عشرات آلاف المحاصرين في الغوطة الشرقية لا يملكون الطعام وماء الشرب

21 فبراير 2018
دمار وحصار وجوع في الغوطة الشرقية (Getty)
+ الخط -
يقبع نحو 400 ألف سوري داخل منازلهم وفي ملاجئ غير مجهزة بأي من مقومات الحياة  الأساسية، داخل الغوطة الشرقية المحاصرة منذ عام 2013، من قبل قوات النظام والمليشيات الموالية لها، والتي تتعرض لقصف عشوائي كثيف، منذ بداية الأسبوع الجاري.

وقالت أم جابر، وهي أم لثلاثة أطفال في الغوطة الشرقية، "نموت يومياً ألف مرة، يكفينا الرعب الذي نعيشه كلما سمعنا هدير الطائرات الحربية، أو دويّ الانفجارات، وبالكاد نستطيع الوقوف بسبب الجوع. قبل الهجمة الأخيرة كنت أخرج طوال اليوم لأحصل على ما يؤكل إن كنت أملك المال. كأس أرز أو برغل أو عدس وبعض الخبز، لتكون وجبتنا الوحيدة في اليوم، أما اليوم فلا أستطيع الخروج من المنزل".

وتابعت "وصلتني بعض المواد الغذائية كمساعدة، وما زال لديّ القليل من الماء، لكني أحتاج ما أشعله لأطبخ ويمنح أطفالي قليلاً من الدفء، وهذا يجعلني أخرج لأتلمّس في المنازل المدمرة القريبة من منزلي أي شيء قابل للاشتعال"، مبينة أنها "قد تصمد على هذا الوضع لثلاثة أيام أخرى، ومن بعدها لن يتبق لديها حتى ماء الشرب".

ويقول فارس، وهو أحد أفرد أسرة مكونة من 7 أفراد محاصرة في الغوطة الشرقية، لـ"العربي الجديد"، إنهم "منذ أكثر من شهر نعيش في ملجأ أشبه بالقبر، الرطوبة تأكل جدرانه، والضوء بالكاد يقينا من أن ندوس على بعضنا. اليوم لم يتبق لدينا شيء للأكل، حتى الماء نفد، سأخرج محاولاً الحصول على ماء وأي شيء يؤكل. المشكلة أن الأسواق مغلقة بعد أن تم استهدافها، لذلك سأحاول أن أجد أي شيء لدى الجهات الخيرية أو أحد أصحاب المحال الذين أعرفهم، إضافة إلى القليل من الماء للشرب".



وأعرب عن مخاوفه من عدم تمكّنه من العودة إلى عائلته، قائلاً "كل ما أتمناه أن أعود إلى عائلتي اليوم بالقليل من الطعام والماء، وأن لا أفقد حياتي قبل ذلك، فوالدي مقعد من جراء شظية أصيب بها قبل سنتين، وإخوتي صغار في السن".

وأفاد ناشطون، في اتصالات مع "العربي الجديد"، بأن الوضع داخل الغوطة الشرقية "كارثي"، وأن الأسواق أغلقت أبوابها، والحياة مشلولة، وعشرات آلاف العائلات محاصرة في منازلها، غير قادرة على الحصول على قوت يومها أو ماء الشرب، محذّرين من مجاعة تهدد آلاف الأطفال وكبار السن والحالات الصحية الحرجة.