؤول عن قتل الطفلة عائشة لولو.
مقالات أخرى
04 مايو 2019
22 ابريل 2019
15 ابريل 2019