14 نوفمبر 2024
طورٌ جديدٌ في الاستراتيجية الإسرائيلية
تؤشر الضربات الإسرائيلية التي استهدفت أخيرا قواتٍ موالية لإيران، في العراق وسورية ولبنان، على طور جديد في الاستراتيجية الإسرائيلية إزاء النفوذ الإيراني في المنطقة، بحيث تعكس مخاوف إسرائيل من أن تنجح إيران في الالتفاف على العقوبات الأميركية والحفاظ على الوضع القائم، من خلال بناء خط مواجهة يمتد من العراق نحو سورية ولبنان واليمن، ليُشكلَ طوقا جيوسياسيا، بما يعنيه ذلك من تهديدٍ مباشر للأمن القومي الإسرائيلي. هذه الضربات ردٌّ يحمل أكثر من مغزىً على التهديد الإيراني، تريد إسرائيل منه إيصال رسالة واضحة، أنها لا تزال القوة الإقليمية الكبرى، وأنها تستطيع، بإمكاناتها الاستخباراتية والعسكرية، أن تضرب أي هدف إيراني ترى فيه تهديدا لها.
يجب وضع هذا التحوّل في سياقه الإقليمي، المحكوم، من ناحية، بإخفاق خطة تسويق صفقة القرن، على الرغم من الاختراق الذي أحدثه الكيان الصهيوني بتحالفاته الجديدة مع السعودية والإمارات والبحرين. ومن ناحية أخرى، بتراجع احتمال نشوب حربٍ تشنها الولايات المتحدة على إيران، على الأقل في الوقت الحالي.
يتعلق الأمر بتطورٍ لافت، خصوصا في لبنان، حيث يشي الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت باحتمال تغيير قواعد الاشتباك بين إسرائيل وحزب الله، والمعمول بها منذ حرب يوليو/ تموز 2006، في أية لحظة. وهو احتمالٌ يعزّزه نزوع الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية إلى تبني خيار مواجهة التهديدات الإيرانية باستهداف حليفها حزب الله.
ويبدو أن صبر قادة إسرائيل بدأ ينفد إزاء ''المشكلة الإيرانية'' التي تزداد تفاقما، في ظل عجز حلفائها الجدد في الخليج عن إنجاز ما يمكّن من تطويق هذه المشكلة، والحد من تداعياتها على الدولة العبرية، فالسعودية فشلت في تفكيك النفوذ الإيراني في لبنان، على الرغم من وصايتها الاقتصادية والمالية عليه، وفشلت، أيضا، في إلحاق الهزيمة بالحوثيين في اليمن، في ظل تزايد العمليات النوعية الني ينفذها هؤلاء داخل التراب السعودي. وإذا أضفنا إلى ذلك ما يتردّد بشأن احتمال عقد لقاء بين الرئيسين، الأميركي دونالد ترامب، والإيراني حسن روحاني، نكون أمام ثغرة كبرى، بالمعنى الذي تحيل عليه العقيدة السياسية الصهيونية، وهي ثغرة لا يمكن أن تسمح هذه العقيدة باتساعها، لما في ذلك من تهديد للمصالح الإسرائيلية على المدى البعيد، وقد كان دالا ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن هذه الضربات التي اندرجت ضمن تحرك استباقي توخى منعَ هجوم إيراني واسع على أهداف إسرائيلية.
هناك تحول في الاستراتيجية الإسرائيلية في التعاطي مع إيران باستهداف حلفائها في المنطقة. بيد أن هذا التحوّل يبقى رهينا بالتقاطبات الإقليمية والدولية الراهنة في المنطقة، فأي تدخل عسكري إسرائيلي في لبنان، في هذا التوقيت، ستكون له تداعيات على الأزمة السورية بكل تعقيداتها السياسية والميدانية. وفي ضوء ذلك، ليست الضربات الإسرائيلية أخيرا بعيدة عن الحسابات الانتخابية لنتنياهو الذي يتطلع إلى ولاية جديدة على رأس الحكومة، وبذلك تصبح فزاعة حزب الله موردَ تعبئة فعّالا في استمالة الرأي العام الإسرائيلي. وتصبح المواجهة معه رسالةً إلى هذا الرأي العام بأن الوضع على الحدود الشمالية تحت السيطرة.
في السياق، لا يبدو انتقال الاستراتيجية الإسرائيلية إلى طوْر جديد في التعاطي مع التهديد الإيراني بعيدا عن التوتر الأميركي الإيراني، فحتى وإن توصل ترامب إلى اتفاق مع إيران بشأن الاتفاق النووي، فلن يعارض أي ضربة إسرائيلية تستهدف إيران أو حلفاءها، على اعتبار أن ذلك سيقلّص نفوذها بدرجة أو بأخرى، وسيمكّن الولايات المتحدة من التحكّم أكثر في خريطة النفوذ في المنطقة. من هنا، تتجاوز تداعيات التصعيد الإسرائيلي الأخير المواجهة مع إيران، وتفتح ساحات صراع أخرى تتقاطع فيها الاعتبارات المحلية والإقليمية، خصوصا في لبنان، فحين يعلن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أن حزبه سيرد على أي استهداف إسرائيلي لعناصره في سورية من داخل التراب اللبناني، فهو بذلك يكون قد وضع الدولة والنخب اللبنانية في موقفٍ حرج يُسائل تحالفاتها الإقليمية، على اعتبار أن رد حزب الله على أي عدوان إسرائيلي على لبنان قد يكون شرارة حرب إقليمية، لا أحد يعرف أين تبدأ ولا أين تنتهي.
