شهدت عدن، أمس الخميس، في ثاني أيام الانقلاب الذي يقوده حلفاء الإمارات، حرب شوارع، تحديداً في منطقتي كريتر وخور مكسر المتلاصقتين، بعدما استأنف الانفصاليون، الذين تدعمهم أبوظبي، استهدافهم للقوات الخاضعة للحكومة اليمنية، وذلك بالتزامن مع وصول رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي عيدروس الزبيدي، أمس الخميس، إلى العاصمة المؤقتة آتياً من أبوظبي لينضم بذلك إلى نائب رئيس المجلس الانتقالي هاني بن بريك، والقائد الفعلي لقوات "الحزام الأمني"، المدربة والممولة إماراتياً، الشيخ السلفي عبد الرحمن شيخ، الذي ظهر منذ الأربعاء في الميدان، في خطوة نادرة تعكس دفعاً من الإمارات بأبرز رجالاتها في اليمن للوجود في عدن لإدارة التمرد، على الرغم من موقف الرياض المناهض للخطوة، والذي انعكس في استمرار وجود قوات سعودية في قصر المعاشيق (مقر الحكومة والرئاسة) فضلاً عن تغطية وسائل الإعلام المحسوبة عليها لما يجري على أنه انقلاب جديد.
وحمّلت الحكومة، في بيان، "المجلس الانتقالي" مسؤولية التصعيد في عدن، وما يترتب عنه من نتائج وعواقب وخيمة تهدد أمن وسلامة المواطنين والأمن والاستقرار بشكل عام. وأكدت أن "الحكومة والجيش والأمن وانطلاقاً من مسؤولياتهم الوطنية ملتزمون بالحفاظ على مؤسسات الدولة وسلامة المواطنين وسيعملون على التصدي لكل محاولات المساس بالمؤسسات والأفراد، وبدعم كل العقلاء والشرفاء ومساندة أشقائنا في تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية". ودعت "قيادة التحالف، ممثلة بالسعودية والإمارات، إلى ممارسة ضغوط عاجلة وقوية على المجلس الانتقالي تمنع أي تحركات عسكرية في المدينة، وإلزام كافة الوحدات والتشكيلات الأمنية والعسكرية بالانضواء في إطار المؤسسة الأمنية والعسكرية وعدم الخروج على الدولة ومؤسساتها وأجهزتها".
وبعد هدوء حذر استمر لساعات، أمس، انفجر الوضع مجدداً على الأرض، إذ اندلعت اشتباكات بكل أنواع الأسلحة بين القوات التابعة للحكومة وتلك التابعة لـ"المجلس الانتقالي"، والتي كانت قد فشلت باقتحام القصر الرئاسي، الأربعاء الماضي، إثر تصدي قوات الحرس الرئاسي لهجوم المليشيات المدعومة من أبوظبي، والتي دعا أبرز أقطابها هاني بن بريك إلى الزحف على القصر الرئاسي في المعاشيق، حيث مقر الحكومة، لإسقاطها. وقال سكان في عدن، لـ"العربي الجديد"، أمس الخميس، إن اشتباكات بالأسلحة الرشاشة والمدفعية اندلعت، بالترافق مع تراجع في مستوى الحركة العامة في الأحياء القريبة من المناطق التي كانت قد شهدت اشتباكات منذ مساء الأربعاء الماضي، وانتشرت فيها آليات مختلفة تابعة للقوات الحكومية (ألوية الحماية الرئاسية)، في مقابل التشكيلات الموالية للانفصاليين (الحزام الأمني)، والقوات الأخرى التابعة لـ"المجلس الانتقالي".
