نساء بورونديات فقيرات وأميات، عزيمتهن تتحدّى الموت في بلدهن الغارق، منذ 10 أشهر، في أتون أزمة سياسية وأمنية خانقة.
سواعدهن أضحت مفتولة بفعل قسوة العمل في حظائر البناء ورفع الحجارة وأكياس الرمل وضربات المطارق وثقل الخشب، ونظراتهن تنصبّ بثبات على عملهن، غير آبهات بصوت الرصاص المتدفّق من أسلحة الكلاشينكوف والتفجيرات المدوّية، بين الحين والآخر، غير بعيد عنهن.
سيّدات استثنائيات يتحدّين الموت المتربّص بهن في كلّ لحظة. وبين النظرات التي ترمقهن من المارة وبين قسوة العمل الذي يقمن به، تنساب أيامهن ثقيلة.
كانديد ميناني، بوروندية في العقد الخامس من عمرها، أوضحت أنها اضطرت لممارسة هذه المهنة الشاقة بعد موت زوجها، حيث وجدت نفسها مجبرة على تدبّر أمرها من أجل "الحصول على ما يسدّ رمق أطفالها الخمسة".
كانديد التي تعمل في حظيرة للبناء جنوب العاصمة بوجمبورا، وتقيم في بلدة "موييرا" الواقعة على الجبال المطلّة على العاصمة، أشارت إلى أنها تعمل بدلاً عن زوجها، الذي كان يعمل نجّارا في حظائر البناء، إلى أن اختطفه "مجهولون" منذ بضعة أشهر، لتنقطع أخباره بشكل نهائي.
وبما أنّ إيرادات الحقول لم تعد تكفي أسرتها، قررت كانديد ممارسة مهنة زوجها، لتتمكّن من كسب 12 دولاراً أسبوعيا. مبلغ قالت إنّه "يساعدني على دفع نفقات دراسة أطفالي وابتياع ملابس لهم"، داعية بقية الأرامل إلى الإمساك بزمام الأمور وتقرير مصيرهن بأنفسهن.
اقرأ أيضاً: يونيسف تحذّر من معاناة أطفال بوروندي
يولاند أيضاً، تجاوزت عقدها الثالث، وهي أمّ لثلاثة أطفال، وجدت نفسها مضطرّة للعمل في الحظائر، بعد أن اختطف مجهولون زوجها في يوليو/تموز الماضي، ليتم العثور على جثته بعد يوم من اختطافه في أحد أحياء بوجمبورا. يولاند قالت: "جئت إلى هنا طلباً للعمل ولأتمكن من تعليم أبنائي، ومن حسن الحظ أنهم يمنحون الأولوية للنساء"، لافتة إلى وجود أكثر من 25 أرملة في الحظيرة التي تعمل فيها.
وعلاوة على الأرامل، تضمّ حظائر البناء المنتشرة في بوجمبورا فتيات يتيمات، اضطررن للعمل لإعالة أسرهن، على غرار إيفيلين التي وجدت نفسها فجأة في 2007 مسؤولة عن عائلتها، إثر مقتل والدها العسكري في مواجهات ضد متمردين.
يداها النحيلتان تخلطان الإسمنت والرمال، وتقاطيعها الشاحبة تشي بقسوة ما تقوم به، ومع ذلك التقطت أنفاسها لتقول: "بعد عامين من مقتل والدي، فارقت أمي الحياة تاركة لي أختين وأخاً". اضطرّت إيفلين لترك مقاعد الدراسة، والتفرّغ للعمل. بدأت كبائعة غلال واليوم تعمل في حظائر البناء، وتتلقى دولارين يومياً، تطعم أختيها، "في حين يتكفل أخي بدفع إيجار المنزل".
ولئن وجدت العديد من النساء البورونديات أنفسهن مجبرات على العمل في مجال البناء، لعدم توفّر حلول أخرى، إلاّ أنّ بعضهن تخلّين بمحض إرادتهن عن المجال الزراعي لعدم خصوبة العديد من الأراضي الزراعية في السنوات الأخيرة.
أديلاييد نيوهير قالت والمعول بيدها: "الأراضي كانت خصبة في الماضي، وتنتج محاصيل كافية، كنا نخصص جزءاً منها للاستهلاك العائلي، ونبيع الجزء المتبقي. لكن اليوم، لم تعد الأراضي خصبة، في حين أن الأفواه المفتوحة التي تنتظر من يطعمها تتزايد، ولذلك أصبح قطاع البناء بالنسبة لنا الحلّ الأنسب لتجاوز هذا الوضع".
من جانبه، توقع الخبير الديمغرافي إيفاريست نغايمبيندا ارتفاع عدد سكان بوروندي بحلول 2035 إلى 15 مليون نسمة. وبحسب إحصائيات وزارة الداخلية البوروندية، فإنّ النساء يمثّلن نحو 50 في المئة من إجمالي السكان، المقدر بـ 10 ملايين نسمة.
