إيران: عشرات القتلى والجرحى خلال استهداف عرض عسكري في الأهواز... و"داعش" يتبنى
وذكرت وكالات الأنباء الإيرانية الرسمية، أن عدد قتلى الهجوم ارتفع إلى 25، فيما بلغت الإصابات 60 شخصًا. وكانت وكالة "تسنيم" الإيرانية قد ذكرت، في وقت سابق، أن ثمانية من القتلى هم عسكريون من الحرس الثوري.
وأشارت مواقع إيرانية إلى أنّ المرافق الشخصي لقائد الحرس الثوري في منطقة خوزستان قد قتل هو الآخر، بينما أكدت أن الحاضرين من المسؤولين لم يصبهم أي أذى، ومن بينهم ممثل الولي الفقيه في محافظة خوزستان محمد علي موسوي جزايري، وعضو مجلس خبراء القيادة عن الأهواز محسن حيدري، ومحافظ خوزستان غلام رضا شريعتي، فضلا عن والي الأهواز جمال عالمي نيسي.
كما أكدت مواقع رسمية أنّ أربعة مهاجمين أطلقوا النار خلال العرض العسكري الذي أقيم بمناسبة ذكرى الحرب العراقية الإيرانية.
ووفقاً لرواية وكالة أنباء "فارس"، فإن اثنين منهم كانا في مبنى يقع داخل حديقة شهيد سبحاني المتاخمة لمكان العرض العسكري، فأطلقا النار من جهة الخلف نحو المنصة التي كان يجلس فيها قادة عسكريون ومسؤولون من المحافظة.
ونقلت "فارس" أنّ مسلحين آخرين كانا على دراجة نارية وأطلقا النار في الوقت ذاته نحو العسكريين المشاركين في العرض والمواطنين المتواجدين في المكان، قبل أن يفرّا هاربين وتجري عملية مطاردة لهما.
وأفاد موقع هيئة الإذاعة والتلفزيون، نقلاً عن المتحدث الأول باسم القوات المسلحة أبو الفضل شكارجي، بأنّ القوات الأمنية ألقت القبض على واحد من هؤلاء، مؤكداً مقتل المسلحين الثلاثة الآخرين، قبل أن يصرّح للتلفزيون الإيراني، في قت لاحق خلال مقابلة معه، أن المسلحين الثلاثة قتلوا خلال مطاردتهم، بينما أصيب الرابع بجروح بالغة تسببت في وفاته لاحقا.
وقال شيكارجي إنّ "الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل والسعودية تعمل ضدّنا دائماً"، فيما لم يصدر تعقيب فوري من الدول المتهمة.
من جهته، وجه المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، رمضان شريف، أصابع الاتهام بشكل مباشر نحو "المنظمة الأحوازية"، التي قال إنّها مدعومة من قبل المملكة العربية السعودية، متهما إياها بمحاولة حرف الأنظار عن العروض العسكرية الضخمة التي تقيمها إيران في أكثر من منطقة، بمناسبة ذكرى الحرب العراقية الإيرانية.
ونقلت وكالة "إيسنا" عن شريف قوله إن المسلحين وجهوا عياراتهم النارية نحو المدنيين ونحو القادة العسكريين الحاضرين في العرض، مؤكدا أنها ليست المرة الأولى التي تقوم فيها هذه المنظمة بهجمات وصفها بالإرهابية في إيران، إذ كان أفراد منها يطلقون النار على مشاركين في رحلات يقوم بها الإيرانيون مشيا على الأقدام تسمى بـ"مسير طرق النور"، لزيارة مناطق الحرب العراقية الإيرانية.
"داعش" يتبنّى
في المقابل، أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي، مسؤوليته عن تنفيذ الهجوم، قائلاً، في خبر نشره على موقع "أعماق" الإلكتروني التابع له، إنّ الرئيس الإيراني حسن روحاني، كان في موقع الحدث أثناء تنفيذ الهجوم، بحسب "الأناضول".
وعلى عكس ادعاءات "داعش"، فإنّ روحاني كان يحضر عرضاً عسكرياً في العاصمة طهران، لحظة وقوع هجوم الأهواز جنوب غربي البلاد.
وبعد لحظات صحّح "أعماق" ادعاءاته، وأكّد أنّ روحاني لم يحضر العرض العسكري في الأهواز.
ويأتي إعلان "داعش"، متناقضاً مع اتهام السلطات الإيرانية "المنظمة الأحوازية" بتنفيذ الهجوم.
ولم يعرض موقع "أعماق"، وفق "الأناضول"، أي مقاطع فيديو أو صور عن الهجوم.
أما "المنظمة الأحوازية"، فهي التي كانت تسمى سابقاً "المنظمة الإسلامية السنية الأحوازية"، وهي عربية تحمل توجهات إسلامية، وترفع شعار تحرير الأهواز من إيران وإعادتها لحدود 1925، وينضوي تحتها عدد من المؤسسات، من قبيل مؤسسة الدراسات القومية الأهوازية.
وفيما لم تتبن المنظمة "الأحوازية"، التي وجهت لها السلطات الإيرانية الاتهام، الهجوم رسميا، أعلن حبيب جبر، رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، (وفقا للتسمية العربية) في تغريدة على "تويتر"، مسؤولية حركته عن الهجوم، قائلاً إن "استهداف الحرس الثوري في استعراضه العسكري من قبل المقاومة الوطنية الأحوازية يأتي في إطار الدفاع عن النفس، وضد مليشيا عسكرية إرهابية مصنفة على المستوى الدولي".
كما نقلت صفحة "إيران اينترنشنال" على "تويتر"، عن المتحدث باسم حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، يعقوب حر التستري، تبني المقاومة الوطنية في المنطقة لتلك العملية التي استهدفت الحرس والقوات المسلحة الإيرانية.
ويقطن الأهواز، التي تقع في محافظة خوزستان جنوب غربي البلاد، عرب إيران، فضلا عن عدد آخر ممن ينتمون لقوميات أخرى، من قبيل البختيار.
توعّد بالرّد
في الأثناء، توعّد الرئيس الإيراني حسن روحاني، برد "ساحق"، على هجوم الأهواز. وقال روحاني، في بيان على موقعه الرسمي، إنّ "رد جمهورية إيران الإسلامية سيكون ساحقاً على أصغر تهديد. وعلى الذين يقدمون الدعم المعلوماتي والإعلامي لأولئك الإرهابيين أن يحاسبوا".
وفي تعليق رسمي على ما حصل، كتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في تغريدة على "تويتر"، أنّ "الإرهابيين الذين نفذوا الهجوم ممولون ومدربون من قبل جهات خارجية"، مشيراً إلى أّن "إيران تحمّل مسؤولية ما حصل لبعض الأطراف الإقليمية التي تدعم الإرهاب، ولسادتها في الولايات المتحدة الأميركية"، على حد وصفه، كما توعد بـ"ردّ إيراني حاسم"، قائلاً إن "إيران ستدافع عن دماء مواطنيها".
— Javad Zarif (@JZarif) September 22, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Javad Zarif (@JZarif) September 22, 2018
|