ومع وصول الزبيدي إلى عدن قادماً من الإمارات، اشتعل الوضع بقوة على الأرض، إذ اندلعت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة في خور مكسر، وسط عدن، فيما وقعت انفجارات بالقرب من معسكر 20 التابع لـ"المجلس الانتقالي" في منطقة كريتر. وذكرت مصادر أن الاشتباكات أدت إلى قتلى وجرحى، بينما قالت قناة الجزيرة إن عددهم ثلاثة أشخاص، فضلاً عن إصابة تسعة أشخاص بجروح خطيرة. وأظهر شريط فيديو عناصر من "الحزام الأمني" يحاولون الدخول إلى منازل المدنيين واتخاذهم دروعاً بشرية لمواجهة قوات الحماية الرئاسية، فيما صدرت مناشدات لتحييد المدنيين والمساجد عن المعارك.
اقــرأ أيضاً
وتأتي أهمية كريتر من أنها الأقرب إلى منطقة المعاشيق حيث يقع القصر الرئاسي، كما أنها تضم البنك المركزي ومقر مصلحة الهجرة والجوازات. وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن المسلحين الموالين للإمارات هاجموا مقر البنك المركزي، ما أدى إلى تفجر اشتباكات مع حراس البنك. من جهتها، تضم منطقة خور مكسر ألوية تابعة للشرعية وفيها إدارة أمن عدن، بالإضافة إلى جبل حديد الذي يربطها بمدينة المعلا وكريتر. ويضم جبل حديد مقر اللواء أول مشاة التابع لـ"المجلس الانتقالي". ويحوي المقر أكبر مخزن للعتاد والأسلحة التابعة للقوات الموالية للإمارات. كما تضم منطقة خور مكسر مقرات بعض البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية. واستطاعت قوات "الانتقالي" السيطرة على مقر الحكومة والمجمع القضائي القريب من جبل حديد.
وسبق وصول الزبيدي إلى عدن ظهور القائد الفعلي لقوات "الحزام الأمني"، المدربة والممولة إماراتياً، الشيخ السلفي عبد الرحمن شيخ، على الأرض في عدن، بعد فترات قضاها بعيداً عن الأضواء. وأهمية ظهور شيخ، بالتزامن مع تواصل حملة التمرد، لا تنطلق فقط من كونه عضواً في هيئة رئاسة "المجلس الانتقالي الجنوبي" الذي يعد من مؤسسيه، أو لكونه فقط من يدير أكثر التشكيلات الأمنية التابعة للإمارات بطشاً وإثارة للجدل، أو لكونه من المؤسسين لمقاومة الحوثيين في عدن ومحافظات عدة، فالعارفون بشيخ، الذي يوصف بأنه رجل الظل الإماراتي في عدن، يدركون خطورة الأدوار التي يؤديها للأخيرة منذ سنوات. ولذلك يبدو صعباً عدم ربط وجوده على الأرض بالتزامن مع حملة التمرد الجديدة بوجود غطاء من أبوظبي للتصعيد، ليس فقط ضد الشرعية، بل أيضاً ضد الرياض، وهو الأمر الذي ردت عليه الأخيرة بطرق عدة بما في ذلك فتح الهواء في وسائل الإعلام المحسوبة عليها لمهاجمة تمرد عدن وغض الطرف عن الانتقادات التي كانت توجه على الهواء للإمارات مع تجنب تسميتها. وظهر شيخ، الأربعاء الماضي، على الأرض وهو يتنقل ليشرف على انتشار قواته، فيما بدا واضحاً حرص وسائل الإعلام المدعومة من الإمارات على إبراز صورته، إلى جانب نائب رئيس "المجلس الانتقالي" هاني بن بريك.
