عشائر حزام بغداد تستنجد بالبرلمان لمنع تهجيرها بذريعة الاستثمار

15 يوليو 2019
تغيير ديموغرافي في محيط مطار بغداد الدولي (رسول علي/Getty)
+ الخط -
تتواصل تداعيات قرار الحكومة العراقية بشأن انتزاع آلاف الهكتارات الزراعية المحيطة بمطار بغداد الدولي الواقع غربي العاصمة بغداد، ومنحها لشركات أجنبية بدعوى الاستثمار، إذ لم تقتصر المخاوف على المناطق المحيطة بالمطار بل امتدت لتشمل مناطق وبلدات وقرى في حزام بغداد تخشى تعرضها لمصير مشابه.

وتم تشكيل حراك جديد لمقاومة انتزاع الأراضي من جانب كيانات قبلية وسياسية عربية تؤكد أن هناك استهدافاً لها، وهدف الكيان الجديد استصدار قانون شبيه بقانون يتعلق بمحافظة نينوى، تم سنه عام 2016 داخل البرلمان، وينص على منع التلاعب بحدود أو طبيعة مدن نينوى، أو إحداث أي تغيير في تركيبتها.

ووفقاً لمصادر عشائرية في حزام بغداد، فإن كياناً مشكلاً من زعماء القبائل وأعيان القرى والبلدات المحيطة بالعاصمة، توجه إلى البرلمان لوقف ما يعتبره مخططاً لتغيير ديموغرافي في مناطق حزام العاصمة بذرائع ظاهرها الأمن والاستثمار وباطنها التلاعب بهوية سكان تلك المناطق.
وقال زعيم قبلي لـ"العربي الجديد"، إن "الخطوة الأولى ستكون باتجاه البرلمان من أجل إيقاف القرارات الحكومية التي اتخذت مؤخراً، والتي أتاحت الاستيلاء على الأراضي ومنحها لمستثمرين. الزعامات العشائرية بصدد فتح ملف حزام بغداد كاملاً، وفضح ما يجري فيه منذ سنوات بذريعة الحرب على الارهاب، إذ إن هناك أحزاباً وقوى معروفة ترغب بتغيير الواقع الديموغرافي".
وقال الشيخ فيصل مخلف، وهو أحد زعامات منطقة الرضوانية، إن "القرارات الحكومية فيها الكثير من التجني على حقوق المواطنين"، مؤكداً لـ"العربي الجديد"، أن "سكان المنطقة سيسلكون جميع السبل القانونية والسياسية للحفاظ على حقوقهم من النهب"، لافتاً إلى إجراء اتصالات ببرلمانيين وعدوا بطرح معاناتهم للنقاش في مجلس النواب قريباً.
وأكد عضو في البرلمان العراقي أن الحراك يعمل على كتابة مسودة قانون تمنع التلاعب بتركيبة المناطق أو تغيير صفتها من زراعية إلى سكنية أو صناعية، مضيفاً لـ"العربي الجديد"، أن نواباً في البرلمان سينضمون إلى جهود القبائل والعشائر.

ويبلغ عدد سكان مناطق حزام بغداد قرابة المليون نسمة، وتشمل مناطق الطارمية وأبو غريب واليوسفية وصدر اليوسفية والرضوانية والتاجي وجسر ديالى، وتعتبر مناطق زراعية خصبة، وتقطنها منذ قرون قبائل عربية أبرزها زوبع، والدليم، والقره غول، والجبور، والمشاهدة، والمجمع، والجنابيين والعبيد، وشمر.


ووافق مجلس الوزراء العراقي الشهر الماضي، على مقترحات تتيح الاستثمار في المناطق المحيطة بمطار بغداد الدولي من قبل شركات من جنسيات عدة، بينها شركات أميركية وإماراتية.

وأجرى عضو لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان، محمد الكربولي، جولة أمس الأحد، شملت مناطق أبو غريب والنباعي والرضوانية، وعقد مؤتمرا عشائريا في الرضوانية بشأن الاستيلاء على أراضي المواطنين هناك، وعبر الحاضرون عن استغرابهم من الاستيلاء على أراضيهم بحجة الاستثمار.
وحذر النائب الكربولي في وقت سابق من محاولات لتحويل أراض زراعية ومناطق سكنية في حزام بغداد إلى وجهات استثمار وهمية شبيهة بما شهدته مدينة جرف الصخر.

دلالات
المساهمون