على رصيف المؤتمر الإقتصادي

16 مارس 2015
مظاهرات في الإسكندرية ضد المؤتمر الاقتصادي (العربي الجديد)
+ الخط -

مجدداً تتصرف مصر بسلطتها الحالية ومؤيديها وكأنهم في طريقهم إلى الإسكندرية .. ينشدون أغاني الصيف والبحر ويتبادلون حديثا ضاحكا عن متعة الشاطئ وجلسات المقاهي في عروس البحر، بينما يستقلون القطار السريع المتجه إلى .. أقاصي الصعيد!!

نحن بإزاء معضلة أخلاقية .. كيف تحب بلادك وفي الوقت ذاته تتمنى أن يبوء بالفشل مؤتمرها الاقتصادي الذي سيفتح لها أبواب الخير والرخاء على مصاريعها؟؟

هذه هي الصياغة الراقية لتساؤل يطرحه بصورة أقل تهذيباً أنصار " صاحب الفلاتر" في حفلات الوطنية والتخوين المنصوبة على الدوام في صفحاتهم ومنتدياتهم، ويطرحه كذلك بعض المترددين في محاولة منهم للتفرقة بين النظام والدولة .. بين نخب المنتفعين والشعب "الجعان المتنيل بستين نيلة".

المعضلة الحقيقية تكمن في بنية السؤال المنطوية على مغالطات كفيلة بإعطاب المنطق وتخريب بوصلة الحقيقة.

فالقائمون على هذه الزفة المنصوبة لجمع النقوط بمناسبة ختان طفل مجبوب خصي (اتعب معايا شوية وافتح المعجم) مجموعة من النصابين المفسدين الذين على أيديهم وأيدي أسلافهم أفلست مصر، وصارت تستجدي الإحسان ممن كانت تحسن إليهم.

وإن كنت في مرية من هذا فاسأل عباس كامل أين ذهب رز الخليج وحبوبه!! (أنا بهزر معاك طبعا. اللي خلاك تصدق اللوا عبد العاطي ومشروع المليون وحدة سكنية وحكاوي قائد الأسطول السادس الأمريكي المتلقح في عنبر تلاتة في أبو زعبل يخليك تصدق بكل أريحية مشروع العاصمة الجديدة اللي كل شيء فيها أكبر من مثيله في العالم)!!

وحتى لو افترضنا سلامة القصد في عصابة الانقلاب وملوك الترامادول، وافترضنا كذلك أن سخاء المانحين في إغداق المليارات إنما هو لوجه الله تعالى، فأي شيء يمكن أن يتحقق بالمال تحت إدارة من كانت بضاعته في التخطيط الاقتصادي وأدوات التنمية ألف عربية خضار ولمبة موفرة مع رغيف عيش .. "أربع تربع"؟!!

وتبقى المغالطة الأشد قسوة .. كيف تهلل لسلطة ارتكبت فظائع يتورع إبليس عن مجرد التفكير فيها، ثم تأتي بوجه أصفر لا يعرف الحياء لتوبخ ضحايا وغدك الوضيع، وتلقي الدروس في حب الوطن على مسامع المغتصبات وأبناء القتلى والمعتقلين؟؟!!

يقولون إن الفتن إذا أقبلت يعرفها المؤمن، أما المنافق فلا يتبينها إلا وهي مدبرة، ويؤذيني أن أرى جمهرة من الأصدقاء والزملاء يتقلبون في الفتن صباح مساء، كأنما طمست بصائرهم وانتكست الفطر المركوزة فيهم، فلم أعد أعرف بأي جزء في أجسادهم يفكرون وبأي منطق من كلام البشر يعقلون.

على فكرة يا أبو الكباتن .. إسكندرية الرصيف التاني!!


اقرأ أيضاً: مصر: اتفاقات تتجاوز 100 مليار دولار منها مشروعات سابقة