وفي بلدة شعفاط بالقدس المحتلة، استيقظ الأهالي، صباح الثلاثاء، على مشهد أعطاب إطارات 20 سيارة من سياراتهم، كما قام المعتدون بخط عبارات عنصرية على المركبات، بعضها طاولت الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم بالشتائم، وأخرى مثل "الموت للعرب"، وذيلت جميعها بالتوقيع الشهير لهذه العصابات المتطرفة "تدفيع الثمن".
وفي قرية الناعورة في منطقة مرج ابن عامر في الداخل الفلسطيني، لم يختلف المشهد كثيراً، اليوم، إذ قام المتطرفون بثقب إطارات 9 سيارات، وخطوا عبارة عنصرية على هياكلها وعلى بيتين في القرية، وتكررت عبارات "تدفيع الثمن"، "الموت للعرب"، "انتقام"، وعبارات أخرى مسيئة للرسول.
وكما في كل مرة، أعلنت الشرطة الاسرائيلية، عن توجهها لجمع الإفادات ومباشرة التحقيقات، سواء في شعفاط أو الناعورة، لكن التجارب السابقة، أثبتت أنها لم تتخذ أي خطوات جدّية، لوقف زحف العصابات المتطرفة باتجاه البلدات العربية أو معاقبة الجناة.
عمليات سابقة مشابهة
ما اصطلح على تسميته "تدفيع الثمن"، ظاهرة ليست بجديدة، وكانت تضم تحت كنفها أكثر من عصابة كعصابة "تدفيع الثمن" و "فتية التلال"، ومجموعات تابعة لـ "كهانا" وغيرها.
ولا يمكن نسيان إقدام مستوطنين على خطف وحرق الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير في يوليو/تموز من العام 2014، وبعدها بنحو عام في 31 يوليو 2015 قامت مجموعة من المستوطنين اليهود بإحراق بيت عائلة دوابشة في قرية دوما بالخليل، أثناء نوم أفرادها، فقتلت 3 منهم، ونجا الطفل أحمد بأعجوبة.
وفي 18 يونيو/حزيران 2015، أقدمت عصابات "تدفيع الثمن" على إحراق كنيسة "الخبز والسمك" في الطابغة الواقعة على ضفاف بحيرة طبريا، وألحقت بها أضراراً كبيرة جداً.
وعلى مرمى حجر من الكنيسة، في قرية طوبا القريبة، قامت عصابات "تدفيع الثمن" الإرهابية بإحراق مسجد النور في أكتوبر/تشرين الأول 2011.
وفي أبريل/ نيسان من العام 2014 قامت العصابات بتنفيذ عمليه لها في مسجد عراق الشباب في مدينة ام الفحم، وحاولت إحراقه، بعدما أشعلت النيران في مدخله وتركت عبارات عنصرية على جدرانه.
وتعداد جرائم عصابات "تدفيع الثمن"، كانت بالعشرات في السنوات الأخيرة، في القدس والداخل الفلسطيني والضفة الغربية، وطاولت اعتداءاتها مؤسسات وأماكن مقدسة للفلسطينيين، ومركبات وبيوت وأراضي زراعية وغيرها، فضلاً عن التعرض للعمال العرب من أهالي الداخل في أماكن عملهم وغير ذلك، وكل هذا دون رادع يذكر.