وكانت السعودية قد تحركت بسرعة، أول من أمس، لإحباط التصعيد العسكري الإماراتي في مدينة عدن، عقب ساعات من الاشتباكات المتقطعة التي شهدتها المدينة، أول من أمس الأربعاء. وحمل بيان المتحدث باسم التحالف السعودي العقيد تركي المالكي، لهجة قوية بـ"الرفض القاطع" للتصعيد، ودعوة مختلف الأطراف إلى "تحكيم العقل"، والعمل مع "الحكومة اليمنية الشرعية". كما صدرت تصريحات سعودية أخرى، أبرزها عن السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، الذي شدد على أن المستفيد الوحيد من التصعيد في عدن هو ما سماه بـ"المليشيات الحوثية المدعومة من إيران"، فيما بدا تلميحاً إلى أن المسؤولين عن التصعيد يخدمون جماعة "أنصار الله" (الحوثيين). وجاءت التحركات السعودية عقب بلوغ التصعيد أشده الأربعاء الماضي، عندما أعلن حلفاء أبوظبي، على لسان هاني بن بريك، "النفير العام"، للزحف باتجاه قصر المعاشيق، حيث مقر الحكومة، بعدما اتهم قوات الحرس الرئاسي بإطلاق النار على متظاهرين تابعين لـ"المجلس الانتقالي"، توجهوا للتظاهر قرب مقر الحكومة.
وعكست تطورات الـ48 ساعة الماضية، على الأقل، ما اعتبره يمنيون ملامح معركة سعودية إماراتية، إذ إن التصعيد جاء عبر أدوات أبوظبي الانفصالية، وتشمل "المجلس الانتقالي الجنوبي"، الذراع السياسي الانفصالي، والتشكيلات العسكرية والأمنية التابعة للإمارات، وأبرزها قوات "الحزام الأمني". وفي المقابل، جاءت التحركات السعودية مبكرة، إذ بدأت الرياض منذ أيام بإرسال آليات عسكرية إلى عدن، كما أصدرت موقفاً باسم التحالف عقب ساعات من دعوة هاني بن بريك لـ"اقتحام القصر الرئاسي"، في حين بدت أبوظبي في حالة من الإرباك، وسط سيل من الإدانات اليمنية، وخرجت بتصريح لوزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، يتنصل فيه من التصعيد، على الرغم من أنه لا يكاد يختلف اثنان على أن القوات المسؤولة عن التصعيد مدعومة إماراتياً وتتلقى تعليماتها من أبوظبي.
اقــرأ أيضاً
وحمّلت الحكومة، في بيان، "المجلس الانتقالي" مسؤولية التصعيد في عدن، وما يترتب عنه من نتائج وعواقب وخيمة تهدد أمن وسلامة المواطنين والأمن والاستقرار بشكل عام. وأكدت أن "الحكومة والجيش والأمن وانطلاقاً من مسؤولياتهم الوطنية ملتزمون بالحفاظ على مؤسسات الدولة وسلامة المواطنين وسيعملون على التصدي لكل محاولات المساس بالمؤسسات والأفراد، وبدعم كل العقلاء والشرفاء ومساندة أشقائنا في تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية". ودعت "قيادة التحالف، ممثلة بالسعودية والإمارات، إلى ممارسة ضغوط عاجلة وقوية على المجلس الانتقالي تمنع أي تحركات عسكرية في المدينة، وإلزام كافة الوحدات والتشكيلات الأمنية والعسكرية بالانضواء في إطار المؤسسة الأمنية والعسكرية وعدم الخروج على الدولة ومؤسساتها وأجهزتها".
ومع وصول الزبيدي إلى عدن قادماً من الإمارات، اشتعل الوضع بقوة على الأرض، إذ اندلعت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة في خور مكسر، وسط عدن، فيما وقعت انفجارات بالقرب من معسكر 20 التابع لـ"المجلس الانتقالي" في منطقة كريتر. وذكرت مصادر أن الاشتباكات أدت إلى قتلى وجرحى، بينما قالت قناة الجزيرة إن عددهم ثلاثة أشخاص، فضلاً عن إصابة تسعة أشخاص بجروح خطيرة. وأظهر شريط فيديو عناصر من "الحزام الأمني" يحاولون الدخول إلى منازل المدنيين واتخاذهم دروعاً بشرية لمواجهة قوات الحماية الرئاسية، فيما صدرت مناشدات لتحييد المدنيين والمساجد عن المعارك.
