عبد القادر علّولة: استعادة في ذكرى اغتياله

06 مارس 2019
(رسم لعبد القادر علولة)
+ الخط -

تأسّس مشروع المسرحي الجزائري عبد القادر علولة (1939 – 1994) على أن للفن الرابع وظيفة اجتماعية تساهم في تطوير وعي الإنسان بذاته وهويته وموقعه في التفاعل مع العالم والآخر، من دون التنازل عن وظيفته الجمالية القائمة على التسلية سعياً لتحقيق التطهير لدى المتلقّي.

عبّرت تنظيرات صاحب "العلق" عن تطوّر رؤيته وسعيه الدائم للتجريب، إذ التفت إلى توظيف التراث وخاصةً فنَّ الحلقة والقوّال بعد أن اختبر القوالب الكلاسكية الغربية وهضم أبرز تيارات التجديد فيها، فبدت تجاربه الأخيرة نتيجة تأمُّل وانفتاح كبيرَين ذهبا نحو تأصيل الفرجة جزائرياً ومغاربياً.

في العاشر من آذار/ مارس 1994، اغتيل علولة وهو خارج من بيته متوجّهاً إلى "مسرح وهران" للمشاركة في إحدى فعالياته، بعد ثلاثين عاماً من العمل المتواصل لم ينقطّع أثرها إلى اليوم؛ حيث لا تزال نصوصه التي ألّفها وأخرجها موضوع درس واهتمام الباحثين والنقّاد والمسرحيّين.

ضمن النشاطات المبرمجة بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لاغتياله، أُعيد إنتاج مسرحيتَيه "الأجواد" التي كتبها وقدّمها عام 1984، و"أرلوكان، خادم السيدين" التي اقتبسها عن نصّ للكاتب الإيطالي كارلو غولدوني، وعُرضت عام 1993.

العرضان من إنتاج الفرقة المسرحية الوهرانية "استجمام" ويشرف عليهما المخرج زياني شريف عياد، ويجري تقديمهما من قِبل "المسرح الجهوي" في مدينة وهران بالتنسيق مع "مؤسّسة عبد القادر علولة" و"المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي".

تُعرَض مسرحية "الأجواد" مساء يومَي السبت والأحد المقبلين، التاسع والعاشر من الشهر الجاري، وهي تصوّر في ثلاثة مشاهد الحال التي آلت إليها حديقة نتيجة إهمال مسؤوليها، وكذلك خبايا مستشفى وما يجري في داخله من ظروف تدعو إلى القلق على مستوى الصحة العمومية في الجزائر، إضافة إلى تناول شخصية عكلي أمزغان الذي تبرّع بهيكله العظمي بعد رحيله للمدرسة التي يشتغل بها.

أمّا مسرحية "أرلوكان، خادم السيدين" فتُعرض في السادس عشر من الشهر الجاري، وتتناول بأسلوب كوميدي أخطاء السلطة وعيوبها عبر عرض حالات عديدة، واعتُبرت من أبرز الأعمال النقدية الداعية لإصلاح سياسي واجتماعي في القرن الثامن عشر.

على هامش العرضين، يُنظّم معرض للصور والوثائق تبرز السيرة الذاتية لعبد القادر علولة، إلى جانب مادة فيلمية تتناول تجربته.

المساهمون