طوارئ حكومية في مأرب وتعز تحسباً لهجوم حوثي محتمل

04 مارس 2020
رفع جهوزية قوات الشرعية اليمنية (محمد حمود/Getty)
+ الخط -
تعيش المحافظات اليمنية الخاضعة للشرعية حالة طوارئ غير معلنة، تحسبا لأي هجوم حوثي محتمل، وذلك بعد أيام من خسارة الحكومة غالبية مناطق محافظة الجوف الاستراتيجية، وإعلان جماعة الحوثي عمّا سمّتها بـ"خطة جامعة لتحرير المحافظات الشرقية والجنوبية من التحالف السعودي الإماراتي".

وفيما عقد الفريق الحكومي، الذي دفعت به الحكومة إلى مدينة مأرب، أول اجتماعاته غداة وصوله من الرياض، وشدد على "وحدة الصف" في مواجهة الحوثيين، أعلنت السلطات الأمنية في مدينة تعز، مساء الأربعاء، رفع الجاهزية الأمنية والتصدي لأي هجمات قد تتم من قبل المسلحين الحوثيين.

وقال عبد الرقيب فتح، وزير الإدارة المحلية اليمني، الذي يتزعم الفريق الحكومي الواصل إلى مأرب، إن زيارة الفريق تأتي كمقدمة لوصول باقي المسؤولين من أجل "إسناد الجيش في المعركة ضد مليشيا الحوثي للانطلاق نحو تحرير عاصمة محافظة الجوف، ومن ثم العاصمة صنعاء"، وفقا للوكالة الرسمية.

وفي ظل تواتر الأنباء عن اختراق داخل القوات الحكومية مكّن الحوثيين من السيطرة على الجوف دون قتال، طالب رئيس الوفد الحكومي بـ"وحدة الصف لمواجهة المشروع الإيراني في اليمن وذراعه الحوثي"، حسب تعبيره، و"تكاتف الجهود من أجل مواجهة التحديات الماثلة، وخصوصا الشقين العسكري والأمني".

وقالت مصادر حكومية لـ"العربي الجديد"، إن الحكومة وجهت إخطاراً حتى لمحافظي المحافظات الموالين لها والمقيمين في الخارج، بضرورة التحرك إلى مأرب من أجل إسناد قوات الجيش الوطني، وعلى رأسهم محافظو صنعاء والمحويت والبيضاء وحجة وأمين العاصمة.

وفي تعز، ثاني المدن المحررة من الشرعية، والتي تدين بشكل كامل للحكومة الشرعية خلافا للمحافظات الجنوبية، أعلنت السلطات المحلية عن رفع الجاهزية الأمنية، وقالت إن جماعة الحوثي "لا تزال طامعة في تركيع محافظة تعز"، رغم الهزائم التي تلقتها، وفقا لوكالة سبأ الرسمية.

وطالب اجتماع رفيع ضم قيادات تعز السياسية والعسكرية والأمنية بـ"مزيد من اليقظة ورفع مستوى الجاهزية لوحدات الجيش والأمن، وتعزيز آليات التنسيق والتعاون والإسناد بين مختلف الوحدات العسكرية والأمنية لمواجهة أي مستجدات، والتصدي لأي هجمات من قبل المليشيات الحوثية".


كما أقرّ الاجتماع "منع حركة الدراجات النارية في المدينة من الساعة 7 مساء وحتى 7 صباحاً، ابتداء من اليوم الأربعاء، واتخاذ مزيد من الإجراءات الأمنية على مدار الساعة لضبط المخلين بالأمن".

وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد"، إن السلطات الأمنية شددت من عمليات التفتيش على المعابر الرئيسية للمدينة، كما كثفت حملاتها للتحقق من هويات نزلاء الفنادق، خشية من وجود "خلايا نائمة" تابعة للحوثيين، كما حصل في محافظة الجوف.

وتأتي الإجراءات الحكومية غداة اجتماع حوثي بالعاصمة صنعاء، أقر ما سمّته الجماعة بـ"الخطة الجامعة لمواجهة الاحتلال السعودي الإماراتي بالمحافظات الجنوبية والشرقية"، في إشارة للمدن المحررة من سيطرتهم والخاضعة للشرعية والتحالف.

وذكرت وسائل إعلام حوثية أن الخطة تشمل "مجموعة من السياسات والخطوات العملية في أربعة محاور، هي العسكري والأمني والسياسي والثقافي"، وسيتم البدء الفوري في تنفيذها ميدانياً، وهو ما سيزيد من إرباك الحكومة الشرعية التي باتت تحكم محافظتي مأرب وتعز شمالاً، وشبوة جنوباً، فيما لا تزال باقي المحافظات الجنوبية والشرقية تحت سيطرة القوات التابعة للمجلس الانفصالي الجنوبي، المدعوم إماراتياً.