أعلنت دائرة صحة الأنبار اليوم عن تفشي "وباء الكبد الفيروسي" في المحافظة وخاصة في مدينتي الفلوجة والرمادي وقضاء الخالدية مع تسجيل عدد من حالات شلل الأطفال المشابهة للتي ظهرت في سوريا.
وقال المتحدث باسم الدائرة مهند محمد في مؤتمر صحافي إن "الدائرة وبعد مسح أجرته خلال اليومين الماضيين تعلن عن تفشي وباء الكبد الفيروسي المعدي من النوع الاحمر في مدن الفلوجة والرمادي والخالدية، فضلا عن تسجيل حالات شلل أطفال في الفلوجة ومن النوع الحرج المشابه لما هو موجود حاليا في مدن سورية عدة".
وأوضح محمد أن "انقطاع المياه والكهرباء ولجوء المواطنين إلى الشرب من نهر الفرات والبحيرات أحد أسباب انتشار وباء الكبد الفيروسي. وكذلك تسبب انعدام الأدوية والأمصال في ظهور شبح الشلل الذي ترك ذكرى مؤلمة لدى العراقيين في العام 1993 ولعدة سنوات".
واتهم محمد الحكومة العراقية بالتأخر في الاستجابة لنداءات وكتب رسمية وجهت من دائرة الصحة لمجلس الوزراء تحذر من ذلك قبل أسابيع، مطالبا الأمم المتحدة والمنظمات الانسانية بمساعدتها في الوصول إلى المرضى وتوفير الأدوية واللقاحات اللازمة.
من جهته، قال رئيس شعبة الصحة العامة في دائرة صحة الأنبار الدكتور وائل خطاب المحمدي لـ"العربي الجديد" إن "نحو 230 ألف حالة إصابة بوباء الكبد الفيروسي سجلت في مدن الفلوجة والرمادي والخالدية هذا الأسبوع".
وأوضح المحمدي أن المشكلة تكمن في أن المسح لم يشمل مدناً أخرى "وقد نعثر على حالات كثيرة أخرى مصابة"، مضيفا أن "انقطاع خدمة المياه عن المنازل ولجوء المواطنين إلى استخدام مياه الفرات والبحيرات وتوقف عمليات التحصين المستمرة من المرض ساهم بشكل رئيسي في انتشار الوباء الذي كان متواجدا أصلا في الأنبار لكن بشكل مسيطر عليه ".
وشرح أن "انشغال الكوادر الطبية بعلاج ضحايا الحرب والقصف الجوي وسحب الأطباء من المراكز الصحية أوجد مساحة كبيرة لهذا الوباء"، كما أكد أن شلل الأطفال الذي سجلت حالات عدة منه هو نفسه الموجود في سوريا وبالتحديد منطقة البو كمال "ونعتقد أنه انتقل إلى الأنبار ويستمر بالانتشار في المحافظة".
وتعليقا على الموضوع، قال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت لـ"العربي الجديد": " نحاول التنسيق مع الحكومة الاتحادية في بغداد ومع الأمم المتحدة لمساعدتنا لكن هناك صعوبات مثل لجوء العائلات إلى المدارس وورش الصناعة للاحتماء من القصف العشوائي وهي أماكن رطبة وباردة لا تتوفر فيها أدنى مستويات الصحة والإنسانية". واختتم حديثه بالقول: "الأنبار داخل عاصفة كبيرة".