وتنشأ ظاهرة إل نينيو بسبب دفء سطح المياه في المحيط الهادي، وتحدث كل ما يتراوح بين 4 و12 عاما، ما قد يتمخض عن موجات جفاف وحر لافح في آسيا وشرق أفريقيا وهطول أمطار غزيرة وفيضانات في أميركا الجنوبية.
وقال العلماء إن أجزاء من الحيد المرجاني العظيم- المدرج على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر- تواجه ظاهرة التكلس منذ 15 عاما.
وقالت آن هوجيت، مديرة محطة أبحاث جزيرة ليزارد قبالة مدينة كيرنز الاستوائية، إن الشعاب المرجانية المحيطة بها تشهد أكبر مستوى من التكلس بنسبة 80 في المائة بسبب ضوء الشمس الساطع.
وقال روسيل رايشلت، مدير الهيئة البحرية للحيد المرجاني العظيم: "التكلس مؤشر جلي على أن الشعاب المرجانية الحية تواجه خطرا فسيولوجيا، وإذا استمر هذا الإجهاد على مستواه من التردي لفترة طويلة يمكن أن تهلك هذه الشعاب. ما يحدث الآن سيعتمد كليا على ظروف الطقس المحلية".
ويدفع دفء سطح المياه في المحيط الشعاب المرجانية إلى طرد الطحالب منها، ما يؤدي إلى تكلسها، فيما تعيش الشعاب وسط حيز محدود من درجات الحرارة بمياه المحيط.
وقال العلماء إن الحيد المرجاني العظيم في حاجة إلى توقف ظروف ظاهرة إل نينيو، في غضون أسابيع، حتى يتم إنقاذ مناطق منها.
وقال مكتب الأرصاد الجوية الأسترالي في أحدث توقعات، إن من المتوقع استمرار ظروف إل نينيو.
وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، إنّه من المتوقع أن تكتسب ظاهرة "إل نينيو" قوة قبل نهاية العام الحالي، لتصبح أقسى الموجات المسجلة حتى الآن.
وقالت المنظمة إن "إل نينيو" ستصاحبها متوسطات درجات حرارة خلال ثلاثة أشهر تتجاوز درجتين مئويتين فوق المعدلات الطبيعية، ما يجعل هذه الظاهرة تماثل ما حدث في مواسم 1972-1973 و1982-1983 و1997-1998.
والحيد المرجاني واحد من المزارات السياحية الرئيسية في أستراليا، ويمر لمسافة 2300 كيلومتر بمحاذاة الساحل الشرقي للبلاد، وهو أضخم منظومة بيئية حية في العالم، ويحوي الآلاف من الشعاب المرجانية متعددة الألوان، يدر على البلاد مليارات الدولارات من عائدات السياحة.
وتحسين جودة المياه من الأهداف الرئيسية لخطة حكومية أسترالية طويلة المدى، لإقناع لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، في يوليو/تموز الماضي، بعدم إدراج الحيد المرجاني على قائمة الخطر. وسبق أن وضعت منظمة "اليونسكو" هذه الشعاب على قائمة التراث العالمي.
ووضع هذه الشعاب على قائمة الخطر قد يؤدي إلى فرض قيود على حركة الملاحة البحرية وتوسيع الموانئ، مما قد يضر بدوره بالأنشطة التجارية لأستراليا في مجالات السلع والطاقة.
اقرأ أيضا: الحيد المرجاني العظيم في أستراليا يتأهب لإعصار