عناصر النظام في شوارع دمشق... ترهيب وانتهاكات وعربدة

15 اغسطس 2017
حواجز للنظام داخل دمشق (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -




تمارس عناصر من قوات النظام السوري أعمالاً ترهيبية تستهدف أهالي دمشق، إذ أظهر مقطع فيديو نشر، أخيراً، على موقع التواصل الإجتماعي، تسلّط مجموعة من عناصر النظام على مدنيين هناك، وإهانة الأهالي في الشوارع.

وأظهر الفيديو ما يقارب عشرة عناصر للنظام السوري، وهم يتجولون فوق "جسر الرئيس"، المعروف في العاصمة دمشق، بزيّهم العسكري، يحملون في أيديهم مشروبات كحولية، وتتعالى أصوات ضحكاتهم على المدنيين والمارّة من النساء والرجال والشبّان، وسط خوف من الأهالي.

كما يبين مقطع الفيديو عناصر النظام وهم يلاحقون إحدى فتيات المدينة فوق جسر الرئيس، بالإضافة إلى ملاحقتهم ثلاث فتيات ومحاولة السعي خلفهن وتصويرهن بكاميرات أجهزتهم المحمولة، وسط ضحكات تتعالى على تلك الفتيات، ومحاولة الفتيات الهروب.

وبحسب مقطع الفيديو، أوقف العناصر بعض الشبّان والرجال، وأجبروهم على شرب الكحول، كما قاموا بضرب مراهق يبدو في الـ 15 من العمر، لوضعه سماعات هاتفه المحمول في أذنيه وعدم سماع ندائهم له.

وفي منتصف المقطع، يقفون في وسط أحد الطرقات العامة قرب جسر الرئيس، ويبدأون بالاستهزاء بالدين الإسلامي وسط شتائم وعبارات تستهزئ بالذات الإلهية بأصواتهم العالية بين الأهالي والمارّة.

وقال الناشط الميداني في العاصمة دمشق، عامر الدمشقي، لـ"العربي الجديد"، إن هذه التصرفات يتعرض لها أهالي دمشق بشكل يومي، وخاصة في منطقة جامعة دمشق والسكن الجامعي وما حولها حيث يكثر هنالك تواجد الفتيات، وهو ما يعتبر هدفاً ومقصداً لعناصر النظام.

ولفت الدمشقي إلى أن "النظام وعناصر الشرطة العسكرية يعملان على غض بصر هام عن مثل هذه التصرفات، لإطلاق الصلاحية الكاملة لعناصرهما بالتصرف كيفما أرادوا بسلطتهم المفتوحة والنافذة على المدنيين"، موضحاً "المناطق التي تم تصوير هذا المقطع بها، ممتلئة بحواجز النظام الأمنية، خاصة حواجز فرع الأمن العسكري، التي من الواجب أن تكون مسؤولة عن ضبط تصرفات عناصرها تجاه أي مخالفة، إلّا أن النظام وجّه هذا الفرع تجاه مواطنيه المدنيين وترك عناصره يسرحون كما يشاؤون".

وأضاف "يعاني أهالي المناطق التي يكثر بها تواجد النظام والحواجز الأمنية، بسبب المضايقات التي يتعرضون لها على مدار اليوم، بالإضافة إلى انعدام الضوابط الأخلاقية والدينية لدى تلك القوات، ودون وجود سلطات تكبح تصرفاتهم الهمجية تجاه المدنيين، وهذا الأمر الذي دعا كثيراً من الأهالي إلى بيع منازلهم، وبأرخص الأسعار، والابتعاد إلى مناطق متطرفة من دمشق يكون فيها تواجد عناصر النظام أقل".

واللافت أنه إلى الآن لم تعمل قوات النظام في دمشق على إزالة جميع حواجزها داخل المدينة، بحسب قرار وزير الداخلية في حكومة النظام السوري، أخيراً، كما حصل في حماة وطرطوس واللاذقية، كما ترفض المليشيات الإيرانية و"حزب الله" اللبناني، إزالة حواجزها من مناطق تواجدها في دمشق، كمنطقة السيدة زينب وغيرها.



المساهمون