ورفع المحتجون شعار"نحبّو نخدمو. ماناش مسامحين"، بعد أن ضاقوا ذرعا من تجاهل الحكومات المتعاقبة، وانقلابها على ملف التشغيل، معتبرين أن الحراك سيكون قويا جدا هذه المرة، خاصة أن الثورة قامت على التشغيل ولكن الملف تم قبره.
وقال أمين عام اتحاد المعطلين عن العمل، سالم العياري، إنه يوجد في تونس حوالي 350 ألف عاطل من أصحاب الشهادات العليا، ونحو 450 ألفا لا يمتلكون شهادات، معتبرا أنه سنويا يتخرج آلاف الشباب الجدد ممن يحالون مباشرة على البطالة، هذا إلى جانب مئات العاملين في قطاع السياحة والعائدين من ليبيا، بسبب الأوضاع المتردية هناك.
وأضاف العياري لـ"العربي الجديد" أن مشروع ميزانية 2016 ساهم في إحباط المعطلين عن العمل، حيث إنه لم يتضمن أي إشارة إلى فتح باب الانتدابات أمامهم، معتبرا أنه من مجموع 15.800 انتداب جديد، فإن الآفاق تبدو شبه منعدمة أمام المعطلين، إذ ستقتصر الانتدابات على الأمن والجيش بنحو انتداب 12 ألف انتداب في هذا المجال.
وأكد أنّ مقاومة الإرهاب لا تكون فقط بالانتدابات في الأمن والجيش، بل أيضا عن طريق مقاومة التهميش، والفقر، والحد من الإجراءات المكبلة للشباب، وتلك التي تحول دون إقامتهم لمشاريع خاصة بسبب التعقيدات الإدارية، وطول مدة الانتظار.
وأوضح أن إعلان الحكومة الترفيع في سن التقاعد سيزيد معاناة المعطلين، إذ تشير تقديراتهم إلى تسجيل خسارة بـ12 ألف موطن شغل سنويا.
وأفاد الأمين العام لاتحاد المعطلين عن العمل، أنه لا يجب تحميل العاطلين عن العمل عجز الصناديق الاجتماعية في تونس، وحرمانهم من التشغيل، فالمتهربون من التصريح بالضمان الاجتماعي، والمسؤولون الحقيقيون عن تراكم هذا العجز، هم الذين يتحملون المسؤولية وليس العاطلين عن العمل.
ودعا الشباب في كامل المحافظات التونسية إلى مواصلة النضال والاحتجاج للضغط على الحكومة، وعلى المسؤولين ودفعهم إلى الحوار حول أزمة البطالة.
اقرأ أيضا:8 تونسيين دون عمل يواصلون إضرابهم عن الطعام
في السياق ذاته، اعتبر سهيل العيدودي، عاطل عن العمل منذ 11 عاما، أن ملف التشغيل تم قبره ودفنه، مؤكدا أن السلطة منشغلة بالإشكاليات الحزبية داخل النداء؛ أي الحزب الحاكم بعيدا عن اهتمامات الشباب، ومشاكل المعطلين في تونس.
وقال العيدودي لـ"العربي الجديد" إنّه لا يوجد أي نية، أو بوادر لفتح ملف التشغيل في تونس، والجلوس إلى طاولة الحوار والتفاوض بجدية للنظر في إستراتيجية مستقبلية، أو اقتراح رؤيا تشغيلية تخفف العبء عن الشباب الذي فقد الأمل.
وأوضح الشاب أنّ عديد الشباب كانوا منخرطين بالاتحاد، ولكن بعضهم مات في سورية، وآخرون في بؤر التوتر لأنهم فقدوا الأمل في الدولة، وفي الحكومات المتعاقبة، ونتيجة شعورهم بالإحباط واليأس، وذكر أن نسبة هامة من المعطلين انخرطت في الهجرة السرية وركبوا قوارب الموت نحو المجهول.
وأشار إلى أن أحد الشباب المعطلين عن العمل بمحافظة باجة، عمد أمس إلى إضرام النار في جسده بعد أن ضاقت به السبل.
وأضاف العيدودي، أنه على إثر الاحتجاج الذي قاموا به يوم أمس الخميس، في القصبة توجهوا إلى وزارة الشؤون الاجتماعية طالبين التفاوض مع سلطة الإشراف، فصدهم الأمن، ولكن أمام إصرارهم الشديد، وبعد الضغط على الوزارة، تم مقابلة 3 أعضاء من المكتب التنفيذي لاتحاد المعطلين عن العمل للاستماع إليهم، في انتظار إقرار عقد جلسة رسمية مع الأطراف المعينة في قادم الأيام والنظر في مطالبهم الحارقة.
وأكد رفيق الرحال، من المكتب الوطني للاتحاد، أن البطالة تحولت في تونس إلى معضلة، وأن على الجميع تحمل مسؤوليته فيما آلت إليه أوضاع المعطلين، وما يمكن أن ينتج عنها من أزمات وتوترات قد تصل حدّ الانفجار والعنف، مشيرا إلى أن كل المنافذ والبواب أغلقت أمامهم.