على أحد مواقع التواصل الاجتماعي حساب أميركي اسمه "قتال بالفيديو" ينشر مقاطع رائجة جداً لشجارات بين شبان وفتيات أميركيين غالباً، داخل المدارس على وجه الخصوص. ويدعو المتابعين إلى تصوير وإرسال مزيد من هذه المقاطع لأحداث من هذا النوع تجري أمامهم.
في المقاطع المدرسية نمط معتاد من تنمّر البعض على آخرين سواء داخل الفصول، أو في قاعات الطعام، أو في ساحات اللعب، أو بالقرب من المدرسة. يبدأ المقطع غالباً بمواجهة أحدهم لآخر (أو إحداهن لأخرى) وصراخه في وجهه، بما يجبره على الإذعان بعد لكمة أو صفعة. أما إذا ردّ بصفعة ما فإنّ المعركة تنشب وغالباً ما يكون المهاجم أقوى بدنياً، لتنتهي المعركة بتدخل زملاء أو معلمين أو رجال أمن، مع تأذي المعتدى عليه جسدياً بالإضافة إلى إذلال الجمهور الحاضر له بإطلاق صيحات السخرية.
المدرسة مكان لاكتساب المعارف والمهارات واكتشاف المواهب أحياناً، لكنّها قبل كلّ شيء مؤسسة تربوية تسعى إلى تهذيب الخلق وتكوين المواطن الصالح والتأسيس للمجتمع الفعال وتغذية المتعلم بالقيم اللازمة لحياته الاجتماعية اللاحقة واتخاذ مكانه في المجتمع مؤدياً واجباته الكاملة وحاصلاً على جميع حقوقه.
في مدارس الوطن العربي، التي تنطلق في عامها الجديد، خلال هذه الأيام بالذات، العنف حاصل أيضاً، فالتقارير المتواصلة طوال السنوات الماضية تكشف عن حالات عنف كثيرة وصلت إلى حدّ الأذى العميق. ولا يقتصر العنف على التلاميذ بين بعضهم البعض، أو على العنف المسلط من المعلمين على التلاميذ، بل يمتد إلى عنف التلاميذ تجاه المعلمين والموظفين الإداريين في بعض الحالات، خصوصاً مع الاستقواء بأطراف من خارج المدرسة في بعض دول الفوضى.
تلك الحالات ترقى أحياناً إلى مستوى الظاهرة على مستوى بلد معين، كما تتسم حوادثها بنمط متكرر لعلّه ناشئ عن خلل تربوي بالدرجة الأولى، وبكلمات أكثر دقة فإنّه خلل قيمي يتغذى في الأساس من عنف رمزي تمارسه المدرسة نفسها تجاه التلاميذ.
العنف الرمزي، كما يحدده بيار بورديو، لا يظهر عادة بوضوح، ففي المدرسة هو في الوجبة التربوية اليومية المرافقة للدروس تحقيقاً لرسالة خفية للدولة أو الطبقة المسيطرة. هو حتى في أسلوب تعامل المعلم مع تلاميذه. وهو العنف الذي يرسخ التمييز في المجتمع ويضع كلّ شخص في المكان الذي يريده له بصرف النظر عن أيّ تنظير حول "إرادة حرة" و"تكافؤ فرص".
ولعلّ استمرار العنف المدرسي مع عدم القدرة على كبحه بالكامل في أكثر الأحيان يكشف عن فرضية أنّه كامن في العنف الرمزي الذي تمارسه المدرسة. هو عنف مطلوب إذاً لسبب ما يقع الجميع تحته، سواء المعتدي أو المعتدى عليه... والأخير يتلقى العنف مرتين.
اقــرأ أيضاً
في المقاطع المدرسية نمط معتاد من تنمّر البعض على آخرين سواء داخل الفصول، أو في قاعات الطعام، أو في ساحات اللعب، أو بالقرب من المدرسة. يبدأ المقطع غالباً بمواجهة أحدهم لآخر (أو إحداهن لأخرى) وصراخه في وجهه، بما يجبره على الإذعان بعد لكمة أو صفعة. أما إذا ردّ بصفعة ما فإنّ المعركة تنشب وغالباً ما يكون المهاجم أقوى بدنياً، لتنتهي المعركة بتدخل زملاء أو معلمين أو رجال أمن، مع تأذي المعتدى عليه جسدياً بالإضافة إلى إذلال الجمهور الحاضر له بإطلاق صيحات السخرية.
المدرسة مكان لاكتساب المعارف والمهارات واكتشاف المواهب أحياناً، لكنّها قبل كلّ شيء مؤسسة تربوية تسعى إلى تهذيب الخلق وتكوين المواطن الصالح والتأسيس للمجتمع الفعال وتغذية المتعلم بالقيم اللازمة لحياته الاجتماعية اللاحقة واتخاذ مكانه في المجتمع مؤدياً واجباته الكاملة وحاصلاً على جميع حقوقه.
في مدارس الوطن العربي، التي تنطلق في عامها الجديد، خلال هذه الأيام بالذات، العنف حاصل أيضاً، فالتقارير المتواصلة طوال السنوات الماضية تكشف عن حالات عنف كثيرة وصلت إلى حدّ الأذى العميق. ولا يقتصر العنف على التلاميذ بين بعضهم البعض، أو على العنف المسلط من المعلمين على التلاميذ، بل يمتد إلى عنف التلاميذ تجاه المعلمين والموظفين الإداريين في بعض الحالات، خصوصاً مع الاستقواء بأطراف من خارج المدرسة في بعض دول الفوضى.
تلك الحالات ترقى أحياناً إلى مستوى الظاهرة على مستوى بلد معين، كما تتسم حوادثها بنمط متكرر لعلّه ناشئ عن خلل تربوي بالدرجة الأولى، وبكلمات أكثر دقة فإنّه خلل قيمي يتغذى في الأساس من عنف رمزي تمارسه المدرسة نفسها تجاه التلاميذ.
العنف الرمزي، كما يحدده بيار بورديو، لا يظهر عادة بوضوح، ففي المدرسة هو في الوجبة التربوية اليومية المرافقة للدروس تحقيقاً لرسالة خفية للدولة أو الطبقة المسيطرة. هو حتى في أسلوب تعامل المعلم مع تلاميذه. وهو العنف الذي يرسخ التمييز في المجتمع ويضع كلّ شخص في المكان الذي يريده له بصرف النظر عن أيّ تنظير حول "إرادة حرة" و"تكافؤ فرص".
ولعلّ استمرار العنف المدرسي مع عدم القدرة على كبحه بالكامل في أكثر الأحيان يكشف عن فرضية أنّه كامن في العنف الرمزي الذي تمارسه المدرسة. هو عنف مطلوب إذاً لسبب ما يقع الجميع تحته، سواء المعتدي أو المعتدى عليه... والأخير يتلقى العنف مرتين.