عدد تذكاري جديد لـ"شارلي إيبدو" يستفزّ مسلمي فرنسا

04 يناير 2016
العدد يصدر الأربعاء (Getty)
+ الخط -
يُعدّ شهر يناير/كانون الثاني شهر الذكريات المؤلمة لباريس، إذ يتزامن مع ذكرى الهجوم الإرهابي الذي استهدف مقر صحيفة "شارلي إيبدو". وتخصص وسائل الإعلام الفرنسية أمسيات خاصة وعدة برامج خلاله. ويُعرض على القناة الرسمية الثالثة، مساء اليوم الاثنين، برنامجا "اعتداءات: في قلب السلطة"، و"اعتداءات: وجوه الرعب".

وعلى قناة "كنال بلوس" يعرض "على طريق الكلاشينكوف". أما غدا الثلاثاء فيعرض على القناة الثانية الرسمية برنامج "من جانب الأحياء"، وعلى القناة الرسمية الخامسة برنامج "باريس في مواجهة الرعب"، وبرنامج "باريس: هدفٌ"، و"الغرفة الفارغة" على قناة آرتي الفرنسية الألمانية. 

أما يوم الأربعاء فسيكون حافلا ببرامج أخرى على قنوات ومحطات إعلامية متعددة، منها "فرنسا في مواجهة الإرهاب" على القناة الخامسة، و"سنة بعد شارلي"، و"الأيام التي تلت اعتداءات 2015" على قناة "تي إم سي".

اقرأ أيضاً: 2015 فرنسا... حين لم تعد مثلما كانت قبله

وقد اختارت الصحيفة غلافاً مثيراً للجدل استفز بعض المتابعين، وعليه رسم يمثل "إلهاً" ملتحياً ومسلّحاً ببندقية كلاشينكوف وعلى ثيابه آثار دماء، ووضعت فوقه جملة: "بعد مرور سنة، لا يزال القاتل طليقا".

وتخطط الصحيفة لطباعة مليون نسخة، حتى يتسنى إرسال عشرات الآلاف من النسخ إلى الخارج، لأن الأعداد التذكارية غالباً ما تكون مطلوبة من القرّاء القدماء والجدد. ويقول القيّمون على الصحيفة إن عددها الصادر يوم الأربعاء القادم سيتضمن مساهمات للعديد من الرسامين والفنانين والكتّاب، من بينهم وزيرة الثقافة الفرنسية والممثلة الجزائرية الفرنسية إيزابيل أدجاني وشارلوت غنسبورغ وجولييت بينوش وإليزابيث بادنتر والكاتبة البنغالية تسليمة نسرين والموسيقي إبراهيم معلوف.
وعلى الرغم من الترقب الذي يسود أوساط المتابعين، بدأت ردود الفعل الغاضبة والمتأسفة بالانتشار، حيث عبّر عدد من ممثلي الإسلام في فرنسا، ومن بينهم عبد الله زكري، رئيس مرصد مكافحة الإسلاموفوبيا، التابع "للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية" عن خيبتهم، وأعلن زكري أن "الديانة لم تقتل أحدا أبدا".

وأظهر زكري امتعاضه من غلاف الصحيفة ومن افتتاحية رئيس تحريرها، والتي يدين فيها "متعصبين زادهم القرآن غباءَ". وكشف زكري أنه لن يشارك في احتفالات ذكرى الاعتداءات. وهو ما أغضب الكاتبة الإسلاموفوبية كارولين فوريست، التي صدر في حقها حكم قضائي مؤخراً.

من جهته، أكد محمد زروليت، رئيس فدرالية الجمعيات المغربية في فرنسا، لـ"العربي الجديد"، أن "ما ظهر حتى الآن عن العدد التذكاري للصحيفة يُعدّ استفزازا للجالية العربية والإسلامية في فرنسا، إذ عوض مد يد الحوار مع شباب الضواحي والأحياء الشعبية من أجل خلق جو من التفاهم والعيش المشترك ونبذ ثقافة العنف، تقرر هذه الصحيفة إشعال نار الفتنة من أجل التعويض عن خسائرها الفادحة. ونحن كمسلمين فرنسيين، نؤكد تعلقنا المتين بحرية التعبير من دون المساس بالمعتقدات الدينية". 


اقرأ أيضاً: رسالة مؤثرة من محرر "شارلي إيبدو" كتبها قبل وفاته  
المساهمون