عراقيون يطلقون حملة "#اعيدوا_نازحي_ديالى"

22 يناير 2017
هرب السكان من عمليات القتل والاعتقالات (علي محمد/الأناضول)
+ الخط -
أطلق ناشطون عراقيون حملة "#اعيدوا_نازحي_ديالى" على موقعي "فيسبوك" و"تويتر"، لإعادة نازحي محافظة ديالى (شرق العراق)، علماً أن الآلاف من سكانها هربوا منها إلى مناطق مختلفة، تاركين منازلهم وكل ممتلكاتهم بفعل عمليات القتل اليومية والاعتقالات العشوائية التي تنفذ في المحافظة على أسس طائفية.

وقال الإعلامي وأحد الناشطين في الحملة، تراث العزاوي، لـ"العربي الجديد" إنّ الحملة التي أطلقها ناشطون تزامنت مع إطلاق قيادة عمليات ديالى مهلة الـ60 يوماً لإعادة النازحين، وقد انتهت المهلة والنازحون لم يعودوا، فكانت هذه الحملة "للضغط على أصحاب القرار لإعادة النازحين الذين هربوا منذ نحو ثلاث سنوات"، لافتاً إلى أن المهلة التي حددتها عمليات ديالى قد انتهت منذ أكثر من 20 يوماً، ولم يعاد النازحون كلهم.

وأشار الناشط دريد عارف إلى أنّ نازحي محافظة ديالى "معذبون في آمالهم، أغراب في وطنهم، خائفون، مهددون، ملاحقون، كل شيء قد توقف عجلة الحياة تدور في مكانها، ذلك هو حالهم، فقد أجبرتهم الحروب على ترك بيوتهم ومزارعهم وأماكنهم للهجرة والنزوح".

وأضاف عارف "خرجوا هرباً من جماعات مسلحة لا تعرف الرحمة والإنسانية قتلت ودمرت وفتكت واستباحت الأرض، حتى قبل دخول "داعش" إلى مدنهم وقراهم وتحولت الحياة في ديالى إلى موت، والأمل إلى شقاء، والفرح إلى بؤس، هجرت مئات من الأسر وتركتهم تحت مطرقة التشرد والضياع وسندان برد الشتاء القارس، وهم يسكنون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات العيش الكريم".

وقال عارف إنّ الكثير من الوعود أطلقت من قبل مسؤولين في ديالى لإعادة النازحين، ولكنها "كانت دعايات إعلامية لا أكثر ولا أقل، لأن الواقع يثبت عكس تلك الوعود خاصة المهلة التي أطلقتها قيادة عمليات ديالى، والتي انتهت منذ نحو شهر وبالرغم من ذلك هناك الآلاف يعانون النزوح".

وشدّد على ضرورة أن تؤدي وسائل الإعلام دورها في إيضاح ما تتعرض له ديالى الحدودية مع إيران، وما يتعرض له أبناء المحافظة من "قتل وتهجير واغتصاب أراضيهم والسيطرة على مدنهم وقراهم من قبل عصابات تستمد شرعيتها من قبل أحزاب ومؤسسات حكومية مدعومة من جهات خارجية، لا سيما إيران".

تجدر الإشارة إلى أن أهالي ديالى هربوا منها، تاركين منازلهم وكل ممتلكاتهم بفعل عمليات القتل اليومية والاعتقالات العشوائية التي تنفذ في المحافظة على أسس طائفية، وبدفع مباشر من كبار المسؤولين فيها، ينتمي غالبيتهم إلى مليشيات وأحزاب سياسية راديكالية معروفة بولائها لإيران، إذ تسيطر المليشيات على غالبية مفاصل الحياة هناك.

وتعود آخر زيارة لمسؤول، أو موظف أممي، إلى المحافظة إلى ما قبل عامين، بينما هجرتها منظمات المجتمع المدني وأغلقت المنظمات الدولية أبوابها ونقلتها إلى محافظة السليمانية أو بغداد، فيما تكتظ السجون الرسمية، وغير الرسمية فيها، بالمعتقلين الذين أمضى بعضهم سنوات عدة، من دون أن يحال إلى القضاء، هذا إن كان هناك أصلاً مذكرة قضائية لاعتقالهم.




المساهمون