ظريف في رسالة للعرب: الجار قبل الدار

03 اغسطس 2015
ظريف: بإمكان العرب الاستفادة من الاتفاق النووي (Getty)
+ الخط -
ما أن أزاحت طهران عبء الملف النووي عن كاهلها، عبر التوصل إلى اتفاق مع الغرب، حتى تفرغت الحكومة لسياستها الخارجية ولعلاقاتها مع دول المنطقة، فكان واضحاً من خطابات الرئيس حسن روحاني الأخيرة، وجولة وزير خارجيته محمد جواد ظريف الإقليمية، أن الهدف يتمثل بتوجه طهران نحو الدول الجارة، حيث أكد كلاهما على ضرورة التعاون الإقليمي لحل مسائل المنطقة ومن بينها "الحرب على الإرهاب".

وفي هذا السياق، نشر ظريف مقالاً في أربع صحف عربية، اليوم الإثنين، ينقل في مضمونه رسائل إيرانية لجيران البلاد من العرب، ونشر المقال الذي جاء تحت عنوان "الجار ثم الدار.. توصية أخلاقية أم ضرورة استراتيجية" في صحيفة "السفير" اللبنانية، و"الشروق" المصرية، و"الرأي" الكويتية و"الشرق" القطرية، واستخدم ظريف في خطابه آيات قرآنية عدة تدعو برمتها إلى الوحدة والتعاون، ليصل في النهاية إلى نتيجة أن تحالف طهران مع باقي الأطراف في المنطقة أمر طبيعي وتفرضه الضرورة والقواسم والأهداف والمصالح المشتركة.

وكتب ظريف، أن أمن المنطقة من أمن إيران، معتبراً أن المنطقة برمتها تتعرض لخطر جدي يتهدد كل الأطراف فيها، وأشار إلى أن إيران لا يمكن أن تضمن استقرارها دون استقرار من حولها، لذا قال ظريف صراحة إن الجيران أولوية في سياسة إيران الخارجية الحالية.

كما طمأن وزير الخارجية في مقالته الجميع إلى تبعات الاتفاق النووي، الذي اعتبر أنه يشكل نقطة بداية لتعاون جدي بين الجميع، بل وأنه من الممكن أن ينهي أي توتر غير ضروري حسب قوله، مؤكداً أن الحاجة لتأسيس علاقات قوية وحقيقية بين طهران والآخرين في المنطقة أمر ملحّ، قائلاً إن من الممكن تحقيق هذا الهدف مع احترام استقلالية الدول، وعدم تهديد حدودها، أو التدخل في شؤونها الداخلية مع إمكانية طرح حلول سياسية لكل القضايا العالقة.

وأشار المسؤول الإيراني، صراحة إلى أن ما يجري في اليمن قد يكون نقطة البداية لهذا التعاون، فعاد وأكد على المبادرة الإيرانية ذات البنود الأربعة، وهي التي تدعو إلى وقف إطلاق النار، وتسليم المساعدات للمدنيين، وإطلاق حوار يمني يمني، فضلاً عن تشكيل حكومة ائتلاف وطنية هناك، مشيراً إلى أن من الممكن تطبيق هذا الحل بالتزامن مع تطبيق حل سياسي آخر لما يجري في سورية تحت إشراف الأمم المتحدة، كما ذكر أن الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق لا يمكن أن تنجح دون إيقاف دعم وتمويل الإرهاب في سورية واليمن، حسب تعبيره.

ودعا ظريف الجيران إلى الاستفادة من استمرار التخصيب على الأراضي الإيرانية، بموجب الاتفاق ذاته، قائلاً إن هذا التعاون التقني الفني يستطيع أن يخلق تعاوناً سياسياً، يهدف لتشكيل منطقة خالية من السلاح، ليشير أخيراً إلى أن التعاون بات أمراً ملحاً وضرورياً لحل العديد من المسائل والملفات العالقة.

اقرأ أيضاً: طهران تعرض على دول الخليج حواراً في سبتمبر
المساهمون