وتأتي أهمية كريتر من أنها الأقرب إلى منطقة المعاشيق حيث يقع القصر الرئاسي، كما أنها تضم البنك المركزي ومقر مصلحة الهجرة والجوازات. وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن المسلحين الموالين للإمارات هاجموا مقر البنك المركزي، ما أدى إلى تفجر اشتباكات مع حراس البنك. من جهتها، تضم منطقة خور مكسر ألوية تابعة للشرعية وفيها إدارة أمن عدن، بالإضافة إلى جبل حديد الذي يربطها بمدينة المعلا وكريتر. ويضم جبل حديد مقر اللواء أول مشاة التابع لـ"المجلس الانتقالي". ويحوي المقر أكبر مخزن للعتاد والأسلحة التابعة للقوات الموالية للإمارات. كما تضم منطقة خور مكسر مقرات بعض البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية. واستطاعت قوات "الانتقالي" السيطرة على مقر الحكومة والمجمع القضائي القريب من جبل حديد.
وسبق وصول الزبيدي إلى عدن ظهور القائد الفعلي لقوات "الحزام الأمني"، المدربة والممولة إماراتياً، الشيخ السلفي عبد الرحمن شيخ، على الأرض في عدن، بعد فترات قضاها بعيداً عن الأضواء. وأهمية ظهور شيخ، بالتزامن مع تواصل حملة التمرد، لا تنطلق فقط من كونه عضواً في هيئة رئاسة "المجلس الانتقالي الجنوبي" الذي يعد من مؤسسيه، أو لكونه فقط من يدير أكثر التشكيلات الأمنية التابعة للإمارات بطشاً وإثارة للجدل، أو لكونه من المؤسسين لمقاومة الحوثيين في عدن ومحافظات عدة، فالعارفون بشيخ، الذي يوصف بأنه رجل الظل الإماراتي في عدن، يدركون خطورة الأدوار التي يؤديها للأخيرة منذ سنوات. ولذلك يبدو صعباً عدم ربط وجوده على الأرض بالتزامن مع حملة التمرد الجديدة بوجود غطاء من أبوظبي للتصعيد، ليس فقط ضد الشرعية، بل أيضاً ضد الرياض، وهو الأمر الذي ردت عليه الأخيرة بطرق عدة بما في ذلك فتح الهواء في وسائل الإعلام المحسوبة عليها لمهاجمة تمرد عدن وغض الطرف عن الانتقادات التي كانت توجه على الهواء للإمارات مع تجنب تسميتها. وظهر شيخ، الأربعاء الماضي، على الأرض وهو يتنقل ليشرف على انتشار قواته، فيما بدا واضحاً حرص وسائل الإعلام المدعومة من الإمارات على إبراز صورته، إلى جانب نائب رئيس "المجلس الانتقالي" هاني بن بريك.
وعكست تطورات الـ48 ساعة الماضية، على الأقل، ما اعتبره يمنيون ملامح معركة سعودية إماراتية، إذ إن التصعيد جاء عبر أدوات أبوظبي الانفصالية، وتشمل "المجلس الانتقالي الجنوبي"، الذراع السياسي الانفصالي، والتشكيلات العسكرية والأمنية التابعة للإمارات، وأبرزها قوات "الحزام الأمني". وفي المقابل، جاءت التحركات السعودية مبكرة، إذ بدأت الرياض منذ أيام بإرسال آليات عسكرية إلى عدن، كما أصدرت موقفاً باسم التحالف عقب ساعات من دعوة هاني بن بريك لـ"اقتحام القصر الرئاسي"، في حين بدت أبوظبي في حالة من الإرباك، وسط سيل من الإدانات اليمنية، وخرجت بتصريح لوزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، يتنصل فيه من التصعيد، على الرغم من أنه لا يكاد يختلف اثنان على أن القوات المسؤولة عن التصعيد مدعومة إماراتياً وتتلقى تعليماتها من أبوظبي.