يعلق المعتقل بـ"الشواية" التي تستخدم في العراق لتحضير الشاورما "الكص"، لتدور حوله حتى تنصهر أجزاء من جسده، ليكون مضطراً للتوقيع على اعترافات تدينه بجرائم لم يرتكبها، أو يواجه الموت كغيره من المعتقلين.
هذا ما حدث في مكتب مكافحة الإجرام، التابع لمركز شرطة المناذرة، بمحافظة النجف (160 كلم جنوب بغداد) بحسب رواية أحد المعتقلين الذي نجا من الاعتقال بأعجوبة، مؤكداً خلال تسجيلات فيديو بثه ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، أن عناصر الأمن لا يكتفون بتحويل السجناء إلى "شاورما"، بل يدقون المسامير بين الأظافر والجلد، للمعتقل الذي يرفض الاعتراف بجرائم لم يرتكبها، مشيراً إلى تعرض بعض المحتجزين لعملية "قلع الأظافر" المؤلمة.
كما كشف أحد السكان المحليين في النجف، عن جريمة أخرى مروعة، ارتكبت بحق أخيه الذي فارق الحياة بسبب التعذيب، على يد نقيب في مكتب مكافحة الإجرام، في مركز شرطة المناذرة.
وقال قاسم الجبوري، في تسجيلات فيديو بثها ناشطون، إن الضابط أصر على تعذيب شقيقي حتى الموت، رغم اعتراض ضباط آخرين على طريقة تعامله مع المعتقلين، مؤكداً أن الشهادات التي وردت من داخل السجن أكدت تعرض المتوفى لعدد من الضربات في الرأس، وأماكن أخرى من الجسد، بعد ضربه بالجدار عدة مرات.
وأظهرت التسجيلات صوراً للضحية، تبين تعرض جميع أجزاء جسمه للضرب المبرح، وقطع أجزاء منها بآلات حادة، كما ظهرت عليها علامات حرق، وجروح عميقة في العينين.
وأضاف الجبوري "أن ذنب أخي هو رفضه الاعتراف بجريمة لم يرتكبها"، مبيناً أن النقيب في الشرطة أصر على تعذيبه لحين الاعتراف بجرائم مفبركة، موضحاً أن الضابط حذره من رفع دعوى قضائية، وهدد باعتقاله مع أفراد عائلته، حتى النساء منهم، إذا وصل الأمر إلى القضاء، مؤكداً أنه سيكون شاهداً على جريمة التعذيب، مع ثلاثة عناصر آخرين من داخل مكتب المكافحة.
وأقر عضو مجلس محافظة النجف بسام الزجراوي بالجريمة، مؤكداً خلال تصريح صحافي أن الجريمة ثبتت على مركز شرطة المناذرة في النجف، بتعذيب أحد المتهمين، ما تسبب بوفاته.
وتحدث أقارب الضحية بحذر عن دعم جهة سياسية متنفذة لها ذراع مسلحة في مليشيا "الحشد الشعبي"، للضابط المتهم بالتعذيب، مؤكدين لـ "العربي الجديد" أن التحقيق يسير ببطء بالجريمة المروعة، وأشاروا إلى ترددهم في إثارة القضية عشائرياً، خشية انتقام الجهات الداعمة للضابط.
واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش، في وقت سابق، السلطات العراقية بتعذيب آلاف المعتقلين، من الرجال والنساء، ما أدى إلى وفاة وإصابة المئات منهم. كما تم العثور على معتقلات سرية للتعذيب حتى الموت، لمعتقلين يتم احتجازهم في المناطق الساخنة التي تشهد مواجهات مسلحة.
اقرأ أيضاً:"الدفّان" علي الكعبي.. الموت مهنة رائجة في العراق