يعتبر طوني خليفة من أوّل مقدمي البرامج الذين استضافوا منجّمين أو "بصّارين" بعدما كان موظفاً في محطة الـ "أل بي سي أي" اللبنانية.
ماغي فرح وميشال حايك، وغيرهم من الذين كان لخليفة الفضل في سعة انتشارهم وشهرتهم. على الرغم من ذلك، دغدغت مشاعر خليفة النجومية فمسح بعد دخوله عتبة البرامج الفنية، أي خلفية إخبارية تذكّر الناس بأنّه كان يوماً مراسلاً ومذيعاً لنشرة أخبار المحطة نفسها.
في المقابل، لم تكن برامج خليفة مكلّلة بالورد، فعاش فتى الشاشة صراعاً بسبب مزاجية رندة الضاهر، زوجة رئيس مجلس إدارة "ال بي سي"، بيار الضاهر، الحاكمة بأمرها، والتي عاملته باستعلاء اعترف به خليفة بعد رحيله مكرهاً من المحطة.
كل هذه المسيرة لخليفة جعلته يكسب مزيداً من النجاح بعد التحاقه بقناة الجديد. خرج الفتى من القمقم الذهبي إلى فضاء رحب، فاعتمد على القضايا الاجتماعية. لعب وحيداً ونجح مستعيناً بفريق عمل محترف واستطاع لسبع سنوات القبض على هواء المحطة، فأغنى تجربته حاصداً شهرة ونجاحاً كبيرين. وعرّج في عز تألقه ونجاحه من لبنان إلى القاهرة، فكان بطلاً ثانياً في قناة "القاهرة والناس"، وقدّم برامج لها بعدها وأثرها على الشارع المصري. حقق خليفة شعبية لا بأس بها في القاهرة، مستمداً من تجاربه اللبنانية خبرة لا تخلو من الذكاء والبحث عن المزيد. دخل في المحرمات وساق الأدوار كما يفترض به كإعلامي. هذا النجاح الكبير دفعه مجدداً إلى مغامرة بدا واثقاً فيها على الأقل في التقدير المادي، فانتقل نهاية هذا العام من تلفزيون الجديد إلى "ام تي في" اللبنانية في برنامج مشابه لـ "للنشر" الذي قدّمه لسنوات عبر محطة الجديد، عنوانه 1455. وعلى الرغم من أنّ خليفة لم يحقق الهدف الإنساني المفترض من هذا النوع من البرامج، فقد اعتمد على الاثارة والغلو حتى يستحق القول إن برنامجه وعلى الرغم من دخوله قضايا ومشاكل مؤثرة، يتحكم به الاستعراض أكثر من الموضوعية. تقابله عدة برامج مشابهة يتابعها خليفة بشغف المنافس الصغير منها برنامج عدو خليفة، جو معلوف، ووريثته الشرعية في محطة الجديد ريما كركي التي أخذت منه برنامج "للنشر".
كل ذلك، لم يثن صاحب هذه التجارب من الوقوع مرة أخرى في شر المنافسة، أو الحنين لأيام الدجل.. سقط خليفة أول من أمس في فخ التنجيم مجدداً.. كيف لا، وهو من أخذ بيد المنجمين الذين تفوقوا عليه شهرة ومالاً! من ميشال حايك إلى ليلى عبد اللطيف مروراً بسمير زعيتر وغيرهم.. "الجمهور عايز كده". استعان خليفة قبل يومين ببصارتين لقراءة طالع السياسيين والإعلاميين.
من خلال فنجان قهوة وبصارتين من جنسيتين مختلفتين، تابع خليفة نشاط زملائه في المحطات الأخرى الذين يقدمون برامج تبصير، في صورة تافهة لامرأة منقبّة تروي رؤيتها الكاذبة من فنجان قهوة وأخرى تكمّل عنها، كالببغاء ما لم تقله الأولى.