وقالت وزارة الداخلية العراقية، اليوم الثلاثاء، إنّ شخصاً اتفق مع عدد من أصدقائه بغية الحصول على مبلغ من المال قدره مائة ألف دولار، بادعاء وجود حادثة اختطاف، مؤكدة في بيان لها أن الحادثة وقعت في حي المنصور، الذي يعد من أرقى مناطق بغداد.
وأشارت إلى قيام أحد سكان العاصمة العراقية بإبلاغ مكتب مكافحة الإجرام في حي المنصور عن تعرض ابنه لحادث اختطاف، موضحة أن جمع المعلومات، والتحري من المصادر الأمنية السرية، ومتابعة كاميرات المراقبة مكنت من معرفة مكان وجوده.
وأضاف بيان وزارة الداخلية العراقية: "بعد التعمق بالتحقيق معه تبين أنه لم يتعرض لحادث اختطاف، وأنه اتفق مع أصدقائه من أجل إخفائه لإيهام ذويه بأنه مخطوف"، مبيناً أن الابن كان يريد مساومة والده من أجل الحصول على مبلغ مالي قدره مائة ألف دولار.
ولفت إلى اتخاذ الإجراءات القانونية بحق الشخص الذي ادعى اختطافه، مؤكداً إحالة أوراقه إلى قاضي التحقيق.
إلى ذلك، أكد ضابط في شرطة بغداد أن مفارز أمنية أجرت تحريات مكثفة في المنطقة التي يسكن فيها الشخص الذي وصلت معلومات عن اختطافه، موضحاً لـ"العربي الجديد" أن المعلومات التي وصلت إلى قيادة شرطة بغداد أشارت إلى مشاهدة الشخص المعني بعد الإبلاغ عن اختطافه.
وبيّن أن الاستعانة بكاميرات المراقبة وبعض أصدقائه والمقربين منه أدت إلى معرفة مكانه، مؤكدا أنه اعترف برغبته في الحصول على مبلغ مالي من والده الذي يتمتع بحالة مادية ميسورة، وأن حادثة الاختطاف كانت عبارة عن سيناريو قام بإعداده بالاتفاق مع أصدقاء مقربين منه.
وفي السياق، قال المحامي عبد الكريم العبودي، إن الحالة المذكورة تعد حالة نادرة، مستدركاً "إلا أن محاكم بغداد سبق أن سجلت قضايا لأشخاص حاولوا الحصول على أموال من أقارب لهم بطريقة غير مشروعة".
وأضاف أنّ "أغلب الحالات المسجلة هي عبارة عن قيام أشخاص بالاتفاق مع فصائل مسلحة ومليشيات لممارسة الضغوط على أقارب لهم من أجل المال".
وتابع "بعض هذه الحالات علنية، مثل الخلافات على الإرث بين الأخوة والأقارب"، مشيراً إلى تسجيل نوع آخر من حالات الابتزاز أكثر خطورة تتمثل بقيام أشخاص بالاتفاق مع مليشيات لتهديد أقارب لهم من أجل الحصول على مبالغ مالية كبيرة يتم تقاسمها فيما بينهم.
ولفت الى عدم وجود أي رادع لوقف هذه المخالفات، مشددا على ضرورة التركيز على حالات الإكراه والابتزاز التي تحدث بين الأقارب التي تتم باستعانة أحد الأطراف بجهات مسلحة.
وقبل هذه الحادثة، قضت محكمة جنح الكرخ في العاصمة العراقية بغداد في 10 سبتمبر/ أيلول 2018، بالسجن المشدّد لمدة ثلاث سنوات على عراقي أوهم زوجته بأنه مختطف لدى عصابة، بهدف الحصول على المال، وبعد المتابعة تبيّن أن الزوج اختفى من المنزل لتسعة أيام، ثم قام بتمثيل دور الخاطفين، وساوم زوجته على مبلغ 20 ألف دولار مقابل تسليمها جثمانه.
واعترف الزوج بعد القبض عليه بأنه قام بتمثيل دوري الخاطف والمختطف، وأرسل إلى زوجته صوراً عبر أحد تطبيقات الهاتف، تظهره ممدداً على الأرض والدماء تغطيه، ليوحي بأنه تعرّض للتعذيب والقتل.
وكشفت التحقيقات أن الدماء التي كانت تغطّي جسده كانت دماء دجاجة قام بشرائها وذبحها، قبل تصوير نفسه ملطخاً بالدم بهاتفه الشخصي، ليقنعها بدفع المال للعصابة.