عمال الإسكندرية يصعّدون للمطالبة بصرف رواتبهم

تصاعدت الاحتجاجات والاعتصامات للعمال المصريين في عدد من الشركات والمصانع بمحافظة الإسكندرية، وزادت حالة الاحتقان بين العاملين بسبب تجاهل مطالبهم بصرف مستحقاتهم وتحسين ظروفهم المعيشية.

وهدد العشرات من العاملين في شركة مساهمة البحيرة بالمحافظة بتصعيد احتجاجاتهم، موضحين في تصريحات لـ"العربي الجديد" أنها قد تصل إلى الاعتصام المفتوح داخل مقر الشركة، رداً على تجاهل الإدارة صرف رواتبهم ومستحقاتهم المالية، والتي قالوا إنها لم تصرف منذ 5 أشهر.

وقال سيد فتيحة، أحد العمال بالشركة، إن الإدارة تتجاهل مطالب العاملين، وإنها تعطي وعوداً للعاملين، لكن دون ترجمة لها، مؤكداً أن الشركة أصبحت في حالة انهيار كامل، ومعدة للبيع والخصخصة، كما كان مخططاً لها، إلا أن العاملين يصرون على إنقاذها وتسلّم مستحقاتهم.

من ناحية أخرى، قررت الممرضات في مستشفى الأميري الجامعي بالإسكندرية، اليوم الاثنين، منح الحكومة مهلة إلى 15 ديسمبر/كانون الأول المقبل، لتنفيذ مطالبهن وصرف مستحقاتهن المالية، وذلك بعدما علّقن إضرابهن الجزئي عن العمل وأنهين الوقفات الاحتجاجية بعد الوعود التي تلقينها بصرف مستحقاتهن المالية خلال أيام.

وكان المستشفى قد شهد أحداثاً متصاعدة منذ بدء ممرضات المستشفى الإضراب الجزئي عن العمل وتنظيم عدة وقفات احتجاجية داخل الساحات للمطالبة بصرف مستحقاتهن المالية، مما ترتب عليه وفاة حالتين داخل المستشفى بالتزامن مع التمريض وتحويل الأمر برمته إلى النيابة العامة بعد تدخل رئيس الوزراء.

وقالت نقيبة ممرضي الإسكندرية، سها مصطفى، إن الممرضات لم يحصلن على مستحقاتهن المالية حتى الآن، رغم إنهاء الإضراب الذي استمر لأكثر من 5 أيام، وأنهن منتظرات وعود وزير التعليم العالي لهن بشأن صرف مستحقاتهن أو بحث الإجراءات البديلة لمواجهة هذا التجاهل.

كذلك واصل العشرات من العاملين بشركة الإسكندرية للفايبر، اعتصامهم المفتوح داخل مقر الشركة اليوم الثلاثاء، وذلك احتجاجاً على عدم صرف مستحقاتهم المالية، بحجة عدم وجود سيولة تكفي.

وقال أحمد سعيد، أحد العاملين المعتصمين، إن الشركة تعد أكبر منتجي "الفايبر" على مستوى الشرق الأوسط، ورغم ذلك تصر الإدارة على عدم صرف مستحقاتهم بحجة عدم وجود أموال كافية، وأضاف: "الشركة تهدد بفصل وتشريد المطالبين بحقوقهم".

وأضاف أن العمال مستمرون في الاعتصام، بعد فشل المفاوضات التي جرت بين ممثلين عن العمال ومجلس الإدارة، عقب صدور قرار الجمعية العمومية غير العادية، بتصفية الشركة وتسريح جميع العاملين بها، وذلك دون تحديد موعد محدد لصرف مستحقات العاملين ورفض الاقتراح المقدم منهم بإدارة الشركة ذاتياً، وجدولة الديون، على 3 سنوات.

وصعّد عمال الشركة الوطنية "شويبس" بالإسكندرية، الإجراءات الاحتجاجية لمواجهة قرار مجلس الإدارة ببيع الشركة وتسريح العمالة الموجودة بها.

وقال نائب رئيس المؤتمر الدائم لعمال الإسكندرية، خالد طوسون، إنه سيتم عقد مؤتمر صحافي بالتنسيق مع عمال الشركة، لإطلاع الجميع على الخطوات التصعيدية والتي قال إنها ستبدأ بالاعتصام داخل مقر الشركة، مشيراً إلى وجود مئات العاملين الذين تخطت مدة خدمتهم في الشركة 15 عاماً.

وأضاف: "عمال الشركة هم مثال صغير لما يحدث ويتكرر في مصر، على مدى العقود الأخيرة من سطوة رجال الأعمال، وعدم وجود قانون عمل رادع يحمي العاملين".