أحب يديك باسمتين
في الحلمِ،
مثلُ هواءٍ ساخنٍ
تدحرجت يداكِ إلى يديّ
لتدس في عروقيَ لغةً
أخرى،
لا يفهمها إلا المفروك بالغياب.
ثمة علامةٌ في هذا النهار
توحي بما يشبهُ لذّة النومِ في الربيع.
وأن البيتَ المظلمَ سيضاءُ
بموعدٍ سيأتي
ولن يخطئهُ تقويمَك
الذي تركتهِ
يتدلّى بظهرِ الباب.
ليس عبثاً ما تقولهُ الأغاني
عن وهمِ النسيانِ،
وليس عبثاً أن أرى صورَكِ
في اللحظاتِ الهاربةِ
تداعبين العشبَ الذي زرعتهِ
وسقيتيهِ من خطواتكِ عليهِ،
كما ليس مصادفةً أن تعودَ ثرثرتُكِ
التي أهدرتِها على مفاصلِ الأرجوحةِ
فاكهةً أقضمُها ولا أملُّ.
■
قرط
ها هو
يتدلّى
من غيمة
ممهوراً بأعيادٍ
ستأتي
قبلَ أن يستأذِن الصُبحُ
للدخولِ
إلى راحتيك نائمتين
تحت الظِل.
أصابعُك الرفيعةِ
تطردُ الغبارَ من الذاكرةِ
مثل ناياتٍ بعيدة.
لعلّكِ دنوتِ من دون أن أدري
إلى واحةِ الروحِ
وأنرتِ السراجَ
فاسترحتُ
وتكشفتْ لي فضاءاتٌ كانت العُتمةُ
قد سكنتها منذ سنين.
هي أفراحٌ صغيرةٌ
تقاطرت على جبينكِ
وساحت إلى القرطِ
لتلتفَّ حولهُ بنسيجِ ملائكةٍ
كانت تدورُ هُناك.
بينما كنتِ جالسةً على أريكةٍ تتأرجحُ
كانت الشجرةُ تنظرُ إليكِ
وتتحدثُ الأشياءُ.
ما كان ذلك الضوءُ الذي يخرجُ
من قرطِكِ متخفياً بهيأةِ هبةٍ
كانت أُذنُك قد أغدقَتها
على المكان؟
وما سرُّ ذلك الهواءِ الباردِ
الذي هبَّ على النافذةِ
وجرى مسرعاً ليُقبلكِ
ثم يختبئ في طياتِ خصلتكِ الحُرةِ
ليهبطَ إلى نقرةِ الكتفِ
ويَهدأُ من التَجوال؟
عالمٌ من الخليقةِ تحرّكَ
حين استدرتِ
تروينَ قصةَ حُلمٍ شاردٍ
أضاعَ السبيلَ إليكِ
وأنتِ تلمّينَ ما تبقّى من الوقت.
هل أتيتِ صدفةٌ
أم تكسَّر زُجاجُك بين يديَّ
فرُحتُ
أجمعُ، مرغماً، ما تساقَطَ من خيالكِ
وأدخلُ عندكِ؟
ما أنتِ؟
كلمةٌ تثبُ من البحرِ الكامنِ
تحت قرطكِ
وأحارُ في فهمِها
أم نسمةٌ نسيها الهواءُ بين حناياكِ
تخاطُبني أن حلَّ الربيعُ
في جناحيكِ
فتجفلُ ساعاتٍ
كنتُ أُربيها لزمنِ السُبات؟
أقولُ ما أنتِ؟
فراديسَ ترقصُ فيها المَسرةُ
وتسحُّ ألوناً لم تعرفها الطبيعةُ؟
كانَ عليَّ أن أَفيقَ
وأنتِ تدفعينني إلى السُلّم
حيث نهار جديد يتجلى
منفرداً وبلا أسيجة.
* شاعر من العراق