ويقول المدّعي الفدرالي البلجيكي، فريديريك فان لوف، إنّه "يجب العودة إلى أعلى هرم تنظيم (الدولة الإسلامية/داعش) لمعرفة من أعطى أوامر تنفيذ الاعتداءات"، في إشارة إلى السوري أبو محمد العدناني، والذي قضى في ضربة لطائرة بدون طيّار أميركية.
وتنقل صحيفة "لوجورنال دي ديمانش" الفرنسية، اليوم الأحد، عن مصادر استخباراتية أميركية، أنّ أحد المسؤولين عن الاعتداءات هو المغربي عبد الإله حميش، لم يَرِد اسمُهُ أبداً من قبل، وهو من مواليد 1989، ونشأ في مدينة لونيل الفرنسية، وانضم للفيلق الأجنبي سنة 2008، وشارك في معارك أفغانستان، وحصل على أوسمة قبل أن يهرب من الفيلق سنة 2010.
وبعدها عرف السجون الفرنسية بسبب متاجرته بالمخدرات، كما أنه عمل مع شركتين أمنيتين خاصتين، قبل أن يقرر في بداية سنة 2014 التوجّه إلى سورية، شأنه شأن عشرين شخصاً من هذه المدينة. وبعد فترة قضاها مع "جبهة النصرة"، بايع حميش تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، تحت اسم أبو سليمان، ثم لحقت به زوجته في شهر مايو/ أيار 2014.
وتقول الصحيفة الفرنسية إنّ تكوين حميش العسكري ساعده على صعود سريع في دوائر "داعش"، بحيث أصبح أميراً على كتيبة تضم 300 مقاتل أوروبي، في مدينة دير الزور، شمالي سورية.
والغريب، كما تقول الصحيفة، أنّ اسم عبد الإله حميش لا يَرِدُ إلا في قضية تحقيق حول شبكات التجنيد في مدينة لونيل. كما أنّ أجهزة العدالة الفرنسية لم تتوصّل إلى المعلومات المتعلّقة بضلوع هذا الجندي السابق في اعتداءات باريس والعاصمة البلجيكية بروكسل، والموجودة بين أيدي الأميركيين.
وفي نفس الوقت، تنقل الصحيفة الفرنسية، عن شخص يدعى أسامة عطار (أبو أحمد)، نفيه لعب أي دور قياديّ في اعتداءات باريس. وقد شارك عطار، وعمره 32 سنة، في معارك العراق كما سُجن في أبوغريب، ونفى في رسالة من سورية لعائلته، كلّ ما قيل عن مشاركته في اعتداءات باريس.
وعلى الرغم من ورود اسم أسامة عطار في بعض الحواسيب التي عثرت عليها الشرطة الفرنسية، إلا أنّ الصحيفة تنقل تأكيد رئيس مركز تحليل الإرهاب، جان شارل بريزارد، أنّ "قرار تنفيذ الاعتداءات، الذي قد يكون العدناني وافَقَ عليه، يبقى قراراً جماعياً في (داعش)، وفق عدة مستويات؛ الأيديولوجي، والعسكري حيث يمكن لأشخاص مثل حميش أن يُظهروا تجربتهم، ومستوى التنسيق لأشخاص مثل عطار، إضافة إلى المستوى الميداني لأشخاض مستعدين للعمل في بلجيكا".
وتنقل الصحيفة أنّ الاستخبارات المجرية حقّقت، هي الأخرى، بشأن منفذّي اعتداءات 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 وجزمت أنّ 10 على الأقل من الضالعين في اعتداءات باريس وبروكسل، أقاموا في المجر أو مرّوا عبر أراضيها.
وتورد الصحيفة تقريراً لهذه الاستخبارات، لم يصل بعد إلى نظيرتها الفرنسية، يرسم مسار وتحركات عبد الحميد أبو عود، زعيم الكوماندو، الذي قتلته الشرطة الفرنسية يوم 18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، بالضاحية الباريسية، وزياراته إلى المجر في 1 أغسطس/ آب 2015، برفقة المغربي أيوب الخزاني، الذي حاول بعدها، تفجير قطار طاليس الرابط بين العاصمة الهولندية أمستردام وباريس، وهو ما يوضح العلاقة المفقودة بين محاولة تفجير القطار واعتداءات باريس، مشيرة إلى أنّ زيارات عبد السلام المجر لثلاث مرات، أثمرت عن نقل 7 عناصر إلى بروكسل.
ويخلص تقرير الاستخبارات المجرية، كما تنقله صحيفة "لوجورنال دي ديمانش"، إلى أنّ "حركات منفذي الاعتداءات تمّ تنسيقها وتسييرها من المقر العام لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سورية".
كما أنّ المنفذّين "أبانوا أثناء الاتصالات فيما بينهم عن تجربة عميقة للأجهزة السرية، وتصرّفوا بطريقة تجعلهم عصيّين عن الاكتشاف، مكتفين بتنفيذ الأوامر بطريقة منضبطة". ولم يَشُذّ عن قاعدة الانضباط الصارمة إلا صلاح عبد السلام، الناجي الوحيد من كوماندو أبوعود.
وتتساءل الصحيفة الفرنسية التي تقول إنّها اطلعت على تقرير الاستخبارات المجرية، عن تواجد خلايا أخرى كتلك التي أدارها أبو عود، خصوصاً ما يتعلّق بجوازات السفر السورية في حوزة "داعش".
وتذكّر الصحيفة بأنّ العديد من منفّي اعتداءات باريس، عبروا الحدود الفرنسية بجوازات سرقت في مدينة الرقة السورية عام 2013، وتتساءل عن "عدد عناصر التنظيم الذين يكونون قد استخدموا نفس الطريقة للاختلاط مع اللاجئين والوصول إلى أوروبا، خلال صيف 2015، وتقول إنهم عشرات، حسب تأكيد الاستخبارات الفرنسية"، بحسب الصحيفة.