عاش علاء حسام الدين (19 عاماً) طفولته كأي طفل حتى عام 2011 حين قامت الثورة السورية. وبالرغم من أن عمره لم يتجاوز حينها الثانية عشرة، كان علاء يخرج في التظاهرات المناهضة للنظام بعد دوامه المدرسي. يقول: "كنت صغيراً لكني كنت أدرك جيداً أننا نتظاهر ضد نظام مستبد ولأننا نريد الحرية".
كان العام 2012 فاصلاً في حياة علاء، إذ اضطّر للاختباء مع عائلته بسبب الملاحقات الأمنية، وعايش حينها قصف النظام لأحياء دمشق. يتذكّر: "خرجنا إلى منطقة اليرموك وواجهنا الموت مرتين. الأولى عندما قصف النظام الحي بعد دخول الجيش الحر إليه، والأخرى حين قصف الطيران مدرسة وجامعاً تحولا لمركزي إيواء".
دفع الخطر والملاحقة الأمنية والد علاء للهروب بالعائلة إلى لبنان، ليلتحق علاء بإحدى المدارس الخاصة بالسوريين، ويفاجأ بعدها أن الشهادة الإعدادية التي حصل عليها غير معترف بها من قبل أي جهة. أحلام علاء بالالتحاق بكلية الطب بدأت تتبدد مع التحاقه بمدرسة ثانوية لا تحظى أيضاً باعتراف الجامعات اللبنانية. في لبنان، بدأت أوضاع العائلة تتراجع "إلا أن المعجزات لا تحدث إلا في الوقت المناسب"، يقول علاء، ويتابع: "بعدما فقدنا الأمل وانتظرنا المستقبل المجهول، تلقينا اتصالاً هاتفياً من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين السوريين في لبنان غيّر حياتنا، وأخبرونا أنهم بصدد اختيار ملف عائلتنا ضمن برنامج إعادة التوطين، ووقع الاختيار على فرنسا".
في نيسان 2014 وصل علاء وعائلته إلى مدينة لوهافر شمال غرب فرنسا، وبدأ بتعلم اللغة الفرنسية في المنزل من خلال الأنترنت، والتحق بعدها بمدرسة إعدادية لتعلم الفرنسية. وفي العام التالي التحق علاء بالصف الأول الثانوي. يقول: "أردت أن أكون الأفضل كما اعتدت في مدرسة المتفوقين في سورية، لكن الأمر لم يكن سهلاً في البداية بسبب طريقة التدريس والامتحانات المختلفة".
تدريجياً بدأ علاء يحصد نتائج جهده، وتقدّم إلى المراتب الأولى في الصفين الأول والثاني الثانوي. يشرح: "كانت علاقتي رائعة مع أصدقائي. كانوا يساعدونني في المواد الأدبية وأساعدهم في المواد العلمية ولا سيما الرياضيات. في الصف الثالث الثانوي بدأنا نحضّر للبكالوريا، وكانت هذه السنة أسهل من سابقتها".
تقدم علاء لامتحانات الشهادة الثانوية في فرنسا، وحصل على تقدير جيد جداً، وعلى المرتبة الأولى في مدرسته. يقول: "كان الامتحان في شهر رمضان، ودرست تحت الضغط، اضطررت لتغيير موعد نومي من الليل إلى النهار. قبل النتائج بيوم لم أتمكن من النوم. قلقت كثيراً. في فرنسا أفضل ما يمكن الحصول عليه هو تقدير جيد جداً. ذهبت صباحاً للحصول على النتيجة وكانت هناك مفاجأتان. الأولى حصولي على تقدير جيد جداً ومعدل 16.97، والثاني حصولي على المركز الأول في المدرسة. لا أستطيع أن أصف فرحي بالنجاح، وفرحي بالتعليقات الجميلة من أصدقائي، ومن الكثير من السوريين والفرنسيين".
