على الأقل لا زلتُ حياً

14 ديسمبر 2016
(الشاعر، تصوير: سارة شتيفان)
+ الخط -

آثار أقدام نحو النجوم

طفولتي
بدأت بأشياء يُنظر إليها
طغت عليها أشياء يُفكّر بها
كنتُ طفلاً
آنذاك
راغباً في الوصول إلى النجوم
ولكن
سواء كانت النجوم بعيدة جداً
أو أنني بطيء

حتى الآن
لا زلتُ بعيداً عن النجوم
إلا أن
آثار أقدامي إليها
لم يلطخها الطينُ أبداً


***


غدٌ آخر.. أملٌ ممكن بالغد

لا زال الياسمينُ يتفتّح
وترفرفُ الطيور
لا زال المساءُ يُعاشُ أنيساً بعد سقوط المطر
إذاً
1984 لم يكن كما كتب جورج أورويل
لا زال الصباحُ موجوداً
أنتَ مخطئ، أنا أحبّ الأفضل
وأكتبُ عباراتٍ رافضة مرة بعد مرة
ماندالي* تنهضُ حيّة من رمادها
رويداً
رويداً
ورويداً بالفعل
قادرٌ أنا على المشي
والكلام
والتمتّع بالنسيم
أشعرُ مرّة أخرى بهبّات دخان السيجار
وانتظار إشارة المرور
حمراء.. خضراء
وأبتهجُ بسيل الدراجات النارية مبتسماً
مسائي يتحرّك متأنّياً
لا زال الصباحُ موجوداً
والمساء ليس عجولاً
ليكن ما يكون
على الأقل لا زلتُ حياً
وأكتب هذه القصيدة


***


قصيدة من أجل فتاة

بانكوك.. أيُّ نوعٍ من المدن هذه؟
أوه.. أنا في الحافلة
وهي تحبّ الفاكهة، الانقلابيون لا يحبون الفاكهة
البيوتُ أُحرقت
لم يبق سوى الرماد والحقد
التقيتها، ربما هي من التقى بي
اللعنة.. ما الذي تفعله في منتصف الليل؟
لا..لا.. أنا ظهيرة
الفلسفة جزيرة لا أحد
آلن.. ها.. آلن
اللعنة.. أنت تجعلني سعيداً مرتبكاً
كلماتٌ.. كلمات
كلماتٌ بيننا
كلمات تمضي هنا وهناك
رائحةً غادية
أليست كلمات مناسبة لفتاة؟
أليست كلمات مسلّية لفتاة؟
بلى، هي قصيدة.. تقبلها أو لا تقبل
بلى، هي قصيدة
حقاً.. هي قصيدة لفتاة
كيف هو الجو في بانكوك؟
أعني المناخ، أعني المناخ فعلاً؟
أغادر على أمل.. مقبولاً.. مرفوضاً
من المؤكد أنني لم أصبح ورقة بعد!


* Myo Tayzar Maung شاعر من بورما (مينمار) من مواليد عام 1983، يعيش في مقاطعة بينمانا وهو عضو في حركة مينمار الديموقراطية.

** ماندالي -المذكورة في القصيدة الثانية- هي ثاني أكبر مدينة في بورما، وهي مدينة ثقافية كانت مقرّ عرش مملكة بورما قديماً وهي الآن ممتلئة بالمهاجرين الصينيين، ومن النادر أن تجد فيها بورمياً.

*** ترجمة عن الإنكليزية: محمد الأسعد

المساهمون