رغم ضخامة رقم كـ4 مليارات دولار أميركي، وهو الثمن الذي دفعته شركة "ديزني" للحصول على حقوق "حرب النجوم" وشخصياته عام 2012، إلا أنه بات الآن رقمًا هزيلاً جدًا قياسًا إلى حجم النجاح الذي حقّقته 3 أفلام مُنجزة مُؤخّرًا في إطار إعادة إحياء السلسلة، وهو متمثّل بـ4 مليارات ونصف مليار دولار أميركي فقط كإيرادات دولية. والأفلام الـ3 هي: "يقظة القوة" (The Force Awakens، 2015) لجي. جي. أبرامز، و"الجداي الأخير" (The Last Jedi، 2017) لريان جونسن، وهما الحلقتان 7 و8 من الحكاية الأصلية، وبينهما Rogue One عام 2016 لغاريث إدواردز، أحد 3 أفلام منتمية إلى العالم نفسه لـ"حرب النجوم" لكن في فترة أسبق من حكاية المتمرّدين والإمبراطورية.
تلك الأفلام الـ3 حقّقت نحو 4 مليارات ونصف مليار دولار أميركي كإيرادات دولية، قبل حدوث أول فشل لفيلم من السلسلة، هو "سولو: قصّة حرب النجوم" (Solo: A Star Wars Story، 2018) لرون هاورد. ورغم أن مستواه الفني متفوّق على Rogue One، إلّا أن أسباب الفشل عديدة. فـ"سولو" يتناول شخصية هان سولو التي أدّاها هاريسون فورد في 4 أفلام، 3 منها حين كان شابًا في الحكاية الأصلية بإدارة جورج لوكاس (1977، 1980، 1983)، وعندما بات عجوزًا في "يقظة القوة". سولو شخصية جاذبة جدًا، تمتلك صفات راعي البقر لكن في عالم فضائي. ابتكرها لوكاس فباتت المفضّلة لدى شريحة كبيرة من محبّي السلسلة. لذا، فإن إنتاج فيلم عن بدايته ومرحلة تعرفه على تشوباكا وتكوين صداقة/ عداء مع لاندو، وغيرها من التفاصيل، قبل الانضمام إلى لِيَا ولوك في صراعٍ ضد الإمبراطورية، مضمون النجاح نظريًا. لكن الأمور لم تسر على هذا النحو تمامًا، إذْ لم تتجاوز إيراداته الدولية 350 مليون دولار (بلغت تكاليفه الإنتاجية 300 مليون دولار أميركي، ما يعني أنه أضخم الأعمال كلفة في تاريخ الفن السابع).
فما هي أسباب حدوث هذا كلّه؟ بدت قرارات "استديو ديزني" بشأن مستقبل السلسلة، في تلك اللحظة، متضاربة جدًا. من ناحية أولى، تركت العنان للمخرج والمؤلف ريان جونسون لتجديد الأحداث وللثورة على الإرث القديم، في فيلمه "الجداي الأخير"، من أجل الرهان على المستقبل. لكن، بعد "هجوم" مريدي "حرب النجوم" واستيائهم الحادّ، تراجع الاستديو خطوات إلى الوراء مع "سولو"، واندلع خلافٌ بين رؤوساء الاستديو والمخرجين لورد وكريستوفر ميلر، بسبب تضارب رؤية الطرفين حول ما يجب أن يكون عليه الفيلم، ما أدّى إلى استبعاد المخرجين، الطرف الأضعف، والاستعانة برون هاورد لتنفيذ تلك الرؤية المحافظة جدًا للاستديو، والمقتصرة على جاذبية سولو كشخص مغامر خفيف الظل، ووضعه في بيئة مناسبة لمَشَاهد حركة متتالية ضمن بيئة "حرب النجوم"، من دون أية أبعاد أعمق تخصّ شخصيته، أو مفاجآت عن ماضيه والعالم الآتي منه، أو تفاصيل جانبية للحرب وزمن التمرّد على الإمبراطورية. إذاً القصّة باهتة، تروي إنقاذ سولو لحبيبته من كوكب "كوربيلا"، والدخول في مغامرات فارغة، ما أدّى إلى انقلابٍ سلبي لهذا التخفيف والمسايرة الآمنة للتوقعات على الفيلم، فهجره المشاهدون "كأنه لم يكن". كذلك، بدا واضحًا أن الرهان الجماهيري لـ"ديزني" كامنٌ في عدم استقطاب المحبّين المخلصين للسلسلة، بل استهداف الشريحة الأعرض، فجاء الفيلم ـ بعيدًا عن شكلانية المعارك والسفن والفضاء ـ خاليًا من روح "حرب النجوم"، ومن تفاصيل الربط بالأحداث القديمة، باستثناء الذكر العابر لبعضها. نتيجة قرار كهذا متمثّل بخسارة الشركة للجانبين: لا الجمهور الشاب (المحبّ للأبطال الخارقين و"مارفيل") تقبّل "سولو" كفيلم مغامرات، ولا عشاق السلسلة (الغاضبون من "الجداي الأخير") وجدوا فيه ما يشبعهم ويرضيهم. رغم ذلك، ليس "سولو" عملاً سيئًا. إنه مسلٍّ وخفيف الظل، واختيار الممثل ألدين إيرهنيتش ممتازٌ، فهو أدّى دوره كما ينبغي.
