بعد مرور 25 عاما على إعلان الرئيس الأميركي، جورج بوش الأب، عن بدء "عملية عاصفة الصحراء" العسكرية لطرد القوات العراقية من الكويت خلال حرب الخليج الأولى، مازال الإعلام الأميركي يترصد أخطاء آل بوش في إدارة الأزمات بالشرق الأوسط وتسببهم في تخبط العراق في صراعات طائفية معقدة.
وعن تجليات هذا الفشل ذكر تقرير لموقع "فايس" الإخباري الأميركي أن احتلال صدام حسين للكويت شكل تهديدا حقيقيا للاقتصاد العالمي، وبأنه تم البدء في "عاصفة الصحراء" بعد رفض القوات العراقية الانسحاب من الكويت، ما استدعى ضرب أهداف عراقية من الجو والبحر، والشروع بعد ذلك في عمليات برية.
الموقع قال إن بوش الأب طلب من الشعب العراقي الإطاحة بصدام حسين، وذلك بعدما قارنه بأدولف هتلر، موضحا أن دعوة الرئيس الأميركي للتمرد دفعت لخروج احتجاجات شمالي العراق وجنوبه. ولفت إلى أن تلك الاحتجاجات لم تلق أي دعم أميركي، وواجهتها قوات صدام بقمع وحشي.
موقع "فايس" أوضح أن تحالف القوات البرية الذي قادته الولايات المتحدة الأميركية احتاج فقط 100 ساعة لطرد القوات العراقية، وتسبب في خسائر كبيرة بصفوف الجيش العراقي. بيد أنه لفت إلى أن صدام ظل مسيطرا على الوضع بالعراق، وقام بارتكاب مجازر كبيرة بحق معارضيه. وحسب تقرير الموقع فإن هذا الأمر يشكل فشلا ذريعا لجورج بوش الأب، الذي فضلت أميركا في عهده عدم التدخل خارج الكويت، وإدارة ظهرها لحالة الدمار بالعراق.
ولفت المقال في هذا الصدد إلى أن قرار بوش بعدم مواصلة المعركة من أجل الإطاحة بصدام ظل أحد الجوانب المثيرة للجدل، موضحا أن الرئيس الأميركي كانت له يد في تأجيج حالة غياب الاستقرار بالعراق، والتي تسببت في الحقبة الحالية من الفوضى بالمنطقة.
كما تطرق المقال إلى دور كولين باول، الذي كان أحد أبرز القادة العسكريين الأميركين خلال "عاصفة الصحراء"، والذي قال مؤخرا في مقابلة تلفزيونية إن بوش تجرع "خيبة أمل كبيرة" حينما لم تقم قوات التحالف بالإطاحة بصدام خلال حرب الخليج الأولى. المقال ذكر أن باول اشتغل في وقت لاحق كوزير خارجية، حينما تولى جورج بوش الابن منصب الرئيس الأميركي، وبأنه كان وراء غزو العراق في العام 2003.
وعن هذا الغزو، قال المقال إن بوش الابن كان يتوقع انتصارا حاسما مثل ذلك الذي تلا "عاصفة الصحراء"، إلا أنه، يوضح المقال، تسبب في سلسلة من الأحداث الكارثية التي أدخلت منطقة الشرق الأوسط بحالة من الفوضى، ودفع أعضاء سابقين بحزب البعث الحاكم سابقا إلى المشاركة في ظهور تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، الذي بات يتحكم بأراض واسعة بالعراق وسورية، ويشكل تهديدا كبيرا لأمن دول العالم.