رحل أمس الخميس في العاصمة الأردنية الكاتب عدي مدانات (1938 – 2016)، بعد صراع مع المرض وتجربة سياسية بقيت آثارها وتداعياتها حاضرة في مجموعاته القصصية ورواياته التي تذهب إلى تفاصيل أناس بسطاء في صراعهم الطبقي والاجتماعي.
درس مدانات الحقوق في ستينيات القرن الماضي في دمشق، وبسبب ميوله اليسارية لم يعد إلى بلده حتى العقد الذي يليه، حيث كان أحد مؤسسي "رابطة الكتّاب الأردنيين" التي أتى إنشاؤها على خلفية انتحار صديقه المقّرب الشاعر تيسير سبول رغبة في وضع إطار نقابي وثقافي للكتّاب في الأردن.
لم تغب انشغالاته الأيديولوجية ورؤيته المثالية عن كتاباته، وهو الذي يلخّص مسيرته في كتابه "فن القصة: وجهة نظر وتجربة" (2010)/ بقوله: "كان والدي يحضر لي القصص المصورة ويبسّطها أمامي ويقرأ ما تيسّر، وكانت والدتي، وأحياناً جدتي لأبي، تقصّان عليّ القصص التي تحمل في طياتها عظات حسنة، ولكنها تحمل أيضاً قدراً من الإثارة، ما جعلني أفتن بالقصص وأتشوّق إليها".
بثّ تلك العظات بتجلّيات مختلفة في أعماله، وهو الذي تأخّر في النشر رغم أنه كتب في الصحافة باكراً، إذ صدرت مجموعته القصصية الأولى عام 1983 بعنوان "المريض الثاني عشر غريب الأطوار"، ثم تتالت إصدارته، ومنها: "صباح الخير أيتها الجارة" (1991)، "شوارع الروح" (2003)، و"حكاية السور العتيق" (2010). كما نشر عدد من الروايات؛ من بينها: "الدخيل" (1991)، و"ليلة عاصفة" (1996)، و"تلك الطرق" (2006)، و"الآنسة ازدهار وأنا" (2014).