اقــرأ أيضاً
حضور وودي هارلسون وداني غلوفر والدب "تشوباكا" جميلٌ، لكن الشعور الطاغي على كلّ شيء هو أن العمل عادي ومتوَقَّعٌ وغير مفاجئ، فكانت النتيجة مُحبِطة للشركة، ما يعني أن الجزء المقبل من السلسلة (الـ9 في الحكاية الأصلية) ـ الذي يُخرجه جي. جي. أبرامز، والذي يتوقّع إطلاق عروضه التجارية الدولية في ديسمبر/ كانون الأول 2019 ـ سيكون مفصليًا بالنسبة إلى مستقبل "حرب النجوم" ومسارات أجزائها المقبلة.
تلك الأفلام الـ3 حقّقت نحو 4 مليارات ونصف مليار دولار أميركي كإيرادات دولية، قبل حدوث أول فشل لفيلم من السلسلة، هو "سولو: قصّة حرب النجوم" (Solo: A Star Wars Story، 2018) لرون هاورد. ورغم أن مستواه الفني متفوّق على Rogue One، إلّا أن أسباب الفشل عديدة. فـ"سولو" يتناول شخصية هان سولو التي أدّاها هاريسون فورد في 4 أفلام، 3 منها حين كان شابًا في الحكاية الأصلية بإدارة جورج لوكاس (1977، 1980، 1983)، وعندما بات عجوزًا في "يقظة القوة". سولو شخصية جاذبة جدًا، تمتلك صفات راعي البقر لكن في عالم فضائي. ابتكرها لوكاس فباتت المفضّلة لدى شريحة كبيرة من محبّي السلسلة. لذا، فإن إنتاج فيلم عن بدايته ومرحلة تعرفه على تشوباكا وتكوين صداقة/ عداء مع لاندو، وغيرها من التفاصيل، قبل الانضمام إلى لِيَا ولوك في صراعٍ ضد الإمبراطورية، مضمون النجاح نظريًا. لكن الأمور لم تسر على هذا النحو تمامًا، إذْ لم تتجاوز إيراداته الدولية 350 مليون دولار (بلغت تكاليفه الإنتاجية 300 مليون دولار أميركي، ما يعني أنه أضخم الأعمال كلفة في تاريخ الفن السابع).
فما هي أسباب حدوث هذا كلّه؟ بدت قرارات "استديو ديزني" بشأن مستقبل السلسلة، في تلك اللحظة، متضاربة جدًا. من ناحية أولى، تركت العنان للمخرج والمؤلف ريان جونسون لتجديد الأحداث وللثورة على الإرث القديم، في فيلمه "الجداي الأخير"، من أجل الرهان على المستقبل. لكن، بعد "هجوم" مريدي "حرب النجوم" واستيائهم الحادّ، تراجع الاستديو خطوات إلى الوراء مع "سولو"، واندلع خلافٌ بين رؤوساء الاستديو والمخرجين لورد وكريستوفر ميلر، بسبب تضارب رؤية الطرفين حول ما يجب أن يكون عليه الفيلم، ما أدّى إلى استبعاد المخرجين، الطرف الأضعف، والاستعانة برون هاورد لتنفيذ تلك الرؤية المحافظة جدًا للاستديو، والمقتصرة على جاذبية سولو كشخص مغامر خفيف الظل، ووضعه في بيئة مناسبة لمَشَاهد حركة متتالية ضمن بيئة "حرب النجوم"، من دون أية أبعاد أعمق تخصّ شخصيته، أو مفاجآت عن ماضيه والعالم الآتي منه، أو تفاصيل جانبية للحرب وزمن التمرّد على الإمبراطورية. إذاً القصّة باهتة، تروي إنقاذ سولو لحبيبته من كوكب "كوربيلا"، والدخول في مغامرات فارغة، ما أدّى إلى انقلابٍ سلبي لهذا التخفيف والمسايرة الآمنة للتوقعات على الفيلم، فهجره المشاهدون "كأنه لم يكن". كذلك، بدا واضحًا أن الرهان الجماهيري لـ"ديزني" كامنٌ في عدم استقطاب المحبّين المخلصين للسلسلة، بل استهداف الشريحة الأعرض، فجاء الفيلم ـ بعيدًا عن شكلانية المعارك والسفن والفضاء ـ خاليًا من روح "حرب النجوم"، ومن تفاصيل الربط بالأحداث القديمة، باستثناء الذكر العابر لبعضها. نتيجة قرار كهذا متمثّل بخسارة الشركة للجانبين: لا الجمهور الشاب (المحبّ للأبطال الخارقين و"مارفيل") تقبّل "سولو" كفيلم مغامرات، ولا عشاق السلسلة (الغاضبون من "الجداي الأخير") وجدوا فيه ما يشبعهم ويرضيهم. رغم ذلك، ليس "سولو" عملاً سيئًا. إنه مسلٍّ وخفيف الظل، واختيار الممثل ألدين إيرهنيتش ممتازٌ، فهو أدّى دوره كما ينبغي.
حضور وودي هارلسون وداني غلوفر والدب "تشوباكا" جميلٌ، لكن الشعور الطاغي على كلّ شيء هو أن العمل عادي ومتوَقَّعٌ وغير مفاجئ، فكانت النتيجة مُحبِطة للشركة، ما يعني أن الجزء المقبل من السلسلة (الـ9 في الحكاية الأصلية) ـ الذي يُخرجه جي. جي. أبرامز، والذي يتوقّع إطلاق عروضه التجارية الدولية في ديسمبر/ كانون الأول 2019 ـ سيكون مفصليًا بالنسبة إلى مستقبل "حرب النجوم" ومسارات أجزائها المقبلة.