وتقوم "المقاومة" والجيش الموالي للشرعية بعملية تمشيط واسعة للجبال والمنازل المرتفعة، لملاحقة بعض جيوب المليشيات المتواجدة في المنطقة. وتقول "المقاومة" إن هذه العملية تأتي بعد اكتشاف اختباء قناصة في بعض المناطق المحررة، ومنها كريتر والتواهي، ما دفعها بالاشتراك مع الجيش للقيام بتفتيش المنازل في بعض المناطق، في الوقت الذي تتّجه فيه إلى تمشيط المناطق الحدودية مع محافظة أبين، بعد أن حاولت مليشيات الحوثيين والمخلوع التقدّم نحو عدن، بعد وصول تعزيزات عسكرية لها، فتمت تصفيتها بالتعاون مع طائرات التحالف. وأفادت وكالة "فرانس برس" نقلاً عن مسؤول عسكري، بأن التحالف قصف فجر السبت موكب إمداد تابعاً للحوثيين شرق عدن، ما أدى إلى مقتل 25 مقاتلاً حوثياً.
يأتي هذا في الوقت الذي تخوض فيه "المقاومة" شمال عدن، على الحدود مع لحج، معارك عنيفة ضد المليشيات، وتستعد للتوغّل أكثر نحو لحج، لا سيما في ظل تقدّمها من شمال وغرب لحج، وتقترب من قاعدة العند الجوية التي يبدو أن المرحلة المقبلة ستكون تحريرها، وتدور في محيطها معارك عنيفة، بعد تقدّم "المقاومة" وقطع الطرق والمنافذ المؤدية إليها.
واستطاعت "المقاومة" والجيش الموالي للشرعية تحقيق تقدّم في لحج وشبوة ليل الجمعة -السبت، بالسيطرة على قاعدة عسكرية شمالي مدينة لحج، وعلى مقر الفرقة المدرعة 117 في محافظة شبوة، بحسب ما أفادت وكالة "رويترز". وكشف مصدر عسكري لـ"العربي الجديد" عن عمليات تدريب للجيش الموالي للشرعية و"المقاومة" تتم داخل اليمن في أكثر من أربع مناطق، وخارج اليمن في أكثر من دولة، مشيراً إلى أن "هناك دفعات في الطريق إلى أكثر من جبهة، وكل في وقته المحدد والمرتب له".
اقرأ أيضاً: اجتماع حكومي في عدن وغارات ومواجهات بتعز
في المقابل فإن التحركات الحكومية في عدن لا تتوقف، في ظل تسارع عودة المسؤولين الحكوميين إلى المنطقة، وعقد اجتماعات يومية ومكثفة، إضافة إلى القيام بزيارات ميدانية بهدف متابعة مجريات الأوضاع، وفي مقدمتها توفير الأمن والخدمات، من كهرباء وماء وإغاثة وتشغيل المنافذ، لا سيما المطارات والموانئ.
وكشفت مصادر سياسية لـ"العربي الجديد" أن لجاناً حكومية يمنية فضلاً عن لجان من دول التحالف، تصل إلى عدن تباعاً، وتقوم بعملية تقييم للأوضاع والأضرار التي حدثت بسبب الحرب. وأشارت المصادر إلى أن "اللجان التي من بين أعضائها خبراء ومتخصصون في مختلف المجالات، بدأت عملها الميداني، في المناطق المحررة والآمنة، ويرافقها مسؤولون حكوميون يمنيون، وهي زارت مناطق مهمة كمطار عدن والميناء والمرافق الخدمية والعسكرية لتقييم الأضرار فيها".
وقالت المصادر إن "هناك توجيهات عليا من الرئاسة والحكومة اليمنية، ومن قبل قيادة التحالف، وفي مقدمتها السعودية، لإعادة الأوضاع بشكل سريع إلى طبيعتها، بما فيها إعادة فتح المدارس والجامعات والمعاهد، وسرعة ترميم ما تأثّر من الحرب وبأفضل مما كان".
وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قد كلّف لجنة لدراسة الأوضاع في عدن، برئاسة علي حسن الأحمدي وعضوية وزير النقل بدر باسلمة ووزير الداخلية الأسبق حسين عرب ونائب رئيس مجلس النواب محمد الشدادي ووزير الداخلية الحالي عبده الحذيفي.
يُذكر أن الحكومة اليمنية أعلنت أول من أمس الجمعة تحرير عدن، فيما قال المتحدث الرسمي باسم "مجلس المقاومة" في عدن علي الأحمدي، في بيان صحافي، إن "طياري التحالف تركوا أهاليهم ورابطوا في قواعدهم، لأجل حماية عدن ودعم المقاومة، وهم يعلمون أن عدن هي الخط الدفاعي الأول عن الجزيرة العربية". ورد الأحمدي على "الكلام المشكك الذي سمعناه في الفترة الأخيرة حول دور الطيران، وعن الآثار المدمرة للقصف في مناطق شتى"، مشدداً على أنه "لم يتم ضرب أي هدف، إلا لحماية عدن، وحماية أبنائنا المقاومين، حين كانوا يتقدّمون لتطهير المناطق المحتلة"، مشيراً إلى أن "الانتصار في عدن ربما فاجأ الكثيرين، لكن من يعملون عن قرب، يعلمون أنه جاء نتيجة لجهد مكثّف، استمر لأشهر، وصل فيه طاقم العمليات الليل بالنهار، لأجل استكمال الأهداف المرفوعة، ولأجل التأكد منها، وتجنب أي أخطاء يمكن أن تقع".
اقرأ أيضاً: تحرير عدن: فصول من اجتياح المليشيات وانتفاضة "المقاومة" والجيش