عباس يلتقي ماكرون: لن نقبل بأي خطة أميركية بعد اليوم

باريس

محمد المزديوي

avata
محمد المزديوي
22 ديسمبر 2017
7E21C7FE-5D42-4CC4-BD83-FE51DBEA18CB
+ الخط -
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الجمعة، بعد لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في قصر الإليزيه بالعاصمة باريس، أنّ واشنطن لم تعد وسيطاً في عملية السلام بالشرق الأوسط، بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وإذ لم يملك سوى التنويه والإشادة بموقف باريس المعلن الرافض للقرار الأميركي، والذي عبّرت عنه في مجلس الأمن، لم يستطع عباس إحداث اختراق في الموقف الفرنسي.
فقد حمل الرئيس الفلسطيني إلى فرنسا، أمله بحصد اعتراف رسمي فرنسي بالدولة الفلسطينية، على غرار قرار مجلسي النوّاب والشيوخ الفرنسيين، قبل أكثر من ثلاث سنوات. إلا أنّ ماكرون الذي استقبل، قبل أيام فقط، رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ثاني زيارة لفرنسا خلال ولايته الرئاسية، رفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، متذرّعاً بأنّ ذلك سيكون نوعاً من ردّ فِعل على قرار ترامب أحادي الجانب.
وقال عباس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي: "أبلغتُ ماكرون بأنّ واشنطن لم تعد وسيطاً نزيهاً بعد قرار ترامب بشأن القدس، ولن نقبل أي خطة تقدّمها" بعد ذلك.
وأضاف عباس أنّ "من يعتبر القدس عاصمة لإسرائيل لن يستطيع تقديم حل عادل للقضية الفلسطينية"، مشيراً إلى أنّه أكد أنّ "الاعتراف بدولة فلسطين استثمار في السلام واستبعاد لشبح التطرّف والإٍرهاب".
وقال عباس إنّ "كل الاحتجاجات الفلسطينية على قرار ترامب سلمية، ولم تطلق رصاصة فلسطينية واحدة، فيما استشهد الكثير من الفلسطينيين".
ورداً على سؤال، قال عباس إنّ "القضية الوحيدة تقريباً موضع الخلاف بين السعودية وأميركا هي القضية الفلسطينية"، مضيفاً أنّ "السعودية تدعم القضية الفلسطينية".
وفي 6 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أعلن ترامب اعتراف بلاده بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، والاستعداد لنقل السفارة الأميركية إليها، وسط تنديد دولي واسع ورفض فلسطيني وعربي.


من جهته، أكد ماكرون أنّ "فرنسا والاتحاد الأوروبي سيبقيان مجنّدين لدعم التوصل إلى اتفاق سلام"، مشيراً إلى أنّه طلب من الإسرائيليين وقف الاستيطان والدعوة إلى التهدئة.

وشدّد ماكرون على أنّه "لا بديل لحل الدولتين ولن يتحقق ذلك من دون مفاوضات بين الطرفين"، معرباً عن دعمه مجدداً للمصالحة الفلسطينية.
وقال ماكرون إنّ "واشنطن أخطأت لأنّها تصرّفت بشكل أحادي دون تقديم حل"، مضيفاً في الوقت عينه "لا أعتقد بأنّ الاعتراف بدولة فلسطين فعّال اليوم، لأنّ ذلك سيكون ردّاً على قرار أميركي".
وأكد الرئيس الفرنسي أنّه سيعترف بدولة فلسطين "في الوقت المناسب وليس تحت الضغط"، بحسب قوله، متعهّداً بأنّ بلاده "ستقف إلى جانب الفلسطينيين في الأشهر القادمة".

ولم يتغيّر موقف ماكرون من الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، منذ ترشّحه، فخلافاً للمرشح الاشتراكي بونوا هامون، الذي وعد بالاعتراف بدولة فلسطين في حال فوزه في الرئاسيات، ظلّ ماكرون معارضاً للقرار، متذرّعاً، كما فعل سلفاه، نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند، بأنّ القرار الرسمي الفرنسي سيأتي تتويجاً لاتفاق تفاوضي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وليس قبل ذلك.

وأمس الخميس، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية، لصالح مشروع قرار تقدّمت به كل من تركيا واليمن، ويدعو ترامب إلى التراجع عن قرار اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وصوّتت الجمعية، التي تضم 193 عضواً، على مشروع القرار بتأييد 128 دولة، فيما اعترضت تسع دول، و35 دولة ممتنعة، ويؤكد أنّ "القدس هي من القضايا التي ينبغي حلها عبر التفاوض"، وأنّه ينبغي إبطال أي قرار يتعلّق بوضعها.

ذات صلة

الصورة
عمال إنقاذ وسط الدمار الناجم عن غارة جوية على غزة، 7 نوفمبر 2024 (Getty)

سياسة

زعمت القناة 12 العبرية، أمس الاثنين، أن الإدارة الأميركية قدّمت للسلطة الفلسطينية مقترحاً بشأن الإدارة المستقبلية لقطاع غزة
الصورة
دونالد ترامب ومحمود عباس بالبيت الأبيض في واشنطن 3 مايو 2017 (Getty)

سياسة

أكد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه سيعمل على إنهاء الحرب وأبدى استعداده للعمل من أجل السلام
الصورة

سياسة

على الرغم من إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، إلا أنه ما زال يواجه تهماً عديدة في قضايا مختلفة، وذلك في سابقة من نوعها في البلاد.
الصورة
هاريس تتحدث أمام تجمع النتخابي في واشنطن / 29 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

حذرت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في خطاب أمام تجمع انتخابي حضره أكثر من 70 ألفاً في واشنطن من مخاطر فترة رئاسية ثانية لمنافسها الجمهوري دونالد ترامب.