يعيد السوري عبد الرحمن عوامة الفضل في الدراسة في جامعة تركية إلى والديه اللذين أرسلاه بعيداً عن الموت في دوما
عبد الرحمن عوامة (22 عاماً) شاب سوري من مدينة دوما ضحى بطموحه ليوثق جرائم النظام السوري بحق رفاقه وأهل مدينته، لكنّه عاد أخيراً إلى الجامعة، وإن في تركيا.
يتحدث عوامة إلى "العربي الجديد" عن بداية عمله ووقوفه إلى جانب أبناء بلده: "عام 2012 كان الأبرز في حياتي ونقطة التحول الأساسية فيها، فقد كنت حينها أحضّر السنة الأخيرة في الثانوية العامة، والتي من شأنها أن تنقلني للدراسة في إحدى كليات جامعة دمشق. كان ذلك حلماً لا يمكن التفريط به، لكن شاءت الظروف حينها أن أكون إلى جانب شبان من أبناء جيلي خضنا الثورة معاً، وكنت عاملاً في مجال التصوير".
يتابع عوامة: "أواخر 2014، وبعدما فقدت شقيقي في قصف النظام مدينة دوما، قرر أهلي إرسالي إلى الشمال السوري والعبور من بعدها إلى تركيا، كي لا أضيف على فجيعتهم بشقيقي، وإصابة شقيقي الآخر، مأساة جديدة. وبالفعل، خرجت بعدما دفعت مبلغاً مالياً ضخماً حينها، فالطريق من دوما إلى الشمال يتحكم به ضباط الجيش والشبيحة. ومع وصولي إلى تركيا كان الأفق مفتوحاً أمامي لإتقان التصوير، والعمل في المونتاج أكثر فأكثر، وهو ما بات يشكل هوساً لديّ".
اقــرأ أيضاً
يضيف: "مضى العام الأول في هذا المجال وبدأت أتطور شيئاً فشيئاً، خصوصاً أنّني وجدت فيه متنفساً من صعوبة الحياة في تركيا. إلى جانب عملي، كنت أفكر دائماً أنّ التخلي عن حلمي بدخول الجامعة أمر صعب. وبعد انتقالي للعمل في إحدى شركات الدعاية والإعلام بمدينة إسطنبول، كانت هناك فرصة متاحة لنيل شهادة الثانوية العامة، وهو ما فعلته. أفق آخر كان ينتظرني إذ قُبلت في جامعة، رجب طيب أردوغان، بمدينة ريزة على البحر الأسود، شمالي تركيا، وهنا كان التغير الأبرز إذ تركت كلّ شيء خلفي وتفرغت كلياً للجامعة. في العام التحضيري المخصص لدراسة اللغة واظبت على الدوام، ونلت درجة جيدة، وفي العام الجامعي الأول 2017 - 2018، تفوقت على الطلاب الأتراك في اختصاصي؛ الهندسة المدنية".
يتابع: "هو ما شكل دافعاً لي كوني دخلت عن طريق المنحة التركية التي تقدم للسوريين. في الوقت نفسه استغللت فترة العطلة الصيفية للعمل في الترجمة بإحدى الشركات السياحية في مدينة ريزة، بالإضافة إلى بعض الأعمال في المونتاج التي تعود عليّ بدخل مادي لا بأس به.
يختم عوامة: "كلّ الفضل لأبي وأمي اللذين سانداني طوال هذه السنوات، فلم أفقد الأمل في التحصيل العلمي. وهكذا سأحاول أن أبقى على الدوام في مراتب متقدمة، خلف طموحي الذي لا يموت".
عبد الرحمن عوامة (22 عاماً) شاب سوري من مدينة دوما ضحى بطموحه ليوثق جرائم النظام السوري بحق رفاقه وأهل مدينته، لكنّه عاد أخيراً إلى الجامعة، وإن في تركيا.
يتحدث عوامة إلى "العربي الجديد" عن بداية عمله ووقوفه إلى جانب أبناء بلده: "عام 2012 كان الأبرز في حياتي ونقطة التحول الأساسية فيها، فقد كنت حينها أحضّر السنة الأخيرة في الثانوية العامة، والتي من شأنها أن تنقلني للدراسة في إحدى كليات جامعة دمشق. كان ذلك حلماً لا يمكن التفريط به، لكن شاءت الظروف حينها أن أكون إلى جانب شبان من أبناء جيلي خضنا الثورة معاً، وكنت عاملاً في مجال التصوير".
يتابع عوامة: "أواخر 2014، وبعدما فقدت شقيقي في قصف النظام مدينة دوما، قرر أهلي إرسالي إلى الشمال السوري والعبور من بعدها إلى تركيا، كي لا أضيف على فجيعتهم بشقيقي، وإصابة شقيقي الآخر، مأساة جديدة. وبالفعل، خرجت بعدما دفعت مبلغاً مالياً ضخماً حينها، فالطريق من دوما إلى الشمال يتحكم به ضباط الجيش والشبيحة. ومع وصولي إلى تركيا كان الأفق مفتوحاً أمامي لإتقان التصوير، والعمل في المونتاج أكثر فأكثر، وهو ما بات يشكل هوساً لديّ".
يضيف: "مضى العام الأول في هذا المجال وبدأت أتطور شيئاً فشيئاً، خصوصاً أنّني وجدت فيه متنفساً من صعوبة الحياة في تركيا. إلى جانب عملي، كنت أفكر دائماً أنّ التخلي عن حلمي بدخول الجامعة أمر صعب. وبعد انتقالي للعمل في إحدى شركات الدعاية والإعلام بمدينة إسطنبول، كانت هناك فرصة متاحة لنيل شهادة الثانوية العامة، وهو ما فعلته. أفق آخر كان ينتظرني إذ قُبلت في جامعة، رجب طيب أردوغان، بمدينة ريزة على البحر الأسود، شمالي تركيا، وهنا كان التغير الأبرز إذ تركت كلّ شيء خلفي وتفرغت كلياً للجامعة. في العام التحضيري المخصص لدراسة اللغة واظبت على الدوام، ونلت درجة جيدة، وفي العام الجامعي الأول 2017 - 2018، تفوقت على الطلاب الأتراك في اختصاصي؛ الهندسة المدنية".
يتابع: "هو ما شكل دافعاً لي كوني دخلت عن طريق المنحة التركية التي تقدم للسوريين. في الوقت نفسه استغللت فترة العطلة الصيفية للعمل في الترجمة بإحدى الشركات السياحية في مدينة ريزة، بالإضافة إلى بعض الأعمال في المونتاج التي تعود عليّ بدخل مادي لا بأس به.
يختم عوامة: "كلّ الفضل لأبي وأمي اللذين سانداني طوال هذه السنوات، فلم أفقد الأمل في التحصيل العلمي. وهكذا سأحاول أن أبقى على الدوام في مراتب متقدمة، خلف طموحي الذي لا يموت".