عجلون السياحيّة عاصمة الشجر

28 أكتوبر 2014
القاطنون بين الأشجار المتناثرة على مدّ النظر (العربي الجديد)
+ الخط -
على بعد 85 كيلومتراً شمال العاصمة عمّان، تقع محافظة عجلون، التي تحوز على 34 من المساحة الخضراء في المملكة، لتستحق بذلك لقب "عاصمة الشجر".

وكما كان الشجر لفترة طويلة نعمة المحافظة، التي تمتاز بهوائها العليل، كان نقمة على سكانها الذين يقع معظمهم ضحية للفقر والبطالة، في ظل غياب واضح للمشاريع الاستثمارية، نتيجة للقوانين التي تمنع قطع الأشجار، أو العبث ببيئة المحافظة، دون أن يعوّض ذلك بروز استثمارات سياحية تدرّ دخلاً على القاطنين بين الكثير من الأشجار المتناثرة على مدّ النظر. 
تضمّ المدينة، التي تعاقبت عليها مختلف الحضارات، مواقع أثرية عديدة، إضافة إلى قلعتها المشهورة، التي بناها القائد الإسلامي عز الدين أسامة، عام 1184 ميلادي، ثمة الأديرة والكنائس، أشهرها كنيسة مار إلياس، مسقط رأس النبي إلياس، التي يحج إليها المسيحيون في 7 ديسمبر/كانون الأول من كل عام.
ويقدّر عدد المواقع الأثرية، الموجودة في المحافظة، والمسجلة لدى وزارة الآثار الأردنية، بنحو 250 موقعاً، لم يستكشف منها سوى أربعة مواقع فقط، فيما تنتظر الأخرى مَن ينفض عنها غبار السنين التي دفنتها.
المحافظة، المنسية بأشجارها وآثارها، تبرز اليوم واحدة من مقاصد السياحة البيئية، التي يأمل القائمون عليها أن تصبح مستقبلاً أحد أهم مصادر الدخل للسكان، مستفيدين من محمية عجلون التي أنشأت عام 1987 على مساحة 12 كيلومتراً مربعاً.
دشّنت المحمية مشروع السياحة البيئة عام 2004، بهدف تحويل المكان إلى نقطة جذب سياحي يدرّ دخلاً على المواطنين القاطنين في محيطها، والبالغ تعدادهم قرابة 8 آلاف نسمة، فجرى إنشاء أكواخ خشبية لتوفير الإقامة للسياح الذين يبلغ متوسطهم في العام نحو 20 ألف سائح، كما يوفر لهم مطعم المحمية طعاماً محليّ الصنع.
كما توجد داخل المحمية ممرات بيئية تتيح للزوار فرصة الاطلاع على الحياة الطبيعية في المنطقة، مثل ممر الأيل الأسمر، الذي يتيح للزوار التمتع بالنظر إلى هذا الحيوان المهدّد بالانقراض، إضافة إلى ممرات تتيح الوصول إلى المناطق الأثرية في المحافظة، كممر قلعة عجلون وممر مار إلياس، وممرّات توصل السياح إلى أماكن وجود السكان الذين يقدمون خدمات سياحية، مثل توفير وجبات الطعام والإقامة في بيوتهم للراغبين بذلك. كما بدأ السكان المحليون بتوفير منتجاتهم التقليدية لبيعها للسياح، على غرار الصابون والمربيات والعسل وبعض الأشغال اليدوية، التي يستطيع الزائر النظر إلى السكان وهم يقومون بصناعتها.
هذا، وتحتوي المحمية على 400 نوع نباتي، و100 نوع حيواني، بينها 20 نوعاً مهدداً بالانقراض، من بينها الأيل الأسمر، والدلق الصخري، والذئاب، وابن آوى، والثعلب الأحمر، والقطط البرية، فيما تنتشر في المحمية أشجار البلوط دائمة الخضرة، وشجر البطم الفلسطيني، والقيقب، والخروب.
وبغية تحويل السياحة البيئية إلى استثمار استراتيجي في المحافظة، يجري العمل على إقامة أكاديمية متخصصة بالسياحة البيئية، تهدف إلى تأهيل كوادر محلية وعربية للعمل في هذا القطاع.
دلالات
المساهمون