عشرات القتلى والجرحى في معارك شرسة بطرابلس وبنغازي

22 اغسطس 2014
نزوح مئات العائلات جراء المعارك (محمود تركية/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
اندلعت اشتباكات عنيفة في طرابلس بين كتائب "الصواعق" و"القعقاع" و"المدني" المؤيدة للواء المتقاعد، خليفة حفتر، وبين قوات ما يعرف بـ"فجر ليبيا"، المعارضة لعملية "الكرامة"، سيطرت خلالها الأخيرة على حيي الأكواخ والزهور، في العاصمة، ومحيط وزارة الداخلية، وقضت على القنّاصة المنتشرين في تلك الأحياء، حسب ما ذكر مصدر من غرفة عمليات "فجر ليبيا".

وأفادت مصادر طبية لـ"العربي الجديد"، عن سقوط خمسة قتلى وعشرين جريحاً من قوات "فجر ليبيا"، في حين استقبل مستشفى الزنتان ثلاث عشرة جثة وخمسة وعشرين جريحاً من كتائب "القعقاع" و"الصواعق" و"المدني"، في اشتباكات طرابلس، ولم يتوقف القصف بين الجانبين بالمدفعية الثقيلة، في الدائرة القريبة من مطار طرابلس الدولي ومعسكر النقلية.


من جانبه أكد مدير "إدارة التخطيط والمتابعة" في وزارة النفط الليبية، سمير كمال، استمرار اشتعال النيران في خزانات الوقود. وأوضح أن "الاشتباكات المسلّحة تشكل عائقاً أمام الدخول إلى المستودع لإطفاء الحريق".

وفي بنغازي، لا تزال المعارك مستمرة بين قوات "مجلس شورى ثوار بنغازي" المعارض لعملية "الكرامة"، وبين قوات حفتر في محيط مطار بنينا.

وأفاد مصدر من قوات "مجلس شورى ثوار بنغازي" عن محاصرة مقاتلي المجلس مطار بنينا، من ثلاثة محاور رئيسية، وقطع الإمدادات عنه، والتي تأتيه من منطقة الرجمة القريبة من بنغازي. وكان مستشفى الأبيار، استقبل ثلاثة قتلى وخمسة عشر جريحاً بحسب مصادر طبية.

وعلى الصعيد الإنساني، أعلنت "لجنة الأزمة" في مدينة سرت، عن استقبال أكثر من 400 أسرة نازحة من مدينتي طرابلس وبنغازي، بسبب الاشتباكات الدائرة في المدينتين.

وأشار المتحدث الإعلامي باسم المجلس المحلي، محمد الأميل، إلى أن "المجلس شكّل لجنة أزمة، مهمتها متابعة وحصر عدد الأسر النازحة، تتكون من عدد من أعضاء المجلس، ومكتب الإعلام، ومنظومة التضامن الاجتماعي". وأكد أن "عدداً من الأسر تقطن في مساكن تبرع بها أهالي المدينة، وأسر أخرى تقطن في مقار حكومية، وأخرى لدى معارفها".

على صعيد آخر، أكد عضو في مجلس النواب، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن "المجلس قد يضطر إلى تعديل الإعلان الدستوري، الذي ينصّ على أن منح الثقة للحكومة يكون بمائة وعشرين صوتاً، ليصبح تكليف الحكومة بنصف عدد الأعضاء زائد واحد".

ووفقاً للمصدر، لم يحسم مجلس النواب بعد منح الثقة لحكومة تسيير الأعمال برئاسة، عبد الله الثني، أم تكليف حكومة جديدة وسط انقسام حاد بين أعضاء المجلس الجديد.

كما قدم عدد من النواب مقترحاً بتشكيل مجلس عسكري بدلاً من رئاسة الأركان الحالية، إذ يتدارس أعضاء البرلمان إمكانية إقالة رئيس الأركان الحالي، عبد السلام جادالله العبيدي، وتكليف آخر أو تكليف مجلس عسكري.

وأفادت مصادر لـ"العربي الجديد"، عن احتمال تقديم عدد من الوزراء بحكومة، عبد الله الثني، استقالاتهم احتجاجاً على تعامل الحكومة وأدائها الضعيف في ملف النزوح الإنساني في طرابلس وبنغازي، كوزير العمل ووزير الأوقاف ووزير الدولة لشؤون الجرحى والمفقودين.

وفي هذه الأثناء، دعت مؤسسات مجتمع مدني ومجالس بلدية ومحلية، اليوم الجمعة، إلى تظاهرات في الساحات العامة في مختلف المدن، أبرزها طرابلس ومصراتة وبنغازي وغريان، للإعراب عن الغضب بشأن عجز الحكومة في معرفة من قصف طرابلس بالطيران الحربي، وفشلها في تقديم يد العون للمتضررين من المعارك العسكرية.

من جانبها جددت بعثة الأمم المتحدة، تحذيرها من استمرار قصف الأحياء السكنية عشوائياً والمرافق العامة واستخدام الطيران في العمليات العسكرية، ومن مغبة الاقتتال ونتائجه الكارثية على جميع الصعد، في الوقت الذي تحتاج فيه ليبيا إلى التوافق، من أجل بناء دولة المؤسسات والقانون ومعالجة المشكلات التي تهدد استقرارها ووحدتها الوطنية وسلامة مواطنيها.

المساهمون