وتكشف المصادر الفلسطينية لـ"العربي الجديد"، أن "التصوّر الشامل" الذي أُعلن عن التوصل إليه في الدوحة في الاجتماعات بين القياديين في "فتح" عزام الأحمد، و"حماس" موسى أبو مرزوق، أوائل الشهر الحالي، لاقى معارضة شديدة في أوساط الأطر القيادية لكلا الحركتين، الأمر الذي حال دون بحثه في الأطر القيادية لحركة فتح، فلم تجتمع اللجنة المركزية للحركة لمناقشته وإقراره. وتقول المصادر إن هذا التصوّر، الذي لم يجرِ الكشف عن تفاصيله، يواجه معارضة شديدة، في الأطر القيادية لحركة حماس أيضاً، وإن النية تتجه إلى عدم القبول به.
وفي هذا السياق، يلفت رضوان، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "حماس" غير معنية بالمزيد من الاتفاقيات الورقية من دون أي تنفيذ لها، داعياً إلى الاتفاق على المصالحة وإنجازها والمضي قدماً بها، مؤكداً أنّ التصور العملي لتطبيق المصالحة مع حركة فتح سيضمن حل كافة القضايا والأزمات التي يعيشها قطاع غزة، كملف الموظفين والكهرباء وحركة المعابر وفقاً لجداول زمنية محددة. ويشير القيادي في "حماس" إلى جدية وسعي حركته لإتمام المصالحة الفلسطينية، واستعادة الوحدة وفقاً لاتفاق القاهرة والدوحة وإعلان الشاطئ، ومع تحديد جدول زمني محدد يجري من خلاله تنفيذ البنود بشكل شامل وموحد.
اقرأ أيضاً: مبادرة برلمانية لإنهاء الانقسام بين "فتح" و"حماس"
وكان نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، جبريل الرجوب، قد صرّح الثلاثاء، لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الحكومية، أنه لن تكون هناك لقاءات أخرى في الدوحة أو غيرها بين الحركتين بشأن المصالحة وإنهاء الانقسام. وهدّد الرجوب باتخاذ ما سماها "قرارات حاسمة لن تسمح من خلالها باستمرار (خطف) حماس قطاع غزة تحت أي مسمى، سواء إسلامي أو مقاومة أو إخوان مسلمين" على حد تعبيره. وقال إن "فتح" تتطلع، في الوقت نفسه، إلى إنجاز الوحدة بالحوار والاتفاق، وإذا فشلت، هناك طرق وقرارات أخرى، ستتم مناقشتها في اجتماع للجنة التنفيذية لحركة فتح أوائل مارس/آذار المقبل، للخروج بسيناريوهات ستنهي الانقسام بعد أن تصادق عليها اللجنة".
وتعليقاً على هذا الأمر، يصف رضوان تصريحات الرجوب بـ"التوتيرية"، "والتي ستؤثر سلباً على ملف المصالحة الوطنية". ويدعو رضوان حركة "فتح" إلى إصدار موقف رسمي من تصريحات الرجوب، التي تضع علامات استفهام عن مدى جديتها بإتمام المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، مؤكداً أهمية وجود موقف محدد من قبل حركة فتح بشأن ملف المصالحة، وفق تعبيره.
وتؤكد تصريحات الرجوب مجدداً صعوبة تحقيق المصالحة الفلسطينية بين حركتي حماس وفتح، وإنهاء الانقسام الفلسطيني الذي بلغ عقداً، خصوصاً في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة، ما يضع جهود المصالحة في مهب الريح مرة أخرى. يذكر أن الرجوب كان قد زار الدوحة، الشهر الماضي منفرداً، والتقى بقيادة حركة حماس، وأدلى بتصريحات إيجابية عن الحركة ودورها في الساحة الفلسطينية. وتكشف تصريحاته الجديدة عن انقلاب كبير في موقفه، وموقف حركة فتح، ما يشير إلى تعرّض "فتح" لضغوط خارجية لرفض المصالحة مع حركة حماس، وعرقلة الجهود القطرية في هذا المجال، أو وجود تطورات داخل حركة فتح، تتعلق بالنزاع على خلافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، استدعت من الرجوب إطلاق تصريحاته التي دانتها حركة حماس.
اقرأ أيضاً: حوار الدوحة بين "فتح" و"حماس" خلف أبواب مغلقة