سيرة قدّيس(2)
كيف لي أن
أكون جديراً؟ يد مضاءة إلكترونياً من الخلف
والأخرى
تعتني بمجلّد. هل
تذكر القرن السادس عشر؟
أذكر غالباً
مصابيح الشارع
تتدلّى
على الأرصفة. أذكر
غالباً كيف عشت عموماً.
وأني لم أكن يوماً
في عزلة. معظمنا
يلتقط
صوراً للشاشة. أغلبها
في الحمام مع زجاجة بيرة.
الأسى المنتشر على
هذه الورقة
يفسد في الشمس.
ما سبق
منشور بعد الواقعة
بكل الأحوال. أشعر بخفة
أكبر وأنا أجر حياتي
بمقياسها الزمني
الدقيق المفصول.
حق فروست
"عندئذ ليس لدي ما أظهره
سوى جمجمة"
اميلي ديكنسون
شوهت المسافة شيمي الأكثر نبلاً.
أهمها: الطريقة التي عقدت بها الخبز
في ذلك المقصف الذي يُغلي أسعاره. سامحني على هذا الضُّر
الذي تسببت لنا به.
في الظلام، لم يكن سوى النقاء على المحك-
حملة تلفزيونية لمنح النزر اليسير من الجمال.
لكن، كما قال المعمدان، كل شيء ضئيل قد يكون،
في النهاية، مفيداً عند الحاجة.
أما بالنسبة
للثقة التي منحتها في الأيام الأخيرة فقد أعدتها إلى مكونات
فكرت بها أخيراً-ولو أن الكلمة انتشرت
في رئتي، شوهت أغنية مقدر لها أن تتحجر -
فلماذا يتخلى فمي الفارغ عن عشبته الضارة؟
دقة راهنة؟ لافتة وضعت لتقنعني
بالدنو منها-زهور الخشخاش، ذاوية، لونها
موصوف، كما في أفضل الرموز، بالشجاعة.
في الظلام، أنا متعب من هذا الدرع-سأدفنه
في حقل أوكلتني عليه معرض للخطر في
ذكراه السنوية-كثيراً ما اختزل الانسان إلى أداة.
ثمة معلم آخر
جعلتني الاستقامة استقصائياً. ممتحناً إياها
مثل قلنسوة-عروض صراحتي المسكنة -
دومت الأسرار عائدة إلى نقطة انطلاقها
والمخارج كانت خلال تلك المفاصل الصغيرة
في الذاكرة: استرداد من ناحية
ومن ناحية أخرى خيال تهكمي.
هذا عندما
نصبت الركيزة في يوم عمل منهوب -
ثقتي مع الوقت تعمي
فرصتي في الانتماء إليه-قد أخلص نفسي
وأتعلق كالأشياء المتدلية
من مروحة السقف، على وشك الاختناق.
أليس من
طريق أفضل للخروج غير هذا الخندق؟
أليس من طريقة أخرى عدا تلك التي تبقيني
منحنياً نحو فيء
الظلال النامية؟ بوسعك دوماً القبول أو الرفض-
ما لا ينطبق على السرطان-لكن، كيفما كان، لا زلت
أفتقده.
جمهور الحياة
عالق مجدداً في موشور مشتهى ولو أنه
معطل وبعيد، الحب مغتصب
من تلك الأيام العادية الشديدة البرودة
والمتبقية ظاهرياً. الخط الساخن، مشغول الآن،
لأننا لم نتعلم أبداً كيف نحتاط
من حب وسيم -خطأ مثمر
ينحني على صدورنا ونحن نتصنع السقوط
في مقعد سيارة خلفي-وجه بارد
أعلن عن جائزتنا وانتزعنا
من التوق.
فعندما نقول
إن الأسوأ انتهى من أساسه –
يتوقف أذى الغسق المنثعب عندما يدهم المطر
الثلج في سدود صغيرة-لا يظهر طريق العودة
إلا في ذكر الحب وليس،
كما أملنا، في شكل المشاعر.
الصحيفة الملطخة بالحبر تهمل الجليد
في غير أوانه وتستعرض
في نفس الوقت صورة للرئيس
في بوفالو، ولا نزال نسمع أنفسنا مرددين أننا
نتقدم نحو شتاء منعزل تاريخياً-
مكبوح وهو يعم مناطق
أخرى من البلاد. برغم ذلك، في النهاية،
الأرجحية التي نعتمد فيها على الحب
ستصمد أكثر حتى عندما ينتهي
الفصل، ونجد فائدة أكبر في استظهار
حيواتنا عن ظهر قلب.
رباطة جأش
بمناوبات ليلية عند قبري، أرى، في الثقوب
المنسكبة من الخضرة نوراً
داخلياً. فمي حافل بالغائب، عابر
نحو جسدي، وأنا في ذلك جمع
من الشهود-قصة تتأهب، عما قريب.
هذه الخسارة تثير صدقيتها مثل شباب ينأى
عن تململه.
كيف لامرئ
أن يرتجف بالثقة؟ يسأل أحدهم، بكل بساطة
للمحبوب الذي يدعوه لقبلة واثقة بنفسها.
أحاطتني غفلتي السرمدية و/ أو
تقرير المحقق السابق
بحصانة ضعيفة-حسيرة البصر.
انخفاض الستارة يسمح بدخول الضوء.
الصباح، المرسل عبري، يأتي لاحقاً
الآن إذ عدتني غير عازم.
ابتهج لوعد-عهد فاتر قد
يصير موتاً-ولو أن الألم
يلتفت نحوي، أجدني مسيطراً
على النقائص التي عهدت بي لي.
ثواب
منتظراً خمود محادثة الربيع الدافئ البغيضة
بسبب فحواها المالي، بناءها المرصوص،
هياكل وجوهنا تضيق مرحبة، أو بالحري،
ارتعاش يخاطر في إبداء الرأي ليوضح أن كل شيء
على وشك أن يتغير خاضع لضريبة جماعية. مع ذلك نبقى على
اتصال، هو ليس مجرد رقم شخص آخر نكف عن الاتصال به-
سحابة تلكم بشدة-خط التقاء خندق الساعات الأخير
محذرة أن قادماً صغيراً غاية في الرقة، كما يفعلون،
في هيئة النوم، أو أنه عهد ابن أبرشيتنا
العصبي عن وفرة الثمر، نوع من النفايات الصلبة،
أياً كانت " النفايات" التي قد تلفظ أخيراً. خذ لقطة
أخرى في الحمام في جشع هذا الصباح البليد
وسترى: ما من نفقة اقتصدت بالمال-التنصت على
موسم جديد من مسلسل" شؤون القلب"، نعلم تماماً
أي يوم نحث ونقود الأوباش إلى مصب مصرف
وأي يوم من الأفضل أن نتجنب فيه هذا النوع من الأعمال.
* Andrew Nance، شاعر أميركي من مواليد 1987
* * ترجمة عن الإنجليزية أماني لازار