تعتزم سلطنة عمان، المضي قدماً في تعاونها الاقتصادي مع إيران، بالتوسع في استيراد كميات من الغاز الطبيعي وقعت اتفاقية طويلة الأمد في شأنها، خلال زيارة الرئيس الإيراني، حسن روحاني، السلطنة في مارس/ آذار الماضي.
ونقلت وكالة "رويترز" عن وزير النفط العماني، محمد بن حمد الرمحي، اليوم الأربعاء، أن بلاده تستهدف شراء نحو مليار قدم مكعب غاز من إيران يومياً بحلول 2017 – 2018، أي بعد ثلاث سنوات.
ووقع البلدان في أغسطس/ آب الماضي مذكرة تفاهم على بيع الغاز الإيراني للسلطنة من عام 2015 ولمدة 25 سنة، في صفقة قيمتها نحو 60 مليار دولار.
وفي مارس/ آذار الماضي، أبرمت إيران اتفاقاً لتصدير 10 مليارات متر مكعب من الغاز سنوياً إلى سلطنة عمان في صفقة، تتضمن أيضا بناء خط أنابيب عبر الخليج كلفته، نحو مليار دولار.
لكن السلطنة تطمح في علاقات تجارية أوسع مع طهران، لا سيما بعد الزيارات المتبادلة، التي أجراها رئيسا البلدين، والتي تعتبر الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، منذ تولي، روحاني، السلطة في يوليو/تموز الماضي، على نحو وصفه مراقبون بـ"خروج عمان عن المسار الخليجي".
وبفضل التعاون الاقتصادي، عرقلت سلطنة عمان في ديسمبر/ كانون الأول الماضي مباحثات جادة كانت تقودها السعودية لتطوير مجلس التعاون الخليجي إلى مرحلة "الاتحاد" بين دوله الست (السعودية وقطر والبحرين والكويت والإمارات وسلطنة عمان)، عندما ارتأت أن المقصود من ذلك الاتحاد هو إيران، التي تخشى السعودية وبعض دول الخليج من نفوذها في المنطقة.
وعلل مراقبون وقتها رفض سلطنة عمان الاتحاد الخليجي، وهو رفض لم يُعلن عنه من قبل، بصداقتها مع إيران، التي تضعها الرياض نصب أعينها وتتخذ منها غريماً تتوخى الحذر منه، حيث أن الدافع الأول وراء إلحاح السعودية على الاتحاد في هذا التوقيت هو تخوفها من إيران في ظل الاتفاق النووي الجديد.
وتقع إيران وعمان على جانبي مضيق هرمز الاستراتيجي، وهو الممر البحري الواقع عند فم الخليج والذي يمر عبره خُمس نفط العالم.
ووصل حجم التبادل التجاري بين الصين وسلطنة عمان إلى نحو 18.8 مليار دولار خلال العام الماضي 2012، ونحو 9.12 مليار دولار خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الماضي 2013.
وفي سياق متصل، قال وزير النفط العماني، الذي كان يتحدث في أثناء زيارة إلى نيودلهي: إن السلطنة تدرس شراء حصة بين 10و15% في مرفأ للغاز الطبيعي المسيّل تعتزم شركة "بترونت" الهندية إقامته على الساحل الشرقي للهند.