عبر هاتف ذكي و"تويتر"... قصة الحادثة التي قلبت الإعلام رأساً على عقب

22 يناير 2019
كانت هذه بدايات "صحافة المواطن" (ماري تورنر/Getty)
+ الخط -
قبل عشر سنوات، في يناير/كانون الثاني 2009، نشر راكب أمواج على "تويتر" صورةً لطائرة سقطت في نهر يمر بمانهاتن. وهي تغريدات أطلقت ثورة المنافسة الحامية بين موقع التدوين المصغر الأشهر والمؤسسات الإخبارية.

ففي مساء 15 يناير/كانون الثاني 2009، كان الأميركي جانيس كرومز، البالغ من العمر 23 عاماً، على متن العبّارة عندما رأى طائرة إيرباص A320 وقد هبطت في نهر هدسون في نيويورك.

There's a plane in the Hudson. I'm on the ferry going to pick up the people. Crazy.
(تويتر) 

وكان رد فعله، الشائع اليوم، شيئاً نادراً في ذلك الوقت: لقد التقط صورةً بهاتفه الذكي للطائرة وقام بنشر الصورة على "تويتر". كان عمر "آيفون" عامان فقط، وعمر "تويتر" بضعة أشهر، وكان لا يزال شبكة اجتماعية مجهولة نسبياً.

وكانت هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي لم يكن فيها الإعلام التقليدي هو الذي نشر المعلومات الأولى، بل مواطن عادي مجهز بهاتف ذكي بسيط.

وعلى الرغم من وجود عدد قليل نسبياً من المشتركين، حوالي 170 فقط، فإن صورة جانيس كرومز انتشرت في "تويتر" قبل أن يلاحظها الصحافيون. بعد ثلاثين دقيقة من نشر الصورة، تمت مقابلة الشاب على الهواء مباشرة عبر قناة MSNBC، تلتها سلسلة طويلة من المقابلات.

قال بيز ستون، أحد مؤسسي "تويتر"، على قناة MSNBC في عام 2013: "لقد غيرت هذه اللحظة كل شيء".


الصحافة تفقد أحد أهم امتيازاتها

نشرت صحيفة "لوموند" تقريرًا حول هذه الواقعة قالت فيه إن الصحافة في هذا اليوم التاريخي اكتشفت سهولة العثور على شهود أقرب للحادث بفضل الهواتف الذكية و"تويتر"، لكن كان عليها أن تتخلى عن أحد امتيازاتها إلى الأبد: أن تكون أول من يعطي المعلومة. وشمل هذا بعض المعلومات التي تحدث في الشارع مثل حريق أو مظاهرة أو انفجار.

 صحافة المواطن

في غضون بضعة أشهر، ظهر ما بات يسمى آنذاك بـ"صحافة المواطن"، والتي بدأ صعودها مع نجاح المدونات في أوائل العقد الأول من القرن الحالي.

ورغم أن المعلومات كانت تُنقَل أيضاً على منصات أكثر شعبية أخرى، مثل "فيسبوك"، إلا أن "تويتر" كانت له خصائص جعلت منه، مطلع عام 2010، شبكة اجتماعية من "الأخبار العاجلة".

بعدها عاش "تويتر" عصراً ذهبياً، وصار منصة لينتشر خطاب المواطن، الذي كان محصوراً في المدونات مع جمهور محدود في كثير من الأحيان، كالنار في الهشيم، وكان على وسائل الإعلام التكيف مع هذه المصادر الجديدة وهذا المعدل الجديد من المعلومات.

مرحلة السقوط

بعد عشر سنوات، تحول الحلم الجميل، في بعض النواحي، إلى كابوس، تقول "لوموند". إذ صارت الأخبار الكاذبة تنافس المعلومات الاجتماعية والموثوقة، وبالكفاءة نفسها في بعض الأحيان، وصارت المائتان والثمانين حرفاً في التغريدة مجالاً لصناعة الاستقطاب والمناظرات العقيمة في معظمها.

كما تحول "تويتر"، رغم وجود حملات فعالة #metoo، إلى منصة للحسابات المزيفة، والتغريدات الآلية، والإهانات، وخطاب الكراهية، وحملات التحرش.

كما عانى موقع "تويتر" أيضاً من منافسة منصات أخرى، مثل "فيسبوك"، الذي نسخ العديد من ميزاته للعودة إلى سباق الأخبار الساخنة.

دلالات