يؤمن علاء أن الكثير من السوريين اليوم يستحقون النجاح إن تهيأت لهم الظروف المناسبة "وواجبٌ على كل سوري تتوافر لديه الظروف المناسبة للنجاح أن ينجح ويتفوق، سواء من أجله، أو من أجل السوريين جميعاً".
اقــرأ أيضاً
كان العام 2012 فاصلاً في حياة علاء، إذ اضطّر للاختباء مع عائلته بسبب الملاحقات الأمنية، وعايش حينها قصف النظام لأحياء دمشق. يتذكّر: "خرجنا إلى منطقة اليرموك وواجهنا الموت مرتين. الأولى عندما قصف النظام الحي بعد دخول الجيش الحر إليه، والأخرى حين قصف الطيران مدرسة وجامعاً تحولا لمركزي إيواء".
دفع الخطر والملاحقة الأمنية والد علاء للهروب بالعائلة إلى لبنان، ليلتحق علاء بإحدى المدارس الخاصة بالسوريين، ويفاجأ بعدها أن الشهادة الإعدادية التي حصل عليها غير معترف بها من قبل أي جهة. أحلام علاء بالالتحاق بكلية الطب بدأت تتبدد مع التحاقه بمدرسة ثانوية لا تحظى أيضاً باعتراف الجامعات اللبنانية. في لبنان، بدأت أوضاع العائلة تتراجع "إلا أن المعجزات لا تحدث إلا في الوقت المناسب"، يقول علاء، ويتابع: "بعدما فقدنا الأمل وانتظرنا المستقبل المجهول، تلقينا اتصالاً هاتفياً من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين السوريين في لبنان غيّر حياتنا، وأخبرونا أنهم بصدد اختيار ملف عائلتنا ضمن برنامج إعادة التوطين، ووقع الاختيار على فرنسا".
في نيسان 2014 وصل علاء وعائلته إلى مدينة لوهافر شمال غرب فرنسا، وبدأ بتعلم اللغة الفرنسية في المنزل من خلال الأنترنت، والتحق بعدها بمدرسة إعدادية لتعلم الفرنسية. وفي العام التالي التحق علاء بالصف الأول الثانوي. يقول: "أردت أن أكون الأفضل كما اعتدت في مدرسة المتفوقين في سورية، لكن الأمر لم يكن سهلاً في البداية بسبب طريقة التدريس والامتحانات المختلفة".
تدريجياً بدأ علاء يحصد نتائج جهده، وتقدّم إلى المراتب الأولى في الصفين الأول والثاني الثانوي. يشرح: "كانت علاقتي رائعة مع أصدقائي. كانوا يساعدونني في المواد الأدبية وأساعدهم في المواد العلمية ولا سيما الرياضيات. في الصف الثالث الثانوي بدأنا نحضّر للبكالوريا، وكانت هذه السنة أسهل من سابقتها".
تقدم علاء لامتحانات الشهادة الثانوية في فرنسا، وحصل على تقدير جيد جداً، وعلى المرتبة الأولى في مدرسته. يقول: "كان الامتحان في شهر رمضان، ودرست تحت الضغط، اضطررت لتغيير موعد نومي من الليل إلى النهار. قبل النتائج بيوم لم أتمكن من النوم. قلقت كثيراً. في فرنسا أفضل ما يمكن الحصول عليه هو تقدير جيد جداً. ذهبت صباحاً للحصول على النتيجة وكانت هناك مفاجأتان. الأولى حصولي على تقدير جيد جداً ومعدل 16.97، والثاني حصولي على المركز الأول في المدرسة. لا أستطيع أن أصف فرحي بالنجاح، وفرحي بالتعليقات الجميلة من أصدقائي، ومن الكثير من السوريين والفرنسيين".
يؤمن علاء أن الكثير من السوريين اليوم يستحقون النجاح إن تهيأت لهم الظروف المناسبة "وواجبٌ على كل سوري تتوافر لديه الظروف المناسبة للنجاح أن ينجح ويتفوق، سواء من أجله، أو من أجل السوريين جميعاً".