عرض فيلم "18 يوم".. يحتاج قراراً سيادياً

28 يناير 2015
الهزائم تتحول إلى انتصارات بسبب الإعلام
+ الخط -
أكد المخرج يسري نصر الله، أن فيلم "18 يوم"، كان فكرة من المخرج مروان حامد (أحد مخرجي الفيلم)، كنوع من التعبير عن الفنانين والسينمائيين، وعُرض في مهرجان "كان"، ولم يحصل الفيلم على رد فعل كما ينبغي، موضحاً أنّ هناك أسباباً غامضةً لعدم عرضه في مصر حتى الآن، رغم وجود عروض من المركز الثقافي الفرنسي.

وأوضح خلال لقائه في برنامج "أنت حر" مع السيناريست مدحت العدل أن المشكلة كانت في عدم وجود منتج، وحاول حل الأمر، ولكن من دون جدوى، مما يعني أن هناك مشكلة سياسية خاصة بعرضه، مشيرا إلى أن الفيلم أخرجه 10 مخرجين.

وفي الجانب السياسي، صرح نصر الله: "هناك حواديت عبيطة تقال، مثلا سؤال هل أنت مع الثورة أم لا، بل السؤال الأهم هو ماذا ستفعلون؟ وهناك عقلية تغيرت شاء البعض أم رفض، ونحن ما زلنا حتى الآن لا نطيق مبارك، لأنه أعادنا إلى الخلف لمدة 30 سنة، وهذا ليس ظريفا بحد ذاته، لأن الاتفاق بين البعض هو على الشخص وليس المبدأ الخاص بالثورة".

وأكد المخرج أن شيماء الصباغ ماتت وفي اليوم نفسه خرج جمال وعلاء مبارك من السجن، وهذا شيء صادم بعيدا عن القضاء الشامخ الذي نفخر به، موضحا أنه قام بعمل فيلم "بعد الموقعة"، والناس "كرهته بعدها"، لأنه ليس بنشوة الثورة، وتم تصويره أثناء أحداث الثورة.

ولفت إلى أنه "حدث لي إدراك أن الأمر لم ينتهِ، ولكن لم أحبط، لأن هناك ثورات تستمر لسنوات طويلة حتى يحدث تغيير، وهذا له علاقة بتطور الأمم، خاصة أن الثورة وضعت قيما جديدة لدى الشعب، وأصبحت هناك ضرورة لعمل مؤسسات بجانب الرئيس، وهو ما يكرهه البعض، لأنهم لا يريدون بناء الدولة، كما أن الإرهابي ليس من يضرب النار، بل من يأخذ براءة ويريد تدمير كل فكر مؤسسي، ويتدخل في كل شيء، ويضعنا في كابوس، وهذا إرهاب شرعي".


وكشف عن أن "أي شخص يقوم بعمل مختلف يقال عنه إنه "بتاع مهرجانات"، ويتحول إلى خائن وعميل ويقبض من الخارج، وهذه الحالة تم خلقها وسط الظروف السياسية في الدولة، وحالة المثقفين ليست مختلفة عن الشعب".

وتساءل المخرج: "نحن كثوار، كيف نتعامل مع الصورة، لأن هناك حالة خُلقت في الميدان طوال الـ18 يوما، وهي كسر تابو التصوير، سواء الصور أو الفيديو، وهو ما ينحسر الآن، ولحظة النعيم بالنسبة لي كسينمائي ذهبت هكذا، وعادت أمور التراخيص والمحاذير والقيم وما شابه ذلك، ونحن نعود مرة أخرى لمن يمسك كاميرا ويقال عنه جاسوس وعميل، وهذا الأمر ليس صدفة، لأننا نعود إلى التشكيك".

من ناحيته أشار الناقد الفني طارق الشناوي، في البرنامج نفسه، إلى أن عرض فيلم "18 يوم"، يحتاج قراراً سيادياً، متسائلاً: "هل المشاهد ما زال على موجة الثورة، خاصةً بعد مرور هذه السنوات؟"، لافتاً إلى أن المخرجين الذين قاموا بالعمل مختلفون في العقلية، ولكنّ ضرورة تغيير النظام كانت تجمعهم.

وأكد أن أغلبية الشعب لا توجد لديه وسائل لالتقاط المعلومة سوى من الدولة، حتى إن الهزائم تتحول إلى انتصارات بسبب الإعلام، مشيراً إلى أن فيلم "رد قلبي"، تم عمله بعد ثورة 1952 بخمس سنوات، وتخيل الناس أن الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر هو الضابط البطل، وهو ما كان سهلاَ تصديره للرأي العام. يذكر أن فيلم "18 يوم" أول عمل سينمائي يحتوى بداخله على عشرة أفلام قصيرة توثق تاريخياً لثورة 25 يناير.

الفيلم من إخراج عدد كبير من المخرجين، منهم مروان حامد، يسري نصر الله، كاملة أبو ذكرى، مريم أبو عوف، شريف بنداري، وبطولة نخبة من الفنانين منهم: يسرا، منى زكي، أحمد حلمي، آسر ياسين، خالد أبو النجا، عمرو واكد.
دلالات
المساهمون