يجب وضع هذا التحوّل في سياقه الإقليمي، المحكوم، من ناحية، بإخفاق خطة تسويق صفقة القرن، على الرغم من الاختراق الذي أحدثه الكيان الصهيوني بتحالفاته الجديدة مع السعودية والإمارات والبحرين. ومن ناحية أخرى، بتراجع احتمال نشوب حربٍ تشنها الولايات المتحدة على إيران، على الأقل في الوقت الحالي.
يتعلق الأمر بتطورٍ لافت، خصوصا في لبنان، حيث يشي الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت باحتمال تغيير قواعد الاشتباك بين إسرائيل وحزب الله، والمعمول بها منذ حرب يوليو/ تموز 2006، في أية لحظة. وهو احتمالٌ يعزّزه نزوع الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية إلى تبني خيار مواجهة التهديدات الإيرانية باستهداف حليفها حزب الله.
ويبدو أن صبر قادة إسرائيل بدأ ينفد إزاء ''المشكلة الإيرانية'' التي تزداد تفاقما، في ظل عجز حلفائها الجدد في الخليج عن إنجاز ما يمكّن من تطويق هذه المشكلة، والحد من تداعياتها على الدولة العبرية، فالسعودية فشلت في تفكيك النفوذ الإيراني في لبنان، على الرغم من وصايتها الاقتصادية والمالية عليه، وفشلت، أيضا، في إلحاق الهزيمة بالحوثيين في اليمن، في ظل تزايد العمليات النوعية الني ينفذها هؤلاء داخل التراب السعودي. وإذا أضفنا إلى ذلك ما يتردّد بشأن احتمال عقد لقاء بين الرئيسين، الأميركي دونالد ترامب، والإيراني حسن روحاني، نكون أمام ثغرة كبرى، بالمعنى الذي تحيل عليه العقيدة السياسية الصهيونية، وهي ثغرة لا يمكن أن تسمح هذه العقيدة باتساعها، لما في ذلك من تهديد للمصالح الإسرائيلية على المدى البعيد، وقد كان دالا ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن هذه الضربات التي اندرجت ضمن تحرك استباقي توخى منعَ هجوم إيراني واسع على أهداف إسرائيلية.
هناك تحول في الاستراتيجية الإسرائيلية في التعاطي مع إيران باستهداف حلفائها في المنطقة. بيد أن هذا التحوّل يبقى رهينا بالتقاطبات الإقليمية والدولية الراهنة في المنطقة، فأي تدخل عسكري إسرائيلي في لبنان، في هذا التوقيت، ستكون له تداعيات على الأزمة السورية بكل تعقيداتها السياسية والميدانية. وفي ضوء ذلك، ليست الضربات الإسرائيلية أخيرا بعيدة عن الحسابات الانتخابية لنتنياهو الذي يتطلع إلى ولاية جديدة على رأس الحكومة، وبذلك تصبح فزاعة حزب الله موردَ تعبئة فعّالا في استمالة الرأي العام الإسرائيلي. وتصبح المواجهة معه رسالةً إلى هذا الرأي العام بأن الوضع على الحدود الشمالية تحت السيطرة.
في السياق، لا يبدو انتقال الاستراتيجية الإسرائيلية إلى طوْر جديد في التعاطي مع التهديد الإيراني بعيدا عن التوتر الأميركي الإيراني، فحتى وإن توصل ترامب إلى اتفاق مع إيران بشأن الاتفاق النووي، فلن يعارض أي ضربة إسرائيلية تستهدف إيران أو حلفاءها، على اعتبار أن ذلك سيقلّص نفوذها بدرجة أو بأخرى، وسيمكّن الولايات المتحدة من التحكّم أكثر في خريطة النفوذ في المنطقة. من هنا، تتجاوز تداعيات التصعيد الإسرائيلي الأخير المواجهة مع إيران، وتفتح ساحات صراع أخرى تتقاطع فيها الاعتبارات المحلية والإقليمية، خصوصا في لبنان، فحين يعلن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أن حزبه سيرد على أي استهداف إسرائيلي لعناصره في سورية من داخل التراب اللبناني، فهو بذلك يكون قد وضع الدولة والنخب اللبنانية في موقفٍ حرج يُسائل تحالفاتها الإقليمية، على اعتبار أن رد حزب الله على أي عدوان إسرائيلي على لبنان قد يكون شرارة حرب إقليمية، لا أحد يعرف أين تبدأ ولا أين تنتهي.