وجهت عائلة الأسير الصحافي محمد القيق، مساء السبت، انتقادات لاذعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، متهمة إياه أنه قدم لها وعوداً "مثل الطحن في الماء"، وأن ابنها يصارع الموت الفعلي دون أن تتمكن السلطة الفلسطينية من إنقاذه.
وقالت زوجته فيحاء شلش، في مؤتمر صحافي عقد في مسقط رأس القيق، ببلدة دورا جنوبي الخليل إلى الجنوب من الضفة الغربية "السلطة نالت عضويتها في الأمم المتحدة، والهيئات الدولية، ولها تنسيقها الأمني الذي يجب أن يسخّر لمصالح الشعب الفلسطيني، وهذا يؤهل السلطة للعمل الجاد، والذي يؤدي إلى إطلاق سراح القيق الفوري، لكن ذلك لم يحدث".
وتوجهت زوجة القيق للرئيس أبو مازن بالقول "أليس إطلاق سراح محمد من فم الموت واجباً على السلطة وجزءاً من سيادتها، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن وهذا مخيب للآمال".
وأضافت "لكننا لسنا محبطين لأنه بقي 12 يوماً من أصل 24، أنت حددتها بناء على ما قالته هيئة شؤون الأسرى، بأن محمد سيطلق سراحه خلال هذه الفترة، لكنني أتمنى ألا أخرج بمؤتمر صحافي آخر، يكون أكثر جرأة وتفصيلاً وصراحة".
وأكملت حديثها لعباس "قبل أكثر من ثلاثة أسابيع استقبلتنا في مقر المقاطعة، كان لقاء أعطانا الأمل عندما سمعنا تعهداتكم ووعودكم، أن محمد سيرى الحرية قريباً، لكن مرت أسابيع وتلك الوعود كالطحن في الماء، وعود لم تثمر حتى الآن".
"سيدي الرئيس تخيّل أن أحفادك الأطفال ممنوعون من رؤية والدهم، ألن تبذل كل جهدك، وتسخر كل إمكانات السلطة لاستصدار تصاريح لطفلة تبلغ من العمر (عاماً ونصف العام) وطفل (أربع سنوات)، وأب طاعن في السن، ليروا ابنهم الذي يصارع الموت في المستشفى الإسرائيلي".
"محمد يموت، وأنتم تخرجون بوعود حول جهود تبذل، وما زالت بالنسبة لنا كالطحن في الماء". "سيدي الرئيس، في الوقت الذي تقوم فيه بتحريك فرق قواتنا الفلسطينية وشبابنا الفلسطيني من مقراتهم للوقوف حائلاً دون وصول مسيرات التضامن مع الأسير القيق، وتقولون إن "هذا إجراء لفرض السيادة وحماية الشعب"، أليس إطلاق سراح محمد من فم الموت، وحماية حياته واجباً على السلطة، وجزءاً من سيادتها ووفاء لوعدك وعهدك لنا".
وحذرت شلش من محاولات المخابرات الإسرائيلية (الشاباك) إخماد نار التضامن مع محمد عبر الترويج لأخبار ليس لها صحة، مطالبة الجميع بعدم الالتفات لهذه الأخبار وزيادة فعاليات التضامن الشعبي لإطلاق سراح القيق.
من جهة أخرى، قالت محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية حنان الخطيب، في تصريح لها، إن "اليوم كان الأكثر تدهورا وخطورة على صحة محمد، وإن الحالة التي هو عليها حالياً تمر عليه لأول مرة".
ووفق الخطيب، فإن محمد دخل وقبل ساعتين من الآن، انتكاسة مفاجئة، وذلك بعد تسارع النوبات القلبية والتشنجات بدرجة غير مسبوقة، رافقها صراخ وآلام شديدة.
كما أشارت الخطيب إلى أن "قوة كبيرة من الوحدات الخاصة الإسرائيلية برفقتها كلاب بوليسية اقتحمت في هذه الأثناء مستشفى العفولة، حيث يتواجد محمد، والمضرب عن الطعام منذ 88 يوماً، بشكل مفاجئ، ما يؤكد خطورة حالة محمد بعد الانتكاسة المفاجئة التي تعرض لها قبل ساعتين".
ولفتت المحامية الخطيب إلى أن طريقة دخول الوحدة الخاصة إلى المستشفى تحمل الكثير من الرسائل والحقائق، والتي قد يكون أبرزها أن أجهزة الاحتلال الإسرائيلي أصبحت تعلم جيداً أن موت محمد وارد في كل لحظة.
في غضون ذلك، تواصلت الفعاليات التضامنية مع الأسير القيق، حيث خرجت مسيرات، مساء اليوم، في كلٍ من مسقط رأس القيق بلدة دورا، وكذلك في مدينة رام الله، وفي بلدة أبو ديس شرقي القدس، إضافة لفعالية أخرى نظمتها الحركة الطلابية في جامعة بيرزيت شمالي رام الله صباح السبت.
ورفع المشاركون في تلك الفعاليات صور القيق، وهتفوا مطالبين بإنقاذ حياته، والضغط على إسرائيل للإفراج عنه.