أكد المدير العام للأمن اللبناني، اللواء عباس إبراهيم، استمرار المفاوضات عبر الوسيط القطري، مع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وجبهة النصرة، للإفراج عن الجنود اللبنانيين الذين اختطفهما التنظيمان في شهر أغسطس/آب الماضي.
وقال إبراهيم، الذي يزور الدوحة للوقوف على آخر الاتصالات التي يُجريها الوسيط القطري مع الخاطفين، لـ "العربي الجديد"، أمس الإثنين، إن المفاوضات لتحرير الجنود اللبنانيين لم تنقطع لحظة وهي مستمرة ومتواصلة. وغير صحيح ما يُحكى من وقت إلى آخر عن انقطاع المفاوضات. وأفاد بأنه سيعقد اجتماعاً مع الوسيط القطري بهذا الشأن، إلا أنه نفى أن تكون زيارته الدوحة بهدف استلام مطالب الخاطفين التي سلّمت للوسيط القطري. وقال "إن الزيارة تأتي في إطار ما تم الاتفاق عليه مع الحكومة القطرية، في زيارة رئيس الوزراء اللبناني، تمام سلام، إلى الدوحة في سبتمبر/أيلول الماضي". وأضاف إبراهيم أن الأمور في ملف الجنود اللبنانيين المخطوفين تحسّنت عن الزيارة السابقة، لكن المفاوضات صعبة ومعقدة، وتحتاج وقتاً، وخصوصاً أن الوسيط القطري يفاوض طرفين، هما جبهة النصرة وتنظيم "داعش"، وطلباتهم مختلفة.
ولفت إلى أنه "لو كانت طلباتهم موحدة، لكنّا أقرب أكثر إلى التوصل إلى حل". وأضاف "لكن، ما يمكنني قوله إن الأمور تسير على السكة الصحيحة، وتحتاج وقتاً، لا أقول وقتاً كثيراً، حتى تأخذ الاتجاه الصحيح".
ورفض إبراهيم وصف انشقاق جنود لبنانيين وانضمامهم إلى "النصرة" و"الدولة الإسلامية" بالظاهرة، وقال إن الجيش اللبناني في أحسن أحواله ووضعه ممتاز، مؤكداً في الوقت نفسه أن "الجيش والقوى الأمنية يأخذان تهديدات التنظيمات المتطرفة ضد لبنان بجدية، فكل شيء وارد ولبنان جاهز لمواجهة أي تهديد".
وكانت معارك اندلعت في الثاني من أغسطس/آب الماضي، في بلدة عرسال ومحيطها بين الجيش اللبناني من جهة ومجموعات مسلحة قادمة من سورية من جهة ثانية، وصفها الجيش في بيان له بمجموعات "الإرهابيين والتكفيريين"، وأسفرت عن مقتل وجرح عشرات الجنود.
وبلغ العدد الإجمالي للأسرى اللبنانيين لدى تنظيمي "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة" عقب وقف إطلاق النار في عرسال أكثر من 40 عنصراً من الجيش وقوى الأمن الداخلي (الشرطة)، حسب مقاطع مصورة بثّها التنظيمان للمخطوفين وتصريحات لقياديين فيهما، قبل أن يتناقص العدد، ويصل، حالياً، إلى 27 في قبضة جبهة النصرة والدولة الإسلامية، بحسب ما أعلن قائد الجيش اللبناني جان قهوجي أخيراً.
ويكتنف الغموض مسار المفاوضات التي تجري بين الحكومة اللبنانية عبر الوسيط القطري، وبين تنظيمي النصرة والدولة الإسلامية، إلا أن مطالب التنظيمين تنحصر في الإفراج عن معتقلين إسلاميين في السجون اللبنانية، ووقف مشاركة حزب الله إلى جانب النظام في المعارك الجارية مع المعارضة السورية.