اقرأ أيضاً: النفايات في بوروندي مصدر عيش المعدمين
سواعدهن أضحت مفتولة بفعل قسوة العمل في حظائر البناء ورفع الحجارة وأكياس الرمل وضربات المطارق وثقل الخشب، ونظراتهن تنصبّ بثبات على عملهن، غير آبهات بصوت الرصاص المتدفّق من أسلحة الكلاشينكوف والتفجيرات المدوّية، بين الحين والآخر، غير بعيد عنهن.
سيّدات استثنائيات يتحدّين الموت المتربّص بهن في كلّ لحظة. وبين النظرات التي ترمقهن من المارة وبين قسوة العمل الذي يقمن به، تنساب أيامهن ثقيلة.
كانديد ميناني، بوروندية في العقد الخامس من عمرها، أوضحت أنها اضطرت لممارسة هذه المهنة الشاقة بعد موت زوجها، حيث وجدت نفسها مجبرة على تدبّر أمرها من أجل "الحصول على ما يسدّ رمق أطفالها الخمسة".
كانديد التي تعمل في حظيرة للبناء جنوب العاصمة بوجمبورا، وتقيم في بلدة "موييرا" الواقعة على الجبال المطلّة على العاصمة، أشارت إلى أنها تعمل بدلاً عن زوجها، الذي كان يعمل نجّارا في حظائر البناء، إلى أن اختطفه "مجهولون" منذ بضعة أشهر، لتنقطع أخباره بشكل نهائي.
وبما أنّ إيرادات الحقول لم تعد تكفي أسرتها، قررت كانديد ممارسة مهنة زوجها، لتتمكّن من كسب 12 دولاراً أسبوعيا. مبلغ قالت إنّه "يساعدني على دفع نفقات دراسة أطفالي وابتياع ملابس لهم"، داعية بقية الأرامل إلى الإمساك بزمام الأمور وتقرير مصيرهن بأنفسهن.
اقرأ أيضاً: يونيسف تحذّر من معاناة أطفال بوروندي
يولاند أيضاً، تجاوزت عقدها الثالث، وهي أمّ لثلاثة أطفال، وجدت نفسها مضطرّة للعمل في الحظائر، بعد أن اختطف مجهولون زوجها في يوليو/تموز الماضي، ليتم العثور على جثته بعد يوم من اختطافه في أحد أحياء بوجمبورا. يولاند قالت: "جئت إلى هنا طلباً للعمل ولأتمكن من تعليم أبنائي، ومن حسن الحظ أنهم يمنحون الأولوية للنساء"، لافتة إلى وجود أكثر من 25 أرملة في الحظيرة التي تعمل فيها.
وعلاوة على الأرامل، تضمّ حظائر البناء المنتشرة في بوجمبورا فتيات يتيمات، اضطررن للعمل لإعالة أسرهن، على غرار إيفيلين التي وجدت نفسها فجأة في 2007 مسؤولة عن عائلتها، إثر مقتل والدها العسكري في مواجهات ضد متمردين.
يداها النحيلتان تخلطان الإسمنت والرمال، وتقاطيعها الشاحبة تشي بقسوة ما تقوم به، ومع ذلك التقطت أنفاسها لتقول: "بعد عامين من مقتل والدي، فارقت أمي الحياة تاركة لي أختين وأخاً". اضطرّت إيفلين لترك مقاعد الدراسة، والتفرّغ للعمل. بدأت كبائعة غلال واليوم تعمل في حظائر البناء، وتتلقى دولارين يومياً، تطعم أختيها، "في حين يتكفل أخي بدفع إيجار المنزل".
ولئن وجدت العديد من النساء البورونديات أنفسهن مجبرات على العمل في مجال البناء، لعدم توفّر حلول أخرى، إلاّ أنّ بعضهن تخلّين بمحض إرادتهن عن المجال الزراعي لعدم خصوبة العديد من الأراضي الزراعية في السنوات الأخيرة.
أديلاييد نيوهير قالت والمعول بيدها: "الأراضي كانت خصبة في الماضي، وتنتج محاصيل كافية، كنا نخصص جزءاً منها للاستهلاك العائلي، ونبيع الجزء المتبقي. لكن اليوم، لم تعد الأراضي خصبة، في حين أن الأفواه المفتوحة التي تنتظر من يطعمها تتزايد، ولذلك أصبح قطاع البناء بالنسبة لنا الحلّ الأنسب لتجاوز هذا الوضع".
من جانبه، توقع الخبير الديمغرافي إيفاريست نغايمبيندا ارتفاع عدد سكان بوروندي بحلول 2035 إلى 15 مليون نسمة. وبحسب إحصائيات وزارة الداخلية البوروندية، فإنّ النساء يمثّلن نحو 50 في المئة من إجمالي السكان، المقدر بـ 10 ملايين نسمة.
اقرأ أيضاً: النفايات في بوروندي مصدر عيش المعدمين