يتوجّه الطلاب اليمنيّون الأحد 14 سبتمبر/أيلول الجاري إلى الجامعات، ليستأنفوا العام الدراسي الجديد على الرغم من الأوضاع الأمنيّة والاجتماعيّة السيّئة والمحبطة، كما يصفها محمد غالب أحد طلاب قسم الفلسفة في جامعة صنعاء.
وبتفاؤل واضح يؤكد رئيس جامعة صنعاء الدكتور عبد الحكيم الشرجبي على أن الجامعة ستستقبل هذا العام "أكثر من ثلاثين ألف طالب وطالبة، على الرغم من الظروف السياسيّة في البلاد والتجاذبات التي تعصف بها".
ويقول الشرجبي في حديث إلى "العربي الجديد" إن "جامعة صنعاء ستستمرّ في مسارها التعليمي الأكاديمي على الرغم من كل شيء". ويوضح أن "إدارة الجامعة حاولت بإمكانيتها المتاحة التغلب على الصعوبات والمشاكل التي تواجه الطلاب". والكثير من هذه المشاكل مرتبط برئاسة الوزراء ووزارة الماليّة.
من جهته، يتوقّع عضو هيئة التدريس في جامعة صنعاء الدكتور فوزي الصغير أن يكون العام الدراسي المقبل غير مستقرّ، معيداً سبب ذلك إلى "الأوضاع المأساوية التي يعيشها اليمن اليوم على مختلف الأصعدة".
ويشير الصغير إلى استحالة استقرار العمليّة الدراسيّة والمضيّ فيها في ظل الانفلات الأمني الكبير الذي تشهده البلاد، مؤكداً على أن "عدداً من الطلاب وبخاصة الطالبات يعزفن عن الذهاب إلى الجامعات بسبب انعدام الأمن وانتشار السلاح في المدن بشكل غير مسبوق".
إلى ذلك، يرى أكاديميّون أن تحديد موعد بدء الدراسة يوم الأحد المقبل، لا يعني أن الطلاب سيلتزمون بالحضور منذ اليوم الأول، ومن المتوقّع أن يستمرّ الغياب لأكثر من أسبوع. وهذا ما يحدث في الأيام العاديّة. أما في ظل الأحداث الجارية والاشتباكات المسلحة الدائرة في العاصمة، فإن الالتزام بالدوام الجامعي ابتداءً من الأحد، ربما هو طموح متفائل جداً بحسب ما أشار أستاذ علم الإدارة الدكتور محمد العنسي.
إلى ذلك يطالب أمين سرّ كليّة الإعلام فايز الخولاني بضرورة "النأي بالجامعات عن أي خلافات سياسيّة أو مواقف حزبيّة، كي لا يتم تعطيل العمليّة التعليميّة".
ساحات احتجاج
وكان المحتجون المناوئون لنظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، قد أطلقوا اسم "ساحة التغيير" على المساحة المقابلة لجامعة صنعاء والتي اتخذوها مركزاً للاعتصام وانطلاق التظاهرات المطالبة بسقوط النظام في فبراير/شباط 2011.
واليوم، بعد مرور أقلّ من أربع سنوات على اندلاع ثورة الشباب، تتّخذ جماعة أنصار الله الحوثيّون الساحة مركزاً للاعتصام وانطلاق التظاهرات المطالبة بتغيير الحكومة والتراجع عن قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطيّة. وهو الأمر الذي يعوق عمليّة السير ودخول الطلاب إلى الجامعة.
فالحوثيّون نصبوا خيمهم في ساحة التغيير الممتدّة غرباً على طول المسافة حتى بوابة الجامعة الجديدة، والمتجهة شرقاً نحو شارع العدل وشمالاً إلى شارع الخط الدائري في وسط العاصمة.
ولا يمكن غض الطرف عن الأثر السلبي لاستمرار اتخاذ الساحة المقابلة لجامعة صنعاء مركزاً للاعتصامات والخيم، على الطرقات. فقد تحوّل المكان إلى سوق شعبي لبيع الملابس والقات والمواد الغذائيّة، الأمر الذي دفع بعدد كبير من الطلاب والطالبات إلى التذمّر والمطالبة بنقل خيم الاعتصام إلى أماكن بعيدة عن حرم الجامعة.
سامي محمد هو أحد طلاب كليّة التجارة. يتساءل عن "جدوى هذه الخيم التي تحوّلت إلى سكن لعدد كبير من العاطلين ونزلاً للنوم". ويقول إن "وجود هذه الخيم لا يغيّر شيئاً في المعادلة السياسيّة، لكنه يصعّب حركة السير ويحدّ من دخول الجامعة".
في السياق ذاته، تشير الطالبة فاطمة حسين إلى أنها تضطر يومياً إلى "الالتفاف حول الجامعة وقطع مسافة طويلة للتمكّن من الدخول من بوابة الجامعة الغربيّة، بسبب خيم المعتصمين الحوثيّين عند المدخل الشرقي".
وتقول إن ذلك يشكّل عبئاً مستمراً ويتسبّب في تأخّرها عن المحاضرات، كما كان يحدث معها في السنة الماضية. وتطالب المعتصمين الحوثيّين بـ"رفع الاعتصامات والتخفيف عن الطلاب والأهالي".