تقرير لشبكة "بلومبيرغ" سلّط الضوء على هذه العملة الرقمية، مشيراً إلى أن المشرّعين يتقدّمون بالفعل لتنظيم "ليبرا" مع أنها لا تزال غير مكتملة، ليس فقط لأنها تحتاج إلى التحديثات، بل بمعنى أن مُبدعيها ما زالوا في طور استكشاف ما الذي يجب بناؤه.
ملف هذه العملة "ضخم"، بحسب "بلومبيرغ"، فهو يتضمّن 12 ورقة أساسية مصحوبة بـ96 صفحة من التفاصيل التقنية، مع وجود إشارات غامضة إلى تمكين غير المتعاملين مع المصارف والانتقال من المركزية إلى اللامركزية، وتحوّل غير مُحدّد من الولوج المصرّح به إلى غير المصرّح مع مشاركة مفتوحة.
كاتبة التقرير للشبكة الأميركية، إيلان أُو، تقول: "أمضيت فترة ما بعد الظهيرة في تثبيت ليبرا على جهازي بهدف إنشاء أصل رقمي خاص بي، ولم تكتمل التجربة. فمعظم الخصائص غير متوافرة أو غير منفّذة، وكان هناك وظائف قليلة تتجاوز القدرة على وضع عملات معدنية مزيفة داخل محفظة. ومن الغريب أن تصدر شركة مثل فيسبوك برامج في مثل هذه الحالة".
وتشبه عملة فيسبوك "بيتكوين" للاستخدام العالمي، والتي يمكن أن تشجع على المزيد من التجارة الإلكترونية على خدماتها وتعزز الإعلانات على منصاتها.
ولتلك الغاية، تحالفت "فيسبوك" مع 27 شريكاً في إطار كيان مقره جنيف يدعى "رابطة ليبرا"، ومن بينهم شركات "باي بال" و"أوبر" و"سبوتيفاي" و"فيزا" و"ماستركارد".
وسيشرف الكيان على العملة الرقمية الجديدة المقرر إطلاقها في النصف الأول من 2020، أي في غضون الستة إلى 12 شهرًا القادمة. هذا على أن تأخذ فيسبوك زمام المبادرة في إنشاء عملة "ليبرا" والتقنية الأساسية الخاصة بها.
وقال المسؤول التنفيذي السابق في "باي بال" الذي يترأس مشروع عملة "فيسبوك" الجديدة، ديفيد ماركوس، إن الاسم "ليبرا" مستوحى من وحدة موازين رومانية وبرج الميزان الفلكي (رمز العدالة) وكلمة "حرية" باللغة الفرنسية. وقال "الحرية والعدالة والمال، هذا بالضبط هو ما نحاول القيام به هنا".
وتأمل الشركة في جمع ما يصل إلى مليار دولار من الشركاء الحاليين والمستقبليين لدعم هذا الجهد، كما تأمل "فيسبوك" ألا يقتصر استخدام العملة على المعاملات بين المستهلكين والشركات القائمة في أنحاء العالم، بل أن تتيح أيضاً للمستهلكين غير المشمولين بالخدمات المصرفية فرصة الاستفادة من الخدمات المالية للمرة الأولى.
وقال المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "فيسبوك"، مارك زوكربيرغ، في منشور عبر صفحته على الموقع الأزرق، إنّ "فيسبوك" أيضاً أنشأت وحدة تحت اسم "كاليبرا"، ستطرح محافظ رقمية لحفظ وحدات ليبرا وتحويلها وإنفاقها. وسيجري ربط كاليبرا بمنصتي تراسل "فيسبوك"، "ماسنجر" و"واتساب"، اللتين تضمان أكثر من مليار مستخدم.
وصرح زوكربيرغ بأن مهمة ليبرا تتمثل في إنشاء بنية تحتية مالية عالمية بسيطة تمكن مليارات الأشخاص حول العالم. وأضاف "كل هذا مبني على تكنولوجيا "بلوكتشاين" blockchain. إنه لا مركزي - بمعنى أنه يدار من العديد من المؤسسات بدلاً من مؤسسة واحدة فقط، مما يجعل النظام أكثر عدلاً بشكل عام. إنه متاح لأي شخص لديه اتصال بالإنترنت ولديه رسوم وتكاليف منخفضة. وهو مضمون بواسطة التشفير الذي يساعد على الحفاظ على أموالكم آمنة".
Facebook Post |
وتضع الشركة آمالاً عظيمة على ليبرا، لكن المخاوف المتعلقة بخصوصية المستهلك والحواجز التنظيمية قد تنطوي على عقبات كبيرة، ما قد يؤدي تعقيد الأمور المتعلقة بالشبكة الاجتماعية المأزومة، بالرغم من محاولة زوكربيرغ التشديد على موضوع الخصوصية في منشوره، بالقول "هذا جزء مهم من رؤيتنا لمنصة اجتماعية تركز على الخصوصية، حيث يمكنكم التفاعل بكل الطرق التي تريدونها بشكل خاص، من المراسلة إلى الدفعات الآمنة".
ويخضع موقع "فيسبوك" حاليًا للتحقيق الفيدرالي حول ممارسات الخصوصية الخاصة به، ويواجه أيضًا مع عمالقة التكنولوجيا الآخرين تحقيقًا جديدًا لمكافحة الاحتكار في الكونغرس.
وفيما قالت "أسوشييتد برس" إنّه من غير المرجح أن يؤدي إنشاء عملتها الخاصة على مستوى العالم، والتي يمكن أن تهدد البنوك والعملات الوطنية وخصوصية المستخدمين، إلى كبح اهتمام الهيئات التنظيمية بـ"فيسبوك"، دعا رئيس لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب الأميركي، ماكسين ووترز، المسؤولين التنفيذيين في فيسبوك للإدلاء بشهادتهم أمام الكونغرس وطلب من الشركة وقف تطوير "ليبرا" إلى أن يستعرض المشرعون والمنظمون المشروع.
وقال ووترز في بيان نقلته "رويترز": "مع الإعلان عن خططها لإنشاء عملة مشفرة، يواصل فيسبوك توسعه دون رادع ويوسع من نطاقه ليشمل حياة مستخدميه".
كما أصدر منظمون آخرون ومشرعون ومسؤولون حكوميون في جميع أنحاء العالم بيانات هامة. وقال وزير المالية الفرنسي إنه طلب من رؤساء البنوك المركزية من دول مجموعة السبع كتابة تقرير عن المشروع بحلول منتصف يوليو/تموز.