28 نوفمبر 2018
عندما تعجز عن كتابة مقال
مطهر الخضمي (اليمن)
عندما تعجز عن كتابة مقال، يا صديقي، هذا لا يعني أنك لم تجد ما تكتب عنه، بل يعني أصابك العجز وداهمك التراكم الشعوري، وطغت عليك مخلفات الحياة.
عندما تعجز عن كتابة مقال، فأنت حينها محشور في جذع شجرة أبنوس متفحمة، لم تعد تغريها مغازلات السحب، وقطرات المطر التي غالبا ما تأتِ بعد فوات الأوان.
عندما تعجز عن كتابة مقال، وتحاول كسر هذا العجز والتبلد، فالأمر أشبه بمحاولة خوض معركة عبثية، تدرك جيدا نتيجتها، وأنك الخاسر الوحيد فيها، ولكنك تحاول لكي تنال حتى شرف المحاولة.
عندما تعجز عن كتابة مقال، فاعلم، يا صديقي، أنّه لم يعد هنالك متسعٌ للكتابة والمراهنة على حروفٍ لم تكلفك سوى قطرة حبر، وقطعة من ورق، أو عدّة لمسات على شاشة الهاتف، ولكن في ميزان الواقع الفوضوي، ربما تكون حياتك ثمنا لها، فقد أصبح الإنسان يباع بثمنٍ بخس.
عندما تعجز عن كتابة مقال، فلا يرهقنك التفكير العميق بهدف فلسفة هذا العجز بالطريقة الأفلاطونية، فقد تتوه في الفراغ من دون أن تحصل على إجابة مقنعة، فالعجز والذهول لا يمكنك أن تحصل لهما على إجابة محدّدة.
عندما تعجز عن كتابة مقال، لا تخف كثيرا، فقد يكون الصمت أبلغ، حينما يصبح الحديث كالذي يضع حفنة من رمل على شاطئ مهجور، فما يلبث نصف دقيقة إلا وقد محى الموج تلك الحفنة، بطريقته الهادئة " المد والجزر".
عندما تعجز عن كتابة مقال، فبالتأكيد أنك تسكن في مدينة، كفرت بالحرف والكلمة، حين اجتاح "مقاتلي النينجا ذوي العصابات الحمراء" أزقتها ومساكنها التي تراها متشابهة وقلوبها شتى.
عندما تعجز عن كتابة مقال، يا صديقي، أيقن أنك دخلت مرحلة جديدة من الإنهاك الفكري، بسبب إصابتك بغيبوبة الحياة، وسقوطك في جحيم الظروف، فجمرات الزمن العصيب تعيش على حرق أجسادنا وأرواحنا، لنموت نحن وتبقى هي مشتعلة إلى الأبد.
في وسع صور الأطفال المتدثرين بالجوع على الأرصفة أن تُخرِسَ كل الأفواه، وتقتل كل الكلمات بداخلك، وصور تلك الثكالى المكلومات لها قدرة خارقة لأن تجعلك في حالة تنويم مغناطيسي، لا قبل لك بالتفكير والتعبير.
عندما تعجز عن كتابة مقال، فأنت تعيش مرحلة حساسة ما بين اليأس واليأس، وبالتأكيد لا مجال للأمل لأن يقف بين سطرين أو حتى حرفين، فالحروف والكلمات حالها كحالنا أيضا، تعيش حالةً من اليأس والذعر والخوف، تتصادم ببعضها بعضا، وتصبح عاجزة عن بناء جملة مفيدة.
عندما تعجز عن كتابة مقال، فأنت حينها محشور في جذع شجرة أبنوس متفحمة، لم تعد تغريها مغازلات السحب، وقطرات المطر التي غالبا ما تأتِ بعد فوات الأوان.
عندما تعجز عن كتابة مقال، وتحاول كسر هذا العجز والتبلد، فالأمر أشبه بمحاولة خوض معركة عبثية، تدرك جيدا نتيجتها، وأنك الخاسر الوحيد فيها، ولكنك تحاول لكي تنال حتى شرف المحاولة.
عندما تعجز عن كتابة مقال، فاعلم، يا صديقي، أنّه لم يعد هنالك متسعٌ للكتابة والمراهنة على حروفٍ لم تكلفك سوى قطرة حبر، وقطعة من ورق، أو عدّة لمسات على شاشة الهاتف، ولكن في ميزان الواقع الفوضوي، ربما تكون حياتك ثمنا لها، فقد أصبح الإنسان يباع بثمنٍ بخس.
عندما تعجز عن كتابة مقال، فلا يرهقنك التفكير العميق بهدف فلسفة هذا العجز بالطريقة الأفلاطونية، فقد تتوه في الفراغ من دون أن تحصل على إجابة مقنعة، فالعجز والذهول لا يمكنك أن تحصل لهما على إجابة محدّدة.
عندما تعجز عن كتابة مقال، لا تخف كثيرا، فقد يكون الصمت أبلغ، حينما يصبح الحديث كالذي يضع حفنة من رمل على شاطئ مهجور، فما يلبث نصف دقيقة إلا وقد محى الموج تلك الحفنة، بطريقته الهادئة " المد والجزر".
عندما تعجز عن كتابة مقال، فبالتأكيد أنك تسكن في مدينة، كفرت بالحرف والكلمة، حين اجتاح "مقاتلي النينجا ذوي العصابات الحمراء" أزقتها ومساكنها التي تراها متشابهة وقلوبها شتى.
عندما تعجز عن كتابة مقال، يا صديقي، أيقن أنك دخلت مرحلة جديدة من الإنهاك الفكري، بسبب إصابتك بغيبوبة الحياة، وسقوطك في جحيم الظروف، فجمرات الزمن العصيب تعيش على حرق أجسادنا وأرواحنا، لنموت نحن وتبقى هي مشتعلة إلى الأبد.
في وسع صور الأطفال المتدثرين بالجوع على الأرصفة أن تُخرِسَ كل الأفواه، وتقتل كل الكلمات بداخلك، وصور تلك الثكالى المكلومات لها قدرة خارقة لأن تجعلك في حالة تنويم مغناطيسي، لا قبل لك بالتفكير والتعبير.
عندما تعجز عن كتابة مقال، فأنت تعيش مرحلة حساسة ما بين اليأس واليأس، وبالتأكيد لا مجال للأمل لأن يقف بين سطرين أو حتى حرفين، فالحروف والكلمات حالها كحالنا أيضا، تعيش حالةً من اليأس والذعر والخوف، تتصادم ببعضها بعضا، وتصبح عاجزة عن بناء جملة مفيدة.
مقالات أخرى
02 سبتمبر 2018
27 مايو 2018
15 مارس 2018