عائلات الموصل تبحث عن أبنائها: 7 آلاف مفقود بين "داعش" و"الحشد"

31 يناير 2018
عائلات تبحث عن أبنائها المفقودين دون جدوى(أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -


يخيم الحزن على آلاف العوائل الموصلية على الرغم من تحرير المحافظة من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي قبل أكثر من تسعة أشهر.

وسيطر التنظيم على الموصل لأكثر من ثلاث سنوات، وبعد انتهاء حقبته بدأت مرحلة بحث العائلات عن أبنائهم المختفين الذين انقطعت أخبارهم، وسط صمت حكومي مطبق.

وقال أبو رائد، وهو أحد أهالي الموصل لـ"العربي الجديد"، إنّ ولده اختفى منذ معارك الموصل، وخلال فترة نزوحهم من المدينة القديمة، مبيناً أنّ ابنه كان قد سبقهم بالخروج من المدينة، ليستكشف إمكانية الخروج منها بسبب احتدام المعارك والقصف، لكن أخباره انقطعت منذ ذلك الوقت وحتى اليوم".

وأضاف "لم نعرف مصيره، هل اختطفه عناصر داعش أم المليشيات التي كانت تشارك القوات العراقية في المعركة، وكانت تسيطر على طرق النزوح من المدن"، مبيناً أنّ "الموضوع بقي غامضاً ولم نعرف أي شيء عنه".

وتابع "قدمنا بلاغاً باختفائه وسألنا وتابعنا كل السجون لدى القوات الأمنية والحشد الشعبي ولم نجده، ولا نعرف أين اختفى، فلا جواب يشفي غليل أمه ولوعة أبيه". وأكد أنه "ما زال يبحث عنه ولم يفقد الأمل.. نشعر أنه ما زال حيّاً يرزق لكنه في مكان نجهله".

ودعا أبو رائد، الجهات الأمنية والحكومة إلى "مساعدة ذوي المختطفين والكشف عن أسماء السجناء والمعتقلين لديها ولدى الحشد الشعبي، لكي نعلم مصير أبنائنا"، مطالباً منظمات المجتمع المدني بـ"التدخل والتواصل مع الجهات الحكومية، لمعرفة مصير المختطفين ومساعدة ذويهم".

ويؤكد مسؤولون محليون في حكومة الموصل، اختفاء نحو 7 آلاف موصلي، خلال فترة احتلال المحافظة من قبل "داعش" وما تبعها من عمليات عسكرية.

وقال عضو في مجلس المحافظة لـ"العربي الجديد"، إنّ "هناك إحصائيات تؤكد اختفاء سبعة آلاف شخص من الموصل غالبيتهم مدنيون، وبينهم ضباط في الجيش السابق، وعناصر مستقيلون من الشرطة المحلية، ورجال دين"، مبيناً أنّ "اختفاءهم كان على مدى ثلاث سنوات، والمرجح أنّ أكثرهم اختطفهم داعش وقتلهم".



وأضاف أنّ "عناصر مليشيات الحشد تورطت بعمليات خطف كثيرة في الموصل، ولم تكشف عنها حتى الآن"، مبيناً أنّ "الكثير من عمليات الخطف طاولت النازحين خلال خروجهم من منازلهم، كما نفذت المليشيات عمليات دهم اعتقلت خلالها العشرات، ولم تكشف عن مصيرهم".

وأشار إلى أنّه "لا يوجد تنسيق وتعاون من قبل الحشد مع الأهالي ولا مع المسؤولين الذين يحاولون الكشف عن أسماء المعتقلين لديها، الأمر الذي يتطلّب تدخلاً حكومياً وممارسة ضغوط عليها للكشف عنهم".

وتشير منظمات المجتمع المدني إلى عدم تعاون من قبل الجهات المسؤولة في الموصل، معها ومع الأهالي للكشف عن مصير المجهولين.

وقال مدير منظمة بلاد النهرين، سالم عبد الرزاق لـ"العربي الجديد"، إنّ "قضية المختطفين لم تلق متابعة حقيقية من قبل الجهات الحكومية في الموصل، حاولنا مع الأهالي التوصل لمعرفة مصير أبنائهم، لكن متابعاتنا ومحاولاتنا لم تجد نفعاً".

وأكد أنّ "بعض المسؤولين يتعاونون فردياً، لكنهم لا يستطيعون تقديم شيء، إذ إنّ الموضوع يحتاج الى جهة حكومية رسمية تتعاون وتبذل جهوداً وتتابع، مع كل الجهات الحكومية وغير الحكومية للكشف عن مصير هؤلاء المختطفين".

يشار إلى أنّ الحكومة لم تبدِ موقفاً إزاء هذا الملف، كما أنّها لم تقم بواجبها الإنساني والمهني والقانوني تجاهه.