في قاعة "الفن الرابع" بالعاصمة التونسية، تُعرَض عند السابعة والنصف من مساء اليوم الجمعة مسرحية "نغمات الأحمر" للمسرحي الفرنسي جيرار أستور، ضمن عدة سلسلة عروض ينظمها المسرح الوطني التونسي بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، وتتواصل حتى الإثنين المقبل. الأعمال المشاركة من فرنسا وإيطاليا وسورية والأردن إلى جانب تونس.
"نغمات الأحمر" عرض يقوم على تحدٍ، يقوم فيه ممثلان بأداء أربعة أدوار، بين تسعة أماكن وتسعة بلدان مختلفة في حقب متعددة أيضاً؛ وهي الاتحاد السوفياتي في أوائل الثورة البلشفية، ومصنع "بيجو" في فرنسا، والحوض المنجمي في قفصة التونسية، وفي مصانع ميتال ومزارع الشاي في الهند، وفي الجزائر بعد حرب التحرير، وفي المعالم الأثرية لأثينا، وكذلك في إيطاليا.
أما مساء الغد فيُعرض عملان، الأول أدائي حركي بعنوان "ثلاث ثوان" ويقدم للمرة الأولى، وهو من إخراج وأداء ميار آلكسان وحور ملص، ويتناول الأحلام بوصفها المكان السري الوحيد الذي يمكله الإنسان المعاصر، ولا يصل إليه الرقيب. يحاول العمل التسلسل إلى خبايا هذا العالم من خلال حركة الجسد والضوء.
العرض الثاني هو "سأموت في المنفى" للمخرج الأردني الفلسطيني غنّام غنّام، ويقدم جوانب من السجل العائلي والشخصي للمخرج، والتي تمثل نموذجاً لمعاناة الفلسطينيين، والمسارات السياسية التي حاولت طمس الهوية الفلسطينية. تقع هذه السجلات في الفترة من 1920 وحتى اللحظة التي يتم فيها العرض.
وتحت عنوان "السوق السوداء"، يقدم المخرج علي اليحياوي عرضه مساء الأحد، والذي يمثل لقاءً تراجيدياً بين رغبة ورغبة مضادة، خارج المنطق والزمن الواقعي. العرض تجريبي يجسد صراعاً مبهماً حول الرغبات الإنسانية الواضحة والخفيّة والمتوحّشة.
أما ختام السلسلة، فسيكون بعمل أدائي آخر لميار آلكسان وحور ملص، بعنوان "معلّق" ويتناول علاقة الإنسان بذلك المكان المعلّق بين الحياة والموت. يحاول العمل من خلال جسد المؤدي والضوء أن يجسّد رحلة الانتظار تلك؛ رحلة موت جسدٍ يرفض أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، ويرفض أن يعيش.
وكان مصمم الرقصات اللبناني أسامة حلال قدّم، أمس، عرضه "الجانب الآخر من الحديقة"، من خلال قصة أم تذهب خلف ملك الموت لاستعادة ابنها، وتفقد خلال ذلك صوتها وشعرها وعينيها دون أن تستطيع إنقاذه.
العرض يصوّر التحول الجذري الذي يحصل للأم في رحلتها، كأنه التحول الذي يتعرض له الإنسان في الحرب، ويحكي عن الفقدان والأضحية وهي قصة الموت أيضاً.
وشهد أوّل أمس الأربعاء العرض الأول لمسرحية "فويتسيك" للمخرج السوري أسامة غنم، ويعود فيها إلى مسودات لمسرحية "فويتسك" كتبها جورج بوشنر في مطلع شبابه سنة 1837 ولم يكملها. ومنذ عشرينات القرن الماضي غزت هذه المسرحية خشبات العالم باعتبارها صيرورة تساؤل لا تنتهي، حيث يقول بطلها: "إن كل إنسان هوّة، مصاب بالدوار إذا ما نظرنا داخله".
يذكر أن الاحتفالية كانت قد انطلقت بـ"الجزيرة السحرية - شكسبير في الحلم" للمخرجة الإيطالية إليسا بروتشيري، وهو عرض يجمع بين الكلام والموسيقى والرقص، وتختلط مع كلمات شكسبير بنص طريف لتكون رحلة استنباطيّة في الشّخصيّات السحرية لشكسبير وحيويّتها، ديناميكيّتها، دوافعها